طاوعتك كثيراً يا قلبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع وأتمنى لكم التوفيق أنا عمري 17 سنة, البنت الوحيده عند أمي.... ولكني لست كذلك بالنسبة لأبي (متزوج من أخرى وأمي الزوجة الثانية), أحمد الله على العيشة التي أعيشها فالكثيرون يحلمون بها, يتوفر لي كل ما أريد ونعيش في سعادة ولا أنكر أنه في بعض الأحيان يتخللها بعض المشاكل بين أمي وأبي، المشاكل بين والدي نادرا ما تحدث ولكنها إن حدثت يستمر الخصام والجدال بينهما لفترة طويلة قد تصل أشهرا.
أنا فتاة ملولة نوعا ما, عندما كان عمري 15 عاما أحببت ابن الجيران الذي كان وسيما ولبقا وجذابا وكل الفتيات يتمنينه... بدأ هو بالتقرب مني ولكني خفت منه وقررت الابتعاد عنه وفعلا قسوت على نفسي وقلبي وابتعدت عنه وأجبرت عقلي على عدم التفكير به... وبعد مرور شهر أو أقل تعرفت على شاب من الإنترنت اسمه (س) وبعد مدة قصيرة لم تتجاوزالأسبوعين صارحني بمشاعره تجاهي وقال بأنه يحبني.... لم أصدقه في البداية ولكن بعد أسبوع أحسست بأني أحبه وصارحته أيضا بمشاعري وصرنا نتواصل عن طريق الهاتف النقال من غير أن أراه أو يراني.....
في هذه الفترة دعيت أنا ووالدتي لحضور زفاف إحداهن ولقد ذهبت مع أمي وبينما كنت جالسة مع صديقة لي قابلتها صدفة إذا بأحد الشبان (ي) يتقدم ناحيتي ويعلن إعجابه بي وطلب مني رقم هاتفي النقال فوافقت وأعطيته إليه، وبعد ساعة أتى شاب آخر وطلب مني نفس الطلب وأيضا وافقت وأعطيته رقمي (م), وصرت أتواصل مع الثلاثة, والثلاثة يقولون بأنهم يحبونني، طلبت من فتى الإنترنت أن أراه وألححت في الطلب، أرسل إلي صورته ولقد تفاجئت وصدمت وذهلت ولم أصدق عيناي فلقد كان بشعا (أستغفر الله) أحسست بأني أكره نفسي وأحتقرها جدا.
اختفيت عنه مدة 3 أيام وبعدها اتصلت عليه وقلت له بأني لا أستطيع أن أواصل معه لأني لا أجد فيه صفات فارس أحلامي، فقال لي حسنا لك ما أردتي يا حبيبتي ولكن هذا الاسم ليس باسمي وكل المعلومات ليست صحيحة، عندها أحسست بأني فعلت الصواب وارتحت نفسيا إلى حد ما، ولم يسبب لي ذلك أي صدمة وكنت عادية جدا!!
بعدها صرت أتواصل مع الشابين وكل منهما يعلم بأني أتصل بالآخر لم أكذب عليهما بخصوص شيء إلى أن أحسست بأني أميل إلى أحدهم (م)... وأحبه فصارحته بحبي له وقطعت علاقتي مع الشاب الآخر (ي).. لأول مرة في حياتي أحس بأني أحب شخصا لهذه الدرجة... أحببته بجنون... وكان به من الصفات ما تتمناها أي فتاة في فارس أحلامها وحبيبها أو زوجها المستقبلي.....
عشت معه فترة 3 _ 4 أشهر ووصلنا في هذه الفترة أوج الحب، إلا أنني أحسست بعدها بأني أمله وبدأت أكرهه ومن دون أسباب، فقررت أن أقطع علاقتي معه، وفعلتها وبذل قصارى جهده في أن يعيدني إليه ولكن لا حياة لمن تنادي. وبعد شهرين دخلت في علاقة إليكترونية، مع شاب قابلته في الإنترنت، كنت أعلم بأني لا أحبه ولن أحبه ولن يراني إلا أنني كنت أريد أن "أحب والسلام" لم تدم علاقتنا طويلا 3 أسابيع فقط وأنهيتها.
بعدها تقرب مني قريبي وكان ابن عمي كنا نتحدث كثيرا مع بعضنا البعض وكنت معجبة به... إلى أن صارحني بأنه يحبني, وأتى لخطبتي إلا أنني رفضت، بعدها عاد حبيبي الأولاني إلى حياتي "ابن الجيران" أحس بأني أتمادى في التفكير فيه ويزيد حبي له يوما عن يوم، إلا أنني أخاف منه بسبب الكلام الذي أسمعه عنه "بيقولوا بتاع بنات".
أما بالنسبة لصديقاتي فأنا أملهن دائما وأحس بأني أكرههن فجأة وأقطع علاقاتي بهن وأبحث عن الجديد ويلاقين نفس المصير، ولكن لي صديقتين مقربتين مني، أحس بأني أريد أن أبدأ حياة جديدة خالية من الشباب وعلاقات الحب والشبان المراهقين وأتجه إلى الله خاصة أني في كلية الطب ومن المفترض أن أكون قدوة، أنا أحتقر نفسي أحس بأني الأسوأ وأحس بأني مريضة نفسيا فهل أنا كذلك؟؟
14/07/2011
رد المستشار
لا يجوز. قلت لك يا صديقتى لا يجوز.
تقولين عن نفسك أنك فتاة ملولة، تغيرين الشباب كما تغيرين الحقائب، لست مشفقة عليهم لأني واثقة أنهم يفعلون مثل ما تفعلين، ما أسهل كلمة الحب اليوم, وكم فقدت معناها على أيدي شباب هذا الجيل، صار الحب هو الكوبري للوصول إلى الشاب أو الفتاة, وصارت الفتاة تعرف في سن السابعة عشرة أربعة أو خمسة شبان في نفس ذات الوقت، وتلومون الحب؟؟
إن الفضاء الألكترونى ملىء بتلك العلاقات, والتي إن عكست شيء فهي تعكس حالة من الضياع والاكتئاب وعدم الثقة، في الفضاء الإلكتروني أستطيع أن أكون من أريد, بالشكل الذي أريده, أستطيع أن أكون أميرة تحبسها زوجة أبيها الشريرة وهي تحافظ على نفسها في انتظار الأمير الذي يعبر السبعة بحور لينقذها، وأستطيع أن أكون الفتاة التي تعمل طوال اليوم حتى تحضر لإخوتها الطعام بعد أن تركهم والدهم وتزوجت والدتهم رجلا شريرا يتحرش بي, وأستطيع أن أكون فتاة عابثة, "نتصاحب ماشي جواز لأ"، وفي النهاية تضيع الهوية, وتضيع الملامح الأصلية لشاب أو فتاة لا يدري ما الحب, ويعجز عن انتظاره.
جوع قاتل للحب, نعم, هو جوع قاتل للحب..... من كثرة تلفظ تلك الكلمه فقدت معناها, وقتلت الحب، قتلت المعنى والرمز والمبدأ، صار ليس غريبا تلك الأيام أن تسلم الفتاة كل شيء, وعندما يتركها الرجل تبكي "لقد قال أنه يحبني".. ولم يعد غريبا فشل الزيجات من أول عام وتبدأ قصة الطلاق بتلك العبارة "دول كانوا بيحبوا بعض أوي".
الحب منكم بريء يا فتاتي، اعرفي هدفك أولا، اعرفي ما الذي تريدينه من الرجل, وقبلا اعرفي ما الذي تريدينه من حياتك, واستقري نفسيا وعاطفيا قبل الدخول في أيه علاقة... والسلام.
التعليق: يبدو أن اهتمامك بالتفاصيل، لاح بينك وبين مستشارتك حيث اهتمت بموضوع الحب على حساب مشكلتك الخاصة.
وأحب أن أذكرك:
رغم توفر كل ما تريدين، فأنت تحتاجين إلي الحب والاهتمام.
"ابن الجيران،وسيم وجذاب وكل الفتيات يتمنينه" هل هذه المواصفات هي الميزان الذي تزني عليه شريك الحياة أم أنها غطرسة مراهقة، ولاحظي أنك قررت الابتعاد عنه عندما اهتم بك، لأنك وصلت إلي ما لم يصل إليه أصحابك، تتمتعين عندما ترفضين غيرك، وتحترقين عندما يتجاهلك الآخرون، "جانب نفسي" يحتاج لتحليل نفسي.
تقولين "بعدها صرت أتواصل مع الشابين" " وصرت أتواصل مع الثلاثة, والثلاثة يقولون بأنهم يحبونني "
أنت تحتاجين إلي أن تعرفي لماذا تصنعين هذا، أنت لا تبحثين عن الحب، أنت تبحثين عن من يرعاك ويهتم بك، ويجعلك تشعرين بذاتك، ويعوضك عن حب أبيك لزوجتيه.
والجانب العلمي، لا يستطيع كبح جماح الشهوات، كلنا نبحث عن الحب. لديك كذلك مشاكل مع أصدقائك، وتقولين أنك أملهن، فأنت لا تشعرين بحب أصدقاء بنات أو حب أولاد.