مشاكل من نوع خاص
السلام عليكم؛ أنا عمري 32 عام, متزوج وربنا رزقنا بطفلة جميلة عمرها عام، دائما الناس بتوصفني بالطيبة الشديدة وحسن الخلق والتعامل وعدم الخبث أو اللف والدوران والذكاء الشديد والإبداع ولكن دائما عندي نوع من النقص في الثقة بنفسي ونوع من عدم توكيد الذات، بقع في الإحراج بسرعة وموش دائما بعرف أعترض... قرارات كثير في حياتي موش بعرف آخدها مراعاة لمشاعر الناس اللي بحبها، وبالتالي المزيد من الإحباط والغضب من نفسي، أنا عندي مشكلتان كبار أود أن أعرضهم عليكم, وأنا بعتذر مقدما لأي إحساس بالقرف يتولد عندكم.
أولا: في حالات التوتر الشديدة أو الغضب الشديد ألجأ إلى الكلام مع نفسي بصوت عالي، زملائي في العمل بياخدوا بالهم وكذلك زوجتي، وأوقات بتعرض لإحراج شديد، وأكثر المواقف إحراجا وأنا شايل بنتي وراجع بيها من دكتور الأطفال ولقيت نفسي بقول كلام غصب عني، وكنت محرج أمام نفسي إن ممكن بنتي لما تكبر تشوفني بالشكل ده.
الموضوع التاني بالرغم أني متزوج إلا أني أوقات بلجأ لمواقع الشات للشواذ، ودائما بكون في الدور السلبي، الغريب أني موش بستمتع بأي شيء من هذا بالعكس أنا بحس بالقرف.. لكن بعمل كده نوع من عقاب الذات،. أو نوع من الغضب من نفسي.
أنا كنت مبطل الشات من أكثر من 4 سنين، وموش عارف ليه فجأة من كذا يوم رجعت وبقوة وكأني بنتقم من نفسي، مش عارف ليه؟ أنا عمري ما عملت جنس مع ذكور الحمد لله وما أعتقدش إني حعمل أبدا، والمرة الوحيدة أو الاثنتين اللي قابلت فيهم حد من النت كان قبل الزواج بكذا سنة، هما رفضوا لأنهم موش شايفين إني شاذ أو أنا رفضت لإحساسي بالقرف الشديد أو الخوف من ربنا، وكان وقتها بحس بأني غير مرغوب من البنات أو أني غير جذاب، وده كان بيعمل لي نوع من الغضب.
أنا علاقتي الجنسية بزوجتي كويسة وسعيدة، صحيح أنا موش عنتر، لكن على الأقل المشاعر صادقة وجميلة...
ملاحظة: كان لي كذا استشارة معكم بخصوص علاقاتي الاجتماعية وكان دائما تفسيركم لمشكلتي أني مفتقد توكيد الذات، ومحتاج ثقة في نفسي، وده كان رأي الدكتور بالمناسبة اللي كان بيعالجني قبل كده أنا رحت لطبيب نفسي وأنا عمري 21 عام لمدة عام ونصف، ولم أكمل لظروف سفر الطبيب... وكنت بشتكي من نفس الأعراض بالإضافة إلى انطوائية شديدة... وكان تفسيره هو أني موش شاذ جنسيا ولكن ده اكتئاب نفسي وأني كنت بحاول أتوحد مع شخصية أمي اللي شخصيتها ضعيفة جدا مقارنة بأبي اللي شخصيته قوية جدا بالنسبة لها، بالإضافة إلى خبرة سيئة بمرض أمي بمرض عقلي وسرطان في المخ ودائما أذكر أنها مريضة في الفراش أو بتخرف منذ طفولتي.....
الدكتور وصاني بانفرانيل وزولام، وكان فيه تحسن بالرغم من إحساسي بالألم النفسي لأن أمي كانت بتاخد زولام في مرضها، التحسن أني بقيت اجتماعي أكثر. ونوبات البكاء ليلا تقريبا اختفت، موضوع الشات قل جامد ولكن لم ينتهي، موضوع الكلام بصوت عالي زي ما هو، يمكن زاد شوية. أنا تفسيري للموقفين اللي بشتكي منهم أني موش بعرف أتعامل مع الغضب والقلق اللي عندي، أو اتعودت من وأنا صغير على النمط ده في التعبير في الغضب، أني أتكلم بصوت عالي وأنا ماشي في البيت أو الشارع، أو الشكوى الأخرى.
ولكن في الظروف الأخرى لما تكون حالتي النفسية كويسة موش بعمل أي من الأعمال السابقة.. أنا حاليا بكبر في السن وعندي أولاد ومتزوج، وحياتي العائلية جميلة وموش عايز أظلمهم معايا. أتمنى لبنتي وأولادي وزوجتي أنهم يفتخروا بي زي ما أنا بفتخر بأبي، أنا موش حابب إني أكون عندي 40 أو 50 سنة وبكلم نفسي في الشارع وأنا ماشي وبتفرج على حاجات قليلة الأدب أو بخش على شات لناس لوطيين، أو بعمل حاجات غريبة الأطوار.
أنا عارف إن الموضوع بإيدي في الأول وفي الآخر، ولكن أتمني الإرشاد منكم، أنا موش حابب إني أروح لطبيب نفسي تاني وأقول كل أسراري وخصوصا إني موش عارف أواجه بيها إنسان...
لكن نفسي أفهم نفسي وأعرف أعالجها إزاي
أنا بعتذر مرة تانية عن إني خليتكم تحسوا بالقرف الشديد من شكواي.
28/07/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يجب من البداية أن نتفق أن النفس البشرية ليست بالأمر السهل وما ينتج عنها من ردود أفعال أمر متشابك ومتبادل ومعقد، وعلى سبيل المثال فإن شعورك بعدم الثقة وتدني مفهوم الذات تحاول أن تعوضه بالطموح العالي ولكن طموحك الذي كان الهدف منه في البداية زيادة ثقتك تجد مهما بلغت وحققت أنك غير راضي عنه وهكذا تستمر الدائرة إلى أن تضع لها حدا بفهم ما يجري داخلك.
هل حقا لا تستطيع أن تأخذ قرار أو موقف أم تراك تتنازل من تلقاء نفسك طمعا أن تكون ممن قال عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف "حرم على النار كل هين، لين، سهل، قريب من الناس"(الراوي: أبو هريرة وابن مسعود المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:3135، خلاصة حكم المحدث: صح)، وليتمكن الإنسان من استمرار العطاء لا بد له من الحفاظ على تجديد طاقته بالطرق المناسبة له ذلك أن نضوب طاقة الإنسان قد يسبب له الشعور بالإحباط والغضب.
مرض والدتك في طفولتك بالإضافة لانغماسك في دراستك قد يكون نتج عنه درجة من نقص الخبرات الاجتماعية اللازمة وهو أمر يسهل تعويضه بعد زواجك حيث أن وجود شريك في الحياة يضطر الإنسان للتعامل والرد وتعلم الطرق المناسبة وتجنب تلك التي تشعل النيران فلا تكن قاسيا في أحكامك على نفسك ولا مثاليا في توقعاتك.
المشكلة التي تراها كبيرة وهي حديثك مع نفسك عند توترك، هذا الحديث ما هو إلا التفكير العادي ولكن في حالتك تحول التفكير إلى صوت مرتفع، وهو عبارة عن استجابة تعلمتها ووجدت أنها تخفف عنك التوتر ويمكنك استبدالها ببعض التدريب باستجابة أخرى لا تسبب لك الحرج، يمكنك مثلا أن تدرب نفسك على ترديد لا حول ولا قوة إلا بالله إن لم تجد استجابة غير الكلام تخفف بها توترك.
لم تذكر سبب غضبك من نفسك، وأعتقد غالبا أنك تتوقع منها شيء يفوق طاقتها أو أنك تحول غضبك الخارجي عليها وهو أمر خطير أكثر من حديثك الذاتي بصوت مرتفع وحديثك مع الشواذ، غضبك المحول نحو نفسك لن يساعدك في تحقيق أهدافك مهما كانت بسيطة، يجب أن تواجه نفسك بالأسباب الحقيقية والأشخاص الفعليين المثيرين لغضبك هذا لتتعلم كيف تتعامل معهم بدل من تحويل غضبك منهم لنفسك، كما ذكرت لن يستطيع أحد أن يساعدك في هذا الأمر كما تستطيع أنت.
إن كنت لا تريد الذهاب إلى طبيب نفسي يمكنك البحث عن أخصائي نفسي والحديث معه، وإن كنت مصرا على عدم رغبتك بالبوح بأسرارك يمكنك البحث عن مصدر دعم اجتماعي كرجل دين أو أحد الأساتذة.
يجب عليك السعي لأن تكون لك دائرة اجتماعية تجمعكم فيها اهتمامات مشتركة فانظر ماذا تحب هل هي القراءة فتكون الجماعة المناسبة أحد نوادي الكتب، هل هي الموسيقى فيكون النشاط تعلمك العزف على آلة.
حصولك على أي درجة من الدعم الاجتماعي الواقعي سيكون أكثر نفعا لك من التواصل معنا على النت فهذا يزيد عزلتك التي هي أحد أسباب مشكلتك.
كما ذكرت بنفسك حين لا تشعر بالغضب والتوتر لا تقوم بأي من السلوكيات التي تزعجك وحيث أن عدم شعورك بالغضب أمر مستبعد يكون الحل أن تفكر وتختار لنفسك أمورا أخرى تستخدمها للتعبير والتنفيس عن غضبك.
في إحدى الروايات كانت هواية البطل في عالمه القديم صيد السمك فما كان منه إلا أن وضع منظرا لبحيرة كان يجلس حاملا صنارته بجانبها عند شعوره بالغضب ليخفف من توتره رغم إدراكه أنها صورة لا واقع، وهكذا أنت ينبغي عليك أن تبتكر وتفكر في طرق لا تخجلك.
لا تظن أن نصيحتي لك بأن تبحث عن مصدر دعم اجتماعي واقعي هو زهد بك وباستشاراتك ولكن هذا ما تقتضيه مصلحتك ولكن ابقى على تواصل معنا وتابعنا بأخبارك.