الدعوة إلى الله.. ومشكلات الشباب المتسيب .!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.... إنني طالبة في سنة أولى علم اجتماع.... وتعلمون ما الجامعة وما تخفي من علاقات مشبوهة بين الشباب والبنات وعلاقات بريئة....
ومن أول السنة الدراسية وأنا ألاحظ أن هناك فتاة معينة لا تمشي إلا مع الشباب وهي من نفس دفعتي... فلا أجدها إلا تجلس بينهم وتذهب معهم وكل مرة مع شلة شكل, ولا تلبس إلا الملابس الضيقة والتي تبرز مفاتنها....
ولا أجد منهم إلا النظرات الشهوانية لها وأشعر بهم لا يرون منها إلا الجسد, ومنذ يومين قلت لنفسي يجب أن آخذ موقفا, لقد صعِبت علي جدا, وشعرت وكأنها تخفي وراء هذه التصرفات نفسية محطمة تائهة ضائعة تبحث عن إثبات ذاتها ولا تعرف كيف؟؟
وقلت في نفسي إنها إما أن تسير في هذا الطريق إلي الأبد ولن يورثها إلا الخزي والعار أو تصحو بعد فوات الأوان وتكون نهبا لسياط الألم والندم... وأردت مساعدتها ,ولكن المشكلة أنها لا تحضر محاضرات أبدا, فلا أستطيع الجلوس بجانبها لأبدأ بدايات الصداقة, فأنا أفعل هكذا ثم أهديها شريط الجنة لعمرو خالد... ولا أجدها إلا في ساحة الجامعة مع الشباب.....
وأريد مساعدة حضراتكم لي في هذا الموضوع....
الفساد منتشر جدا في بلدي وليس هناك إلا فئة قليلة جدا جدا جدا من الشباب الذي يلتزم الاستقامة وذلك بعد ظهور عمرو خالد...
لكن ليس هناك أي مجال لأي نشاطات فردية مثل مسرحيات في الجامعة عن قصص البطولة في التاريخ أو طرح مشكلات اجتماعية حقيقية يعانيها شبابنا وتقديم الحلول لها..... إن جامعاتنا ليس فيها أي مظهر من مظاهر الالتزام والجدية..... وهذا شيء مؤسف حقا...
حتى أنني كدارسة لعلم الاجتماع أطمح أن أساهم منذ الآن في نهضة جامعتي وتكلمت مع حضراتكم منذ بداية العام برغبتي في أن تتبنوني وسعدتم بهذا لكن يبدو أنني لم أُفلح في إيصال ما أرمي إليه وما أريده حقا هو أن تساعدونني بلفت نظري لمشكلات مهمة يعاني منها الشباب لطرحها ومناقشتها, وتقديم الحلول لها فهل من الممكن ذلك؟؟؟
وثالثا: أنه يوجد معنا شاب مسيحي حصل بيننا وبينه نقاش, أنا وصديقتي وهو, وكان لطيفا جدا حيث تكلمنا عن أهدافنا من هذه الكلية فقال أنه قبل أن يدخل علم الاجتماع كان تفكيره ماديا بحتا أما الآن فأصبح يريد نشر السلام في الأرض, طبعا نحن شجعناه ولم نتطرق لاختلاف الديانتين أبدا, لكن ألاحظ وعيه وتفتحه وبحثه عن الحقيقة, فكيف أستطيع أن أفتح معه حوارا يوحي له بأن الإسلام ممكن يكون الديانة الصحيحة؟؟؟؟
إذن أنا في هذه الاستشارة بصدد3 إجابات من حضراتكم, الأولى تتعلق بالفتاة والأخرى بمشكلات الشباب في مجتمعي؟؟
وأنا طامعة بمساعتكم بعد عون الله لي أرغب بأن تسردوا لي الكثير من عناوين المشكلات الاجتماعية كي أبدأ بالقراءة عنها والبحث فيها ومناقشتها فأنا أشعر أنه ليس لدي الخبرة الكافية للتعبير عن المشكلات بحد ذاتها.... والثالثة تتعلق بالشاب المسيحي..... وتقبلوا فائق تقديري واحترامي.....
ودمتم سالمين....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
11/2/2004
رد المستشار
أنت تريدين عمل كل شيء...... وهذا قد يكون مقبولا لفترة في بداية حياتك كنوع من التدريب أو الإحاطة العامة بأحوال المجتمع، ولكنه ليس ممكننا ولا مقبولا أن تستمري على هذا المستوي، من الاتساع في نشاط الدعوة:
• أنتِ تمارسين الدعوة إلى الله بصورتها الفردية المباشرة، فتتعرفين على الفتاة في المدرج وتقومين بإهدائها شريط الجنة لعمرو خالد.
• كما أنكِ تتطلعين لممارسة الدعوة بصفة عامة، حيث تريدين البحث في قضايا الشباب من أجل طرحها ومناقشتها على المستوى العام.
• وإن كانت النقطتان السابقتان مرتبطتين ببعضهما بدرجة ما، فإن هناك نشاطا ثالثا بعيدا إلى حد كبير، حيث إنك مهتمة بفتح حوار مع هذا الشاب المسيحي بنية دعوته إلى الإسلام..
أنا سأجيبك عن أسئلتك الثلاثة، ولكنني رأيت أنه من الأمانة قبل أن أجيب أن أحذرك من التشتت وأن أدعوك للبحث عن مجال الدعوة الذي تستطيعين التخصص والتركيز فيه، لأن هذا التركيز يساعدك على تطوير وسائلك وأهدافك في المجال الواحد بدلا من عدم الإتقان لمجالات متعددة في الدعوة..
إجابة السؤال الأول: الدعوة الفردية لها مراحل، كما تعلمين تبدأ بالتعارف ثم الحب ثم توصيل الرسالة أو الفكرة بدءً من الأمور التي ترقق القلوب ومرورا بالأخلاق والعبادات وانتهاءً بالعمل من أجل الإسلام، وكما تلاحظين أن هناك خطوتين قبل توصيل الرسالة، وهما: التعارف والحب..
مشكلة هذا النوع الذي تتحدثين عنه من البنات أن الوصول إليها -من أجل التعارف- صعب جدا لأنها- كما تذكرين- تتجول في ساحة الجامعة مع الشباب طوال اليوم..
هناك طريقة قديمة للوصول لمثل هذا النوع من البنات، وهي ما يسمي "قافلة" حيث تتوجه مجموعة من البنات مثلا وتخترق هذه التجمعات وتعرّف كل واحدة بنفسها بأنها فلانة في سنة "كذا"، وأنها عضوة في النشاط الطلابي "كذا" وأنها تعمل حوارا أو تحقيقا مع طالبات الكلية حول موضوع معين ما رأيك في عمليات التجميل؟
ما رأيك في مشكلة أطفال الشوارع؟
ما هي أحلامك في الحياة؟ كيف نحل مشاكل الأيتام؟..... وهكذا.... أي موضوع عام غير شائك، فتبدأ البنت -هي والأولاد معها- يتناقشون هذه المناقشة الجماعية حول القضايا التي تطرحينها.
وينتهي اللقاء بتبادل أرقام التليفونات والاتفاق على لقاء قادم أو.... أو هذه الطريقة قديمة.. لا شك أن هناك طرقا أخرى المهم في كل الأحوال هو البساطة وعدم التكلف وعدم البداية من مدخل ديني مباشر.... بل الأفضل أن تتركيها هي تسألك عن الدين إذا ارتاحت لك ولو بعد حين.. فلا تتعجلي حتى لا تنفر أو تعند.
ثانيا: إذا أردتِ التعرف على مشكلات الشباب فهذه هي صفحة الاستشارات على موقع maganin وكذلك صفحة مشاكل وحلول للشباب على موقع إسلام أون لاين فيها كنوز من الملفات الشبابية، فإذا أخذت على نفسك عهدا أن تتصفحي يوميا مشكلات الصفحتين فإن هذا سيفيدك كثيرا وكذلك إذا أخذت على نفسك عهدا بأن تقومي كل شهر -مثلا- بدراسة ملف من الملفات الهامة فإن هذا سيكون أمرا عظيما.
ومن أمثلة هذه الملفات:
الشات - الدراسة -الحب الأول - العادة السرية - الزواج-.... وغيرها وما عليك إلا إدخال الكلمة في خانة البحث وستنهال عليك عندئذ أعداد هائلة من الإجابات!!
ولكنني أحب أن أذكركِ:- حاولي أن تقرئي هذه المشكلات لتفهمي أولا ثم استخدمي هذا الفهم في علاقاتك الخاصة قبل أنشطتك العامة، فقد يكون مناسبا أن تبدئي علاقة مع فتاة عن طريق شريط الجنة لعمرو خالد ولكن قد يكون مناسبا أيضا أن تبدئي بالحديث في مشكلة هامة قد تحتاج الفتاة لمن تبوح له بشأنها، فإذا وجدت لديك العلم والنضج الكافيين في إحاطتك بالمشكلة فإن هذا سيكون مدخلا هاما مع أو قبل أو بعد شريط الجنة لعمرو خالد..
ثالثا: أما عن الشاب المسيحي فإن أهم ما أنصحك به هي الدعوة بالقدوة فهي سبب اعتناق الكثيرين الإسلام وهي الاقتناع بشخص أو موقف.. فاجعلي سلوكك يتحدث عن دينك..
وأخيرا.. أقول لك يا ابنتي.. الفترة الماضية كانت هي العصر الذهبي للمتخصصين في الكمبيوتر والتنمية البشرية والإدارة، ويقولون إن الفترة القادمة هي العصر الذهبي للمتخصصين في علم النفس والاجتماع....
ونحن نتطلع أن نرى فيك خبيرة اجتماعية متميزة قريبا بإذن الله وأن يعنينك الله تعالى على سد هذه الثغرة وهي التخصص الذي نحتاج إليه.. يقول الفقهاء إن كل "تخصص" من التخصصات التي يحتاجها المسلمون هو فرض كفاية يجب أن يقوم به مجموعة من المسلمين، وإذا لم يحدث هذا أثم المسلمون جميعا، وعندما يختار شخص تخصصا معيننا فإنه يصبح في حقه هو فرض عين يأثم إذا قصّر فيه ولم يتقنه.... أهلا بك معنا.