الشك
أرجو من الله تعالى أن تفيدوني في مشكلتي، أنا امرأة متزوجة منذ عامين، أحب أن أبدأ قصتي منذ الصغر، لقد عانيت طفولة قاسية لأن أمي كانت دائما تضربني وتقسو عليّ ولكني وجدت الحنية من أبي ولكنه كان يوافقها كثيرا الرأي، كنت أمارس حياتي طبيعيا ولم أعاني أي مشكلة حتى سن العشرين، عندما كنت أتحدث مع صديقتي وأقول لها أني أعاني من التهابات نسائية وما هو حلها فظلت تسخر مني وتلمح أنني شاذة جنسيا، غضبت جدا ولكني لم أظهر لها الغضب وظللت مكتئبة لمدة يومين حتى أحسست أنني في حاجة إلى التحدث مع أحد، فلم أثق في أحد إلا أختي التي تصغرني بعامين فحكيت لها ما مريت به ولكنها ثارت وقالت لي كيف تقولين هذا وأشعرتني أنني على خطأ وظلت تلاحقني بالكلام وكلما خرجت تحدثني على الهاتف وتقول لي أين أنت؟ ومع من؟ وماذا تفعلين الان؟
صراحة أدخلت الشكوك إلى قلبي واهتزت ثقتي بنفسي على العلم بأنني طبيعية جدا في مشاعري تجاه الجنس الآخر وأخاف الله في كل شيء، بعد معامله أختي لي انتابتني حالة فزع رهيبة وكنت أصحو ليلا أصرخ وأبكي وأجري نحو غرفة أبي وأمي وأتحدث بأشياء أنا لا أقتنع بها إطلاقا وكنت أخاف أن أنظر إلى أي فتاة ووجدت عيناي تذهب إلى الأماكن الجنسية عندما أخاطب أي أحد؛
قفلت على نفسي وأحاسيسي وما أعانيه لفترة تزيد عن ثلاث سنوات حتى رزقني الله بزوج رائع أحمد الله عليه ولكني لم أستطع أن أخبره بما أعانيه إلا بعد الزواج بعام لأنني كنت أمر بأوقات غضب وأظل مكتبئة ولا أريد أن أتحدث معه أو مع أي أحد آخر وعندما تحدثت معه تفهمني وسهل لي مشكلتي وأصبحت أشعر براحة كبيرة كلما تكلمت معه، ولكن ظلت معي بعض الوساوس كلما تكلمت مع أحد أفكر بكل كلمة قالها لي وكنت أقف عند بعض الكلمات وأقول لذاتي لماذا قالت لي هذه الكلمة أهي تستهزئ بي أم أنها تراني ضعيفة الشخصية.
وكنت أحكي لزوجي فأخذني إلى طبيب نفسي وحكيت للطبيب ولكنه لم يعطني الفرصة لاحكي كل ما مريت به وكتب لي علاج بروزاك وفافرين وأنافرانيل وطلب مني أن أستمر عليهم لمدة ثلاث أشهر. أحسست بتحسن كبير وكنت أشعر بسعادة كبيرة لأني وجدت الحل ولكن بعد فترة زوجي انتقل للخارج للعمل وأوقفت العلاج لأن هناك شيء داخلي يقول لي أن الذي أعانيه مجرد أوهام وستزول مع الوقت، حتى وقتي الحالي وأنا أعاني من تقلبات مزاجية وكلما تحدثت مع زوجي أشكو له عما بي يخفف عني ثم تراودني الشكوك أنه في يوم من الأيام سيستغل هذا الكلام في التقليل مني أو أنه سيحكي لأحد آخر وأنا ذات شخصية قوية ولا أحب أن أشعر بأي شيء يضعف من شخصيتي أمام أحد.
أخشى أن يمل مني زوجي بالله عليكم أفيدوني في حالتي وأخبروني ما هو الحل؟
جزاكم الله خير
15/12/2011
رد المستشار
الأخت "ريتاج"
قرأت مشكلتك، وعلاجها بأمر الله بسيط لكن المهم هو الاستمرار على العلاج الدوائي وبالذات الفافيرين وبجرعة لا تقل عن مائة ملليجرام يوميا، وكما قلت أنت أن حالتك النفسية تحسنت مع استخدامك للعلاج، ولكن المهم هو الاستمرار على العلاج ولفترة غير قصيرة قد تصل لسنتين أو أكثر، وفقا لاستجابة حالتك للعلاج.
تذكري دائما أنك طبيعية بدليل زواجك وعلاقتك الطيبة مع زوجك المحب الطيب، وكلما راودتك الفكرة السيئة حاولي إيقافها فورا مع عدم الاسترسال في تلك الأفكار السيئة، من الواضح أن زوجك يحبك ومستمسك بك، وصعب جدا على من يحب زوجته أن يفضح مرضها أمام قريب أو بعيد فلا تخافي من هذا الأمر. وأنا أناشد كل مريض وأقاربه المقربين أن لا يخبروا أحدا عن طبيعة مرضه النفسي أو علاجه إلا في حالة الضرورة القصوى، كالطبيب المعالج مثلا أو الزوج كما في حالتك.
السيدة "ريتاج"
لو ترغبين فعلا في نجاح زواجك والاستمرار فيه بأمر الله تعالى، مع محافظتك على قوة شخصيتك، وثبات حالتك المزاجية، وود زوجك ومحبته لك فعليك المداومة على العلاج والمتابعة مع الطبيب النفسي المعالج ولو مرة واحدة كل ستة أشهر، وستجدين تحسنا مستمرا بإذن الله، شفاك الله تعالى من الوسواس وآلامه، وتابعينا بأخبارك.