توتر ووسوسة
أشكركم على سعة صدركم؛
أنا مشكلتي بدأت من رمضان، بابا تعب شوية وأخذنا فترة في المستشفى ومررت بظروف كثيرة بسبب أن بابا أصيب بسرطان في الأمعاء وماما كانت رافضة يعمل عملية بحجة أنه لو عملها حيموت، بس السبب الحقيقي أنها مش عايزة تدفع مصاريف العملية، وكنت أنا واقفة قصادها جامد لحد ما عمل العملية والحمد لله، بس أنا بعدها بقيت كل شوية أشتكي من حاجة بتوجعني وأقول لنفسي أنا حبقى زي بابا، شوية بصداع فأقول أني عندي حاجة في المخ وشوية في بطني ورجليّ.
على كده يا دكتور لحد ما انتظمت في الصلاة وبقيت أقرأ قرآن كثير وأقعد في حجرتي لوحدي، وأولادي قاعدين لوحديهم، وأقول لنفسي خليني قاعدة هنا علشان ميتعودوش عليّ ولا أتعلق بهم علشان أنا حموت، وعلى طول الموت في بالي وأني عندي حاجة مرضية، الموضوع ده مسبب لي نفسية وحشة أوي يا دكتور ومنعكس على علاقتي بأولادي وزوجي وأخس جامد، مع العلم أني لما أنزل الشارع ببقى عادية جدا ومرحة لكن أدخل البيت معرفش إيه اللي بيحصل، وبحب أقعد لوحدي معظم الوقت ضاغطة على نفسي قدام بابا بطريقة يا دكتور بس أنا من جواية حموت عليه حسه أنه كسرني أوي أوي.
هل اللي أنا عايشاه ده طبيعي من معاشرتي للمستشفيات والضغط النفسي اللي فيها ومرحلة علاج بابا مؤثرة على نفسيتي لفترة وحرجع طبيعية ولا إيه يا دكتور،
أنا مش حاسة أني طبيعية خالص.
30/9/2011
رد المستشار
السلام عليكم، الأخت الكريمة؛
لقد مررت بظروف صعبة وضاغطة لفترة، وعدم تفريغك لهذا الضغط بشكل سريع أدي مزيد من التوتر والضغط مما ساعد على استمرار المعاناة.
أختي الحبيبة إن الموت علينا حق وكلنا سيموت لا محالة، وكما قال تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون...) ولا أحد يعلم متى سيموت.
وقد مررت بتجربة مؤخرًا أدت إلى انشغالك بفكرة الموت، ولكن ذلك لا يعني أبدًا أن تتوقف الحياة عند ذلك، فلا أنت ولا أنا نعلم متى ستأتيك المنية.... ولا يمكن للحياة أن تتوقف انتظارًا للموت.
قد يكون قدرك اليوم أو غدًا أو بعد عدة سنوات، فهل ستستمرين في انتظاره؟؟
من الجميل أن نتذكر الموت ونفكر فيه لكي نتفكر في عظمة الخالق وألا نطغى ونعي أننا راجعون إليه، ولكن أن نوقف جميع حياتنا ونفقد علاقتنا بالآخرين انتظارًا للموت، فهذا ليس مطلوبًا أو صحيحًا.
ونصيحتي لك أختي أن تمارسي حياتك بشكل طبيعي، وتتمعتي بعلاقتك بأبنائك وزوجك وجميع المحيطين بك، فأنت لا تعلمين متى المنية.
اشغلي وقتك بما يفيد، وساعدي نفسك على أن تتحرري من الضغط الذي ألم بك في فترة مرض والدك، تحدثي مع أحد من أقاربك أو زوجك أو ممن تثقين فيه وتطمئنين إليه.
ساعدي نفسك على التفكير بأمور أخرى، حتى ستصلين إلى استعادة قدرتك على الاستمتاع بالحياة والعيش في سلام.
أعانك الله وأراحك