هل يتغير الزوج السادي؟
أتمنى عليكم أن لا يتم نشر استشارتي لحساسية الموضوع. مشكلتي معقدة ولست سوى الطرف الضعيف -بعد الطلاق- أجبرت على الزواج مرة أخرى من رجل متعدد الزيجات -لم أملك قول نعم أو لا-.... زوجي أكبر مني سنا -متعلم مثقف على الأقل هذا ما يبدو للملأ- ليس لديه أبناء من زيجاته السابقة -وأنا لدي طفل من زيجة سابقة-، لست بحاجة لطفل آخر.
من أول يوم دخلت البيت كانت لغة العنف هي وسيلته الوحيدة للتعبير -ليس أي عنف- لا يكتفي بعنف لفظي، بل يكيل اللكمات والضربات لي بسبب ومن دون سبب -طباعه شرسة جدا جدا- لا يتحدث ولا يحب أن يتكلم أحد، يطبق الصمت القاتل في ما يسمى بيتنا، اعذرني أرجوك -اعذرني لهذا الحديث- هذا العنف ينتقل حتى للفراش -لا أستطيع وصف فظاعة ما يحدث- لا يمكن أن أصف كم الألم ولا قيمة إنسانيتي التي يبعثرها كيفما يشاء، لا أعلم أي علاقة التي يتلذذ فيها بتعذيبي وبضربي وبلكمي وشد وثاقي وإدمانه لأفعال شائنة مقززة، وليس لدي ما أفعله سوى التألم والتلوي من الألم، إذا كان بكائي ونحيبي وصراخي ما يغذي نزواته المقززة ويسعد عقليته المريضة، لا أعلم ما قد تسمون شخص كهذا مدمن جنس مقرف -بنظره لست سوى أداة ليستمتع بها بالطريقة التي يحبها-.
أخر مرة رفضت اقترابه مني ثارت أعصابه بشكل جنوني وضربي بشدة لدرجة كسر لي يدي، ذهبت لبيت والدي ليس مرحبا بي هناك حتى -طلاق ثان أمر غير مسموح- لم يتمسك بي أصلا ولم يسأل وتمنيت أن يطلقني، المصيبة اكتشفت بأني أحمل طفلة في أحشائي، وكان علي إخباره، شخصيا أريد إجهاض الطفل لا أريده ولا أريد أبيه، لكنه جاء باكيا متذللا لا تحرميني طفلي الوحيد -بعدما أردت إسقاطه- وعد وأقسم أيمان مغلظة بأن يتغير ويغير معاملته لي إن أنجبت له هذا الطفل.
هل أرجع لذلك المسخ؟ هل أنجب طفلا ليعاني من والد سادي متسلط؟ هل أتطلق للمرة الثانية وأوصم بالطلاق مرة أخرى، أنا ممزقة بين أفكاري، الإجهاض جريمة لا تغتفر، وإنجاب طفل ثان ليأخذه والده كما فعل زوجي الأول وحرمني طفلي؟؟ لماذا هذا المصير؟
ماذا أفعل؟
هل كلامه صادق هل يمكن فعليا أن يتغير؟
29/12/2011
رد المستشار
أختي العزيزة؛
قرأت رسالتك المؤلمة وسأجيب عليك بصراحة علمية ومهنية.
إن العنف المحلي في الحياة الزوجية له أسبابه المتعددة، ولكن الأمر في قضيتك واضح وهو شريك حياة أو زوج عدواني الشخصية أو سايكوباث antisocial personality. بصراحة هؤلاء الأفراد مع الوقت لا يتغيرون بصورة جذرية ولكن درجة سلوكهم العدواني تقل وهناك من يقول بأن درجة تحسنهم هي بمعدل 3 % فقط سنويا بعد سن العشرين. رغم ذلك فإن اطار الشخصية العدوانية لا يتغير طوال العمر إلا بمعجزة، والمعجزات قليلة في عالم العلم والمعرفة.
فعله معك إجرامي وان تسبب في كسر اليد فهذه جريمة بشعة تعاقب في الغرب بالسجن لما يقل عن خمسة سنوات ولا يتجاوز 15 عاماً. كذلك يتم وضع اسمه في قائمة الأزواج ذوي الطبيعة العدوانية ويمكن لأي امرأة أن تتأكد من تاريخ رجل تزوج سابقاً، وأصبح هذا الأمر قانوناً قبل سنتين في الكثير من بلاد العالم.
لتقدير درجة الخطورة علمياً عبر قراءة رسالتك فهي عالية:
1- حدوث كسر
2- تاريخ سابق للزوج
3- عدم ووجود عوامل اجتماعية لمساعدتك.
على ضوء ذلك فإن نسبة الخطورة عالية ولا يمكن ضمان أن ما حدث لن يتكرر. بالطبع النصيحة الطبية هي أن تتخلصي منه بالطلاق.
الطفل في نهاية الأمر طفلك ولك الخيار في تقرير مصيره.
هنالك حل مثالي لا أعرف إن كان هذا الزوج له بعد حضاري يمكن أن يتقبله وهو الخضوع لعلاج نفسي للزوجين عن طريق الكلام واكتشاف طرق لتغيير مجرى حياتك الزوجية. هنالك الكثير من الأخصائيين في هذا المجال، وأنصحك بالحديث مع أحدهم. هذا الخيار صعب ولكن لا يضمن حمايتك من الخطر.
التعليق: برأيي المتواضع إن كان له أمل في الشفاء فالصلح خير، وإلا فحرام أن تنجبي أولادا ستتحطم نفسيتهم، إلا إذا لم ينشؤوا تحت تربيته وسطوته
والله الموفق ،
استخيري يا اختي فالله يعلم الخير لك