قصتي أنا وصديق تعلق قلبي بحبه في الله
مضى أكثر من ثلاث سنوات منذ أن رأيته في الحلم، لم أكن أعرفه أو أراه من قبل، مر على ذلك الحلم سنة وثمانية أشهر، كنت حينها أعمل في محطة ديزل ببلدتي، وأنا بداخل المحل نظرت إلى الطريق، فرأيت الشخص الذي رأيته في الحلم يمر من أمامي، ارتبكت ودق قلبي دقات خوف، وخرجت من المحل لكي أرى من هذا؟ فلم أره. قلت لنفسي: إنه وهم أو تهيؤات، لا يهم...
بعد ذلك رأيته لثاني مرة، ولكن رأيته هذه المرة. كان يمر من أمامي يوميًا، كانت مواعيد مروره منضبطة، جمعت عنه معلومات، عرفت عنه أنه لا يكلم أحدًا، ولا أحد يكلمه، عرفت حينها أنه انطوائي.
مرت الأيام وكل يوم أنظر إليه وأريد أن أتحدث معه، لكن أتراجع. وحانت لحظة مرض والدي، ذهبت معه إلى المستشفى ولم يخرج منها إلا وهو "الله يرحمه".
وبعد شهرين من وفاة والدي كنت عائدًا إلى البيت، ورأيته وهو يخرج من الدرس، نظر إلي وابتسم، وقال: السلام عليكم. لم أرد عليه من الذهول، يومها صممت أن أتكلم معه، أخذت رقم جواله من أحد أصدقائه، واتصلت به، كان بالبيت ولكنه لا يتحدث مع أحد، أعطى الجوال لأخيه المتوسط ليرد،
قال لي: من أنت؟
قلت له: أين أحمد؟
قال: في الدرس. وأنا أسمع أحمد وهو يلقن أخاه الكلام.
قلت له: إذن قل له لما يصل: هناك شخص اتصل بك.
قال لي: أنت زميله؟
قلت: لا، قل له ما بلغتك فقط.
ذهبت للمنزل وجاء وقت النوم، اتصل بي فرددت عليه: ألو، من؟
قال: أنت من؟
قلت له: أنت الذي تتصل!
قال: أنت الذي اتصلت بي! من أنت؟ وماذا تريد؟
قلت له بكل صراحة: أريد أن نكون أصدقاء.
قطع الاتصال فهُيِّئ لي أنه أغلق في وجهي، أرسلت له رسالة: هل هناك غلط في كلامي؟ رد برسالة لن أنساها: "لو خيروني بين عمري ولحظه أعشها معاك يهون عليا عمري بس أعشها معاك، لا يوجد في كلامك غلط أبدًا، لكن هل من الممكن أن أعرف من أنت؟"
تشجعت واتصلت به، فرد علي وقال: لكن أنا لا أعرفك! ولا يصح أن أصاحب أحدًا لا أعرفه!!
قلت له: ستعرفني في يوم من الأيام، ومع هذا سأجعلها سهلة عليك، أنت قلت لي: السلام عليكم، مرة واحدة.
قال: أنا أقول: السلام عليكم طوال النهار!!
رددت: اعرفني لوحدك، تكلمني كثيرًا!! وهو لا يعرفني!
في اليوم الثاني كنت جالسًا في المحل، مرّ أمامي فلم أره...، مرَّ ثانية، وأخرج جواله ينوى الاتصال بي.
قلت له: تعال! لا تتصل...
نظر إلي وقال: كنت أحس أنك أنت الذي تتصل!
قلت: كيف؟
قال: لا أدري!!
ومن يومها ونحن أصدقاء، لكنني أحبه في الله، مع العلم أنني أكبر منه ب4 سنوات. هل يظن البعض أن هذا شذوذ؟ ومع العلم أنني لم ألمسه ولم يلمسني إلا بالسلام بالأيدي فقط.
أريد أحدًا يخبرني: هل هذا شذوذ مني؟ أنا أحبه في الله، وليس لشكله ولا لجسمه، ولا أفكر فيه إلا بالمعروف، واللحظات السعيدة...
أنا متعلق به جدًا أنقذته من موت محتم مرتان، وفي المرّتين كنت أتمنى الموت لنفسي من أجل أن يعيش.
أنا أطلت عليكم بقصتي...
1/7/2011
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "elsayed"
يبدو أنك شاعري جدًا، وما كتبته قطعة أدبية لولا ضعف لغتك الفصيحة...
وقد استطردت في التفاصيل الدقيقة للحظات تعرفك على "أحمد" لتستمتع بتكرار الذكريات الجميلة البراقة التي تأخذ بلبك...
عادة نرى هذه النوعية من التعلق عند البنات بكثرة، خاصة في سن المراهقة، حيث يتعلقن بمدرساتهن على هذا النحو لأنهن عاطفيات، وقليلًا ما نرى هذا عند الفتيان والرجال، لأنهم أقدر على ضبط عواطفهم، أو إخفائها على أقل تقدير...
هناك حلقة هامة مفقودة في رسالتك: ماذا كان الحلم الذي جعلك تتذكر شخصًا لا تعرفه؟ وهل كان هذا الحلم موافقًا لتوجهات وآمال لديك تتفاعل معها عاطفيًا، وتحلم بها من مدة؟ ما هي المواقف التي أنقذته فيها من الموت؟ وما هي قيمته الاجتماعية، أو قيمته الفكرية لديك حتى تتمنى أن تموت أنت ويبقى هو؟
أخمن –حسب كلماتك- أن توجهاتك وعاطفتك كانت دينية، وأن أحمد يمثل عندك صورة للشاب المتدين المثالي عندك...
ذكرت أنه انطوائي، لكن وصفك له بعيد كل البعد عن الانطوائية، وإنما يبدو من خلال كلامك أنه شاب متدين، من أصحاب العلاقات الاجتماعية الكثيرة، وله كاريزما خاصة تجعله يبتعد عن الناس حتى لا يسببوا له إزعاجات بسبب كثرة ملاحقتهم له، وهذا الابتعاد والتخفي حرصًا على خصوصياته، تزيد من الكاريزما الآسرة لديه، وتثير فضول الآخرين للتعرف عليه والتقرب منه...
غير أنه يعرف ما يفعل، فرسالته الشاعرية التي أرسلها إليك، عادة لا يتم إرسالها لشخص لا يعرفه الإنسان بعد، ولكنه أرسلها ليقوي الثقة بينكما، فيكون كلامه أشد تأثيرًا عليك...
ولكني أشعر أنك تراه كما تتخيله بعقلك، ومن خلال إيحاء الحلم الذي رأيته، وليس كما هو في الواقع!!
لا تفهم من كلامي أني أقلل من شأنه، ولكني أدعوك لتراه كما هو، وليس كما تتخيل، فهذا سيجعل حبك له أكثر ثباتًا وواقعية...، لأنك إذا رأيت منه تصرفًا مخالفًا لما تتخيله، ستصدم صدمة كبيرة، وسينقلب كل هذا الحُبّ إلى كراهية...
هو إنسان كسائر البشر، له حسناته وسيئاته، ويمكن أن تصدر منه الهفوات. وإذا كان صحيحًا أنه كان في المنزل وأعطى هاتفه لأخيه ليقول لك: إنه في الدرس وليس في البيت، فهذه هفوة من هفواته، التي تدل على أنه بشر مثلك وليس ملاكًا منزلًا من السماء!! أنت بنظرتك هذه إليه تحمله ما لا يطيق، وتطلب منه ما لا يقدر عليه.
على كلٍّ مثل هذا التعلق لا يعد شذوذًا، وإذا لم يكن ذلك الشخص يثير لديك مشاعر جنسية عند التفكير به أو رؤيته والسلام عليه، فلا شيء أبدًا في علاقتك معه...، ولكن يخشى من لحظات الضعف أن تفعل فعلها، وخاصة إذا طالت مدة التعلق...
وأنصحك ألا تفكر في هذا الأمر، لأن التفكير به والخوف منه يرجح حصوله، أنت أحببته في الله، وإنما يريد الشيطان أن يفسد عليك محبتك بوسوسته هذه، فاستعذ بالله منه، ودع عنك التفكير بمثل هذه الأمور، واشغل نفسك بالمواقف والذكريات السامية الصالحة التي تمضيها معه...
وحاول من الآن أن تراقب قلبك وتضبط حجم محبتك له، وتجعلها أكثر اتزانًا، فالقلب أغلى وأثمن من أن يسكنه البشر –خلا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم- ففرغه لحب الله عز وجلّ ورسوله...، أنت عندك قلب واحد فلا تهبه إلا لعظيم يستحقه.
قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)) [البقرة:165] فالمؤمن يحب في الله، ولكن حبه لله أشد من حبه للناس...
وتذكر دائمًا مقولة ابن القيم -رحمه الله- وهي مجربة وصحيحة: (وقد قضى اللهُ تعالى قضاءً لا يُرَد ولا يُدفَع أنّ من أحب شيئًا سواه عُذِّب به ولا بدّ، وأنّ من خاف غيرَه سُلِّط عليه، وأنّ من اشتغل بشيءٍ غيرَه كان شؤمًا عليه، ومن آثرَ غيرَه عليه لم يُبارَك فيه، ومن أرضى غيرَه بسخطِه أسخطَه عليه ولا بدّ).
أتركك في رعاية الله وحفظه...
واقرأ على مجانين:
عذاب الحب والتعلق: الصداقة الخطرة مشاركة
ذاب الحب والتعلق: الصداقة الخطرة
أحب صديقي: وسواس الحب والتعلق
صورته لا تغيب: التعلق المثلي
وسواس الحب والتعلق المثلي!
مشكلات التعلق
التعليق: الأخ الفاضل
عن جد كلامك، حرك شيء بداخلي، بس ما بعرف كيف هالحب، بدي أقولك شيء كل الأفراد بتميل للجنس الآخر
هل بتجد نفسك بتميل للجنس المغاير.
بدي أسأل هل أنت حبيت من قبل "بنت" إذا كان حصل. فهذا جيد لأننا نريد أن نِحب ونٌحب، أما إذا لم تكن أحببت من قبل، وتميل إلى حب شخص مثلك، فهذا ليس بطبيعي. وكما ذكرت أستاذتى، إذا كان كل هذا الحب فلاشك أن إيمانك بالله قل.