الاقتراب من حافة الاضطراب
العلاج البراجماتي : الاقتراب من حافة الاضطراب
بعثتُ استشارة سابقة وقد وصلني الرد عليها واستفدتُّ منه كثيراً لأنه أرشدني إلى مناطق كانت مجهولة في شخصيتي وساعدني على فهم نفسي بطريقة أفضَل وأعمق، متشكر جداً لمجهودكم أنا مقتنع الآن أنني بحاجة إلى العلاج ولكن ماذا أفعل إذا كان العلاج مكلفا؟ أنا أنتمي إلى تلك الطبقة التي كان يُقال عنها أنها طبقة متوسطة ولكن ظروف الحياة العسيرة جعلتنا قريبين جداً من الفقر وهذا دفعني للتساؤل الآتي: كيف يكون علاج الفقراء ممن يعانون أمراض نفسية؟ أنا لا أقبل أيضاً أن أذهب إلى أي عيادة وأجد الطبيب يراعي حالتي لأنني فقير فهذا يجرح المشاعر فهل هناك حل للخروج من هذه الورطة؟ وإذا كان لا مفرّ من الثمن الباهظ لزيارة العيادات فهل يمكن أن يعالج المريض نفسه بنفسه كحل لهذه المشكلة؟
أقول هذا لأنّ الله وهبني عقلية فلسفية عميقة قادرة على تحليل معظم الظواهر التي في العالَم بما فيها بعض الظواهر النفسية ومؤخراً حاولتُ تحليل مشكلتي النفسية لكي أصل إلى جذورها وأفهم تفسيرها وأسبابها وأعتقد أنني وصلتُ لنظرية متكاملة عن حياتي تتناول أسباب المرض وعلاجه في وقت واحد وسؤالي الآن هو: هل الاجتهاد في مثل هذه الأمور مقبول إذا كان يحقق نتائج نافعة على أرض الواقع؟ يعني مثلاً مريض حاول العلاج التقليدي وفشل وفي النهاية اعتقد بأنه "مسحور" وأنّ الشياطين هي التي تحاربه ومنذ اعتقد ذلك وهو يقاوم هذه الشياطين وكانت المفاجأة أنه استطاع أن يتقدّم في حياته ويتخلص من نسبة كبيرة من مرضه فهل النظرية التي وضعها لنفسه مقبولة طالما أنها تحقق الغرض؟
سألت هذا السؤال لـ"خالي" وهو طبيب نفسي، ولخّص لي الموضوع في هذه الجملة: ((اللي تغلب به، إلعب به))، فهل تفلح هذه البراجماتية النفسية أحياناً في العلاج بدلاً من زيارة العيادة؟ أرى ماذا ينفعني على أرض الواقع بغض النظر عن أصله أو جذوره؟ وهل كل ما ينفع على أرض الواقع عملياً، يكون بالضرورة صحيح علمياً ومنطقياً؟ وما الضابط في هذه المسألة؟
أخوكم /
good man
01/12/2011
رد المستشار
العلاج البراجماتي في الطب النفسي
أهلا بالأخ "جودمان"؛
قرأت استشارتك، ورأيي المتواضع أنك لن تعدم الطبيب النفساني الذي يستمع إليك ويساعدك قدر استطاعته، ولو تقاضى منك القليل، فلا ينصح في العلاج النفسي أن يكون مجانيا، وذلك لضمان جدية المريض في الاستفادة من العلاج سواء أكان دوائيا أو نفسيا في شكل جلسات علاجية منظمة، ولكن يا بطل لو لك خال طبيب نفساني فالخال والد؛ والأقربون أولى بالمعروف فلم لا يساعدك وأنت ابن اخته؟!
لا مانع من العلاج البراجماتي في الزمن البراجماتي، إن كان هو العلاج المُتاح، فمن أهم فوائد العلاج النفسي لمن يحلقون في آفاق الرومانسية والخيال أن يجذبهم العلاج النفسي لأرض الواقع والمشي على أرض صلبة وفقا لإمكاناتهم وقدراتهم.
سيد "جودمان"؛
الطبيب النفساني صاحب مهنة نبيلة، وليس هم {بفتح الهاء وتسكين الميم} كل الأطباء النفسانيين هو المكسب المادي وحسب!، ولكن فيهم وفيهم!!، ودورك كمريض أن تبحث عمن تميل إليه من الأطباء النفسانيين وتستريح إلى طريقته العلاجية فاسأل وأبحث عنه حتى تجده، وإن كنت أرى مرة أخرى أن خالك يمكنه أن يرشدك للطبيب النفساني الذي يمكنه تقبلك وتحملك وفقا لحالتك النفسية والمادية، وإن تطوع هو وقبل أن يقوم بهذا الدور فجزاه الله عنا وعنك كل خير، تقبل خالص تحياتي ودعواتي لك بتمام الشفاء والعافية.
ويتبع>>>>: الاقتراب من حافة الاضطراب م1
التعليق: السلام عليكم وبعد:-
أود أن أشكر معك أ.د مصطفى السعدني على سعة صدره وإن دل هذا فإنه يدل على أنه إنسان قبل أن يكون عالما
ثانياً أحب أن أشكر الأخ الراسل على مشاركته على موقعنا الهادف
ولكن ما لفت نظري هو تحويل المناقشة وطبيعة التساؤل إلى محاضرة من الأخ السائل ولم نفهم ما هي علته أو إن صح التعبير من ماذا يعاني؟
هل الأمر متعلق بالفقر أم متعلق بأمور أسرية أو ظروف حياتية ضاغطة أم ماذا؟
أم يريد أن يخبرنا ما معنى البرجماتية؟