بين نارين
منذ 5 سنوات تقدم لخطبتي وقال لي أنه من قبل أصيب بحالة اكتئاب شديدة ولظروف السفر لم يتمكن الطبيب المعالج سحب الدواء وتزوجنا خلال 3 اشهر بعد الزواج أراد ترك الدواء من نفسه فاتفقنا على ترك الدواء بالتدريج. وخلال 3 أشهر ترك العلاج نهائيا ورزقنا بالحمل، ولكن بعدها بشهرين (كنت بالشهر الثاني من حملي) حدث له حالة هستيرية وتم على أثرها دخوله المستشفى.
سألني الدكتور عن ما إذا كان يتناول أي أدوية نفسية أو عصبية فذكرت للدكتور أنه كان يتناول الليثيوم 2.5 قرص واللاميكتال 1قرص وأبليفاي 15مل، عرفت وقتها أن حالته لم تكن اكتئابا ولكن كانت اضطرابا وجدانيا ثنائي القطب، التزم بعدها بالدواء ولكن بعدها بشهرين انتكاسة أخرى.
قرأت عن هذه الحالة وعرفت أنها وراثية، سألت والدته فأجابت بأنه لا أثر لهذا المرض بالعائلة وحدث له هذا المرض بعد تعرضه لضغط عصبي شديد أي أنه غير وراثي... الآن ابنتنا عمرها 3 سنوات:
* أريد أن أعرف إذا كان هذا المرض يورث لأولادي حيث أنه لم يتوارثه؟
* هل هذه الأدوية تؤدي لتأخر الحمل، حيث أنه لم يتم الحمل الأول إلا بعد وقف الدواء؟
* في الحمل الأول ترك الدواء قبل الحمل بشهرين، هل هذا يزيد من فرص إصابة ابنتي، وكيف لي أن أتفادى ذلك، وكيف أعرف ؟
* كيف لي تفادي توريث المرض لأولادي حيث أن زوجي يريد طفلا آخر؟
* زوجي يريد سحب الدواء، هل ممكن أم أنه كمرض السكر لا يمكن سحب الدواء بأي حال من الأحوال.
شكرا لهذا المنتدى على هذه الخدمات.
22/09/2011
رد المستشار
السيدة العزيزة الحائرة نشكر لكِ ثقتك في موقعنا فأهلاً بكِ.
يلزمنا أولاً في بداية الرد على رسالتك أن نخبرك قليلاً بطبيعة مرض زوجك إذا كان تشخيصه هو اضطراب وجداني ثنائي القطب Bipolar Affective Disorder كما حددته، فطبيعة هذا المرض تمر بفترات متعاقبة يتقلب مزاج المريض فيها بين الاكتئاب والهوس. ففي فترات الاكتئاب Depression يكون المريض مزاجه ما بين مكتئب إلى متوتر –ينام قليلاً-، فاقد شهيته للأكل، قليل التركيز، يُفضل البعد عن الآخرين، يشعر بالحزن والأسى أغلب الأوقات، يتوقف غالباً عن العمل.
وفي فترات الهوس Mania تكون الأعراض: زيادة الشعور بالثقة بالنفس إلى حد ضلالات العظمة، وقلة الاحتياج للنوم، والتحدث كثيراً في موضوعات متفرقة وليس بينها صلة، زيادة الميل الجنسي للطرف الآخر، زيادة في صرف المال بدون مبرر، وهذه الأعراض تتفاوت في حدتها ومدى تكرارها خلال العام الواحد. وأسباب هذا المرض يتفاعل فيها عوامل كثيرة كما ثبت بالأبحاث العلمية، أن تضافر عوامل مثل الوراثة وبيئة التربية والضغوط الاجتماعية تتفاعل كل هذه العوامل لتصل في مرحلة من مراحل عمر الإنسان وغالباً تكون مرحلة المراهقة لتبدأ هذه الأعراض في الظهور.
ومما هو جدير بالذكر عندما نستعرض مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أنه مرض له فترات تكون وفترات نشاط تتعاقب على الشخص طوال عمره، فبعض المرضى يُعانى منه مرة واحدة في حياته، والآخر قد تأتيه النوبة مرة أو مرتين في العام كل عام.
وتأتي هنا الإجابة على أسئلتك هل هذا المرض سيورث للأولاد أم لا؟ أثبتت الدراسات أن نسبة توريث هذا المرض للأبناء تكون في حدود 3 – 5 % وتكون بين الأخوة التوائم بنسبة 14% ، ولكن ليست الوراثة فقط هي التي تلعب دور في ظهور هذا المرض كما أسلفنا مسبقاً، ففرص ظهوره تعتمد على عدة أسباب تتضافر سوياً. فيمكن لكِ سيدتي تفادي ذلك بالتربية السليمة والتنبه لأي أعراض قد تطرأ على الأولاد منذ الصغر واستشارة متخصص.
هل الأدوية تؤدي إلى تأخر الحمل؟ بعض الأدوية تؤدي إلى قلة النشاط الجنسي، ولكن لم يثبت أن إحداها يؤدي إلى مشاكل في المنى أو معدل الإخصاب.
هل يمكن لزوجك سحب الدواء؟ يكون ذلك تحت إشراف الطبيب المختص ويكون ذلك خلال فترات الكمون ولا يسحب الدواء كله ولكن يبقى المريض تحت مظلة أقل جرعة من الدواء لحمايته من الدخول في نوبة مرض جديدة. أي أنها جرعة وقائية.
واقرئي على مجانين:
الاستمرار على العلاج النفسي هو مفتاح النجاة
من المغرب: اضطراب وجداني ثنائي القطب
العلاج الحقيقي للهوس: مرض مزمن، مشاركة
نعم الاضطراب الثناقطبي –الهوس- مرض مزمن
الاضطراب الوجداني الثنائي القطب (الثناقطبي)
اضطراب وجداني ثنائي القطب من الجزائر
وفي النهاية، أطلب من الله العلي القدير لزوجك الشفاء ولكِ العون والله المُوفق.