ابني يعشق الألعاب الإلكترونية...!؟
ابني عمره 12 سنة، لا يستطيع عمل صداقات مدرسية والمدرسة دائمة الشكوى من سلوكه العنيف مع الطلبة وأسلوب السخرية وبذاءة التصرف والكلام مع المدرسيين والطلاب وهو دائم النفي أنهم كلهم كذابين، تم تغيير المدرسة مرتين حتى الآن على سبيل أنه فعلا مضطهد من المدرسة الأولى ولكن جاءت نفس المشاكل في المدرسة الثانية، مع العلم أنه شخص شاطر وممتاز في استيعاب دروسه ويصنف من الرابع إلى السادس في الترتيب المدرسي وذلك بمجهوده الخاص بدون استعانة بمدرس خاص أو استعانة مني أو من والده..
سيدي الفاضل ابني يعشق الألعاب الإلكترونية ومتيم بالكمبيوتر ليس ألعاب فقط ولكن إصلاح وتعديل وخلافه للبرامج، لدرجة أنه بيحوش كل مصروفه لشراء لاب توب جديد، عند الضغط عليه يلجأ إلى غرفته ويتحدث مع نفسه بصوت يمكن تفسيره من خلف الباب ويبكي بكاء حاد مسموع، ممكن يعمل أي شيء في سبيل تحويش مبلغ اللاب توب لدرجة عمل مساومة مع أخته لأخذ أموالها على سبيل أنها هتبقى تلعب بالمبلغ ده على اللاب توب، ممكن يستمر في اللعب على الألعاب الإلكترونية 12 ساعة بدون أي ملل،
ماذا أفعل معه بعد أن أجمع الجميع أنه كاذب وبعد أن تأكدت من ذالك بنفسي
فهو ينفي نفيا قاطعا وجازما أنه لا يسب أبدا أصحابه ولكني تأكدت من ذلك...
01/12/2011
رد المستشار
من الواضح أن ما يعاني منه ابنك لا يمكن تشخيصه وإيجاد حل له من خلال استشارة عبر الانترنت إنما يحتاج إلى متابعة طبيب نفساني مختص بالأطفال وأعتقد أنه سيضع خطة علاجية من خلال مجموعة جلسات. لكنني أستطيع أن أشير إلى أمر مهم هو أن ألعاب الكمبيوتر عدا عن كونها مضيعة للوقت ومفسدة للدماغ والعيون والإدمان عليها أصبح يصنف من مشاكل الإدمان العصرية، فإنها أيضاً مهدد خطير لبناء الشخصية المتوازنة..
تعالي ننظر معاً إلى الأمر من زاوية جديدة: يمضي الطفل ساعات طويلة بدون أي حراك ولا تواصل بشري اجتماعي وهو يحرك الفأرة وبتحريكها أو كبس بعض الأزرار يحرك عالماً كاملاً من المخلوقات والآليات التي تطيعه وتنطح الأرض جيئة وذهاباً وتدمر (في كثير من الأحيان) كل ما تمر به والعالم يتغير والأشياء تتحطم والوجوه تتبدل، كل ذلك يحصل والطفل يمسك الفأرة فقط ويكبس بعض الأزرار القليلة. ويفيق من عالمه الافتراضي هذا على صوت أمه أو أحد أفراد أسرته فينهرونه وينادونه ليلحق بالركب الواقعي الذي لا يلبي طموحه ولا يستجيب لرغباته وليس فيه من الإثارة ما في ألعاب الكمبيوتر فيفضل العودة سريعاً إلى عالمه الافتراضي..
وتزيد مدة اللعب وتموت الرغبة بتحقيق الذات والنجاح والتي هي من الحاجات النفسية الأساسية لأن نجاحاً ما قد حققه بكبسة زر فما الذي قد يدفعه لبذل الجهد الكبير الذي يتطلبه نجاح آخر ومن ناحية أخرى تكبر الفجوة بينه وبين من يعيش معهم لأنه يفضل عزلته على البقاء معهم، أرجو أن تجدي في كلماتي ما يدفعك إلى تحديد مدة اللعب على الكمبيوتر. فرغم الفائدة التي قد نراها من احتكاكه بالكمبيوتر ومزاولته لأعمال الفك والتركيب والصيانة إلا أن ذلك يذكرني بالآية القرآنية (وفيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)، بانتظارك دوما لنتشارك معاً رؤية الأمور من زوايا متعددة. وفي مجانين استشارات عديدة قد يهمك تصفحها..