توتر مزمن على شفا الوسواس

رد المستشار

السلام عليكم الأخ الكريم؛
بالنسبة لعادة نتف الشعر Trichotillomania فهي دلالة على التوتر والقلق الزائد، وليس معنى أن هذه العادة توقفت أنك لم تعد تشعر بالقلق، فالقلق والتوتر يظهران في العديد من الأشكال مثل: هز الرجلين، قضم الأظافر Onychophagia ، الجز على الأسنان Bruxism ، كما توجد بعض المظاهر الأخرى مثل: عدم القدرة على النوم، أوجاع وآلام جسدية مختلفة، سرعة الغضب أو الانفعال، انقطاع في العلاقات الشخصية مع الآخرين.

لا يوجد أي بشر على الأرض لم يقترف خطئًا (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، وأنت قلت بنفسك أن موت صديقك كان بطريق الخطأ وأنك لم تكن تقصد، ولذلك أخي يجب أن تتخلص من مشاعر الذنب التي تقيدك وتمنعك من متابعة حياتك، وأنا اعتقد أنه لا يوجد من يدينك حقًا أو حتى مازال يذكر ما حدث، ولكنها مشاعر الذنب التي تطاردك وتحيل حياتك جحيمًا.

وقد ذكرت في رسالتك أنك بدأت تنتبه أنك مكروه في الثلاث سنوات الأخيرة، مما يجعلني أفترض أن هنالك شيئا ما قد حدث في هذه السنوات وأثر عليك كثيرًا، سواء أشعرت بذلك أم لم تشعر، فأرجو منك أن تحاول أن تتذكر ما ساعد على هذا الاعتقاد في هذه السنوات الأخيرة.

أما عن حقيقة أنك مكروه من الآخرين فأنا أرى أنها اعتقاد داخلي ليس له أي دليل خارجي، فهي مجرد فكرة ترددت على ذهنك لفترة طويلة من الزمن ودعمتها ببعض المواقف التي لها أكثر من تفسير، مما أدى إلى تثبتها واستقرارها داخلك حتى صارت اعتقادًا.

وما يدل على أن هذا مجرد اعتقاد ليس صحيحًا أنك ذكرت –بنفسك- أنك بشهادة (الكثير من الناس طيب القلب، حسن السلوك وذو ثقافة واسعة) وذلك يعني أنك من ترى نفسك بدون أي ميزة وأنك من ترى النصف الفارغ من الكوب وأنك من نسبت لنفسك عدم حب الناس لصحبتك وأن ذلك ليس حقيقيًا.

إن الأساس الأول لنجاح علاقاتك في الحياة هو رؤيتك لذاتك وثقتك بنفسك، وأنا أرى أخي أن رؤيتك لذاتك مليئة بالسلبيات والنقاط السيئة والتي تنعكس على رؤيتك للآخرين ورؤية الآخرين لك. فأنا أدعوك أن تغير من رؤيتك لذاتك وأن ترفع من تقديرك لذاتك، صالح نفسك أولا حتى تستطيع مصالحة الآخرين، وبناء علاقات ناجحة معهم.

راقب تقييمك لذاتك في المواقف المختلفة وخاصة المواقف السيئة، دون الرسائل الداخلية التي تبعثها لنفسك على مدار اليوم، إذا كانت هذه الرسائل تنحصر في هذه العبارات: (أنا فاشل، لا يوجد ما يستحق العيش من أجله، مهما بذلت من جهد فلن أستطيع، لماذا لا تجيد أي شيء، أنت أحمق...) فاعلم أنك قطعت نصف المسافة للوصول إلى النجاح والتغيير.

كل ما عليك أن تفعله أن تبدل هذه الرسائل برسائل إيجابية أخرى مثل: (أنا استطيع فعل أي شيء- وذلك صحيح إذا كنت تمتلك الإرادة القوية- ، كل الناس تخطئ وليس ذلك دليل على فشلي، أنا ناجح، أنا قادر...)، داوم على ذلك فترة من الوقت واكتبه في مذكرة وعلقها في مكان تستطيع أن تشاهده دائمًا وستجد انعكاس هذه الرسائل الإيجابية على أفعالك وعلى رؤيتك.
أحصي ما تراه من مميزاتك ونقاط قوتك، وإذا لم تستطع فاطلب من أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك أن يساعدوك، حاول أن تتذكر نجاحاتك حتى ولو كانت صغيرة دونها.

لا تُعَمِّم ودَوِّنْ أسماء الأشخاص الذين تعتقد أنهم يكرهون صحبتك، وأخيرًا اعلم أخي أنك مهما فعلت لن تستطيع أن تجعل جميع من يعرفك يحبك، وهذا ليس دليلاً على فشلك، ولكن انظر إلى جميع من استطعت أن تجعلهم يحبوك.

اقرأ على مجانين:
ابن لنفسك شخصية، تحقق ذاتك
كيف تعرف نفسك؟ نصائح عملية
حدد هدفك.. ثق بنفسك.. وتابعنا
حالة ضياع.. معنا ستجدين نفسك
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تنمي ثقتك بنفسك، متابعة
كيف تكون نفسك؟

وأعانك الله على رؤية الحق حقًا.

المستشار: أ. زينب عارف