هل سأبقى هكذا
السلام عليكم، أرجو أن تساعدني على إيجاد حل لمشكلتي، أنا فتاة أبلغ من العمر 36 سنة، بدأت مشكلتي عندما قررت اجتياز امتحان للحصول على رخصة القيادة، كنت متحمسة لأنه كان هذا حلمي منذ الصغر، بمجرد ما بدأت التدريب بأسبوع انتابني شعور بالخوف الشديد وبأنني لن أستطيع الحصول على الرخصة، فبدأت أشعر بخفقان القلب وفقدت الشهية تماما وأصبحت جد عصبية وأي تصرف مزعج -أو أنا أراه مزعجا- ممن حولي يثير أعصابي مما جعلني أتخلى عن الموضوع ولم أتمم التعلم.
ولا أعرف لماذا، لأنني قبلها اجتزت امتحانات أكثر أهمية بشكل عادي، المشكلة أن موضوع القيادة بقي راسخا في ذهني وجل تفكيري انصب عليه لدرجة أنني عندما أسير في الشارع لا أراقب سوى السيارات كيف تنطلق وكيف تقف حتى كدت أجن من كثرة التفكير، وأصبحت جد عصبية كثيرة البكاء لدرجة أنني بمجرد ما أبكي يحدث لي تشنج في يدي الاثنتين وتنميل في عضلات الوجه ويصبح لساني ثقيلا.
بعد مرور سنتين على هذا الحال قررت أن أعيد التجربة لأنني إن لم أفعل سيبقى الموضوع يلازمني طيلة حياتي وبالفعل تحديت نفسي واجتزت الامتحان بنجاح ولله الحمد وظننت أنني سأتخلص من الأعراض التي كنت أشعر بها، ولكن بقي الحال على ما هو عليه خوف تسارع دقات القلب بكاء بدون سبب فقدان الشهية وعصبية شديدة لدرجة أن صوت التلفاز أو دقات الساعة أو بكاء وصراخ طفل يهيج أعصابي.
وأصبحت لا أرى فيمن حولي إلا عيوبهم، لماذا هذه تغتاب الناس، لماذا هذا يتحدث بصوت مرتفع, ولماذا الآخر لا يصلي الصلاة في وقتها... مما يجعل دمي يفور وأكاد أموت من الغيظ وأكثر من التأفف والضجر.
استشرت أحد الأخصائيين النفسانيين أخبرني أنني أعاني من الاكتئاب واستمر العلاج لمدة سنة ولكن بدون جدوى بل ازداد الحال سوءا مما جعلني أتخلى عن عملي كمدرسة أطفال وهذا زاد الطين بلة، وأصبحت أخشى أن أبقى على هذا الحال، فبماذا تنصحونني لأنني لم أعد أقوى على التحمل وحالتي هذه تعرقل سير حياتي.
هذه أسماء الأدوية التي كنت أتناولها. Paroxetine / solian 50 / lexomil / nodep / xanax 0.5 والله لا يضيع أجر المحسنين،
كما أنني أصبحت الآن أخشى من مواجهة الناس ولا أستطيع الدفاع عن حقوقي.
15/12/2011
رد المستشار
سيدتي؛
واضح من رسالتك القلق العام بالإضافة إلى بعض الاكتئاب، ولكن أظنك لا تداومين على العلاج الدوائي والمتابعة مع طبيبك النفسي، واليأس من شفاء الاضطراب النفسي هو شبه قاعدة من جانب كثير من مرضانا، ولذلك نجد بعضا من مرضانا يتوقفون عن تناول العلاج بعد فترة من الاستمرار عليه يأسا من الشفاء رغم أن الشفاء قد يكون قاب قوسين أو أدنى منهم، ولا أنكر أن هناك نسبة من مرضانا قد تصل إلى الثلث، أحيانا يحتاجون العلاج الدوائي لسنوات وسنوات كمرضى ضغط الدم المرتفع والربو والسكري تماما، وهذا قدرهم كمرضى وقدرنا نحن كأطباء نفسانيين، والمهم هنا هو عدم اليأس؛ ولنُذّكر أنفسنا بأن التحسن بنسبة ستين بالمائة خير من ضياع العمل والاكتئاب والقلق المستمرين لدى بعض المرضى النفسيين.
وخلاصة قولي في حالتك يا سيدتي الكريمة هو المداومة على العلاج وعدم الانقطاع عن مراجعة طبيبك النفساني المعالج ولو لمرة كل ثلاثة أشهر. وأرى أن الأدوية التي أخذتها ممتازة ولكن المهم هو ضبط الجرعة العلاجية مع الطبيب المعالج مع المداومة على العلاج، حتى يتحقق لديك درجة عالية من الشفاء تسمح بعودتك لعملك، وتقلل من القلق والاكتئاب اللذين تعانين منهما وليكن اعتقادنا في الشفاء من الله كبير، وخصوصا وأنت تأخذين بأسباب الشفاء، من متابعة مع الطبيب المعالج وتناول العلاج الموصوف لك، وفوق ذلك إرادتك القوية الواضحة في إصرارك على الحصول على رخصة سياقة بعد تصميمك على ذلك.
أحر دعواتي لك بالشفاء العاجل، وتابعينا بأخبارك الطيبة بأمر الله تعالى.