ماذا لا أتقبل كلام أمي؟
أولا وكمقدمة، كنت أعاني من مرض الوسواس القهري، لكن كانت أمي لا تصدق هذا الكلام، ورفضت زيارتي لطبيب نفسي...، لكن والحمد لله شفيت بإذن الله بدون طبيب ولا شي فقط بالنسيان بعد 5 سنوات من معاناة في غاية السرية، كنت أبكي دائما وأكتب في دفتر ذكرياتي فقط... لكن سؤال هل التشنج المهبلي اللاإرادي له علاقة بالوساوس؟ وشكرا
أصبحت أعاني مؤخرا من الحزن الشديد عند علمي بأنني سأغترب وسأعيش بعيدة عن أهلي، لقد قبلت بالزواج بشخص ينتمي إلى دولة أخرى, عندما علمت أمي بقصة تعارفي معه كانت فرحة جدا ومتقبله للموضوع آنذاك, لكن الآن أصبحت في كآبة لا توصف إذ إنني علمت بأنها تبكي في غيابي وتتخيل وضع المنزل بدوني، وكأن زوجي سيسرقني منها.
في فترات دراستي كنت أشتاق إلى الوقت الذي نخرج فيه معا ونقضيه معا، وبعد حصولي على العطلة كنت أحب أن يتأخر قدومي إلى زوجي لأقضي الوقت معها أكثر، ولكن لم يكن يخيل لي بأن حال هذه العطلة ستكون كأي عطلة، كنا نتناقش فيها وقد ازدادت سوءا وحساسية، فكلما فتحت موضوعا لنتكلم فيه يخيل لها بأن هدفي هو أن أتعارك معها، وأنا نفس الشيء، مرات تفتح موضوع وهي تصرخ من غير قصد يخيل لي بأنها ستتعارك معي، لأسباب بسيطة وتافهة جدا، شهادة مني بأنها تستعمل أسلوب العناد دائما أثناء حديثها مع أي شخص بعض الأحيان.
أشعر وكأنني أزعجها حقا، وأخاف كثيرا من أن يزيد التوتر من حالتها المرضية الكولسترول...، لذلك من الأحسن أن أرحل بعيدا... كفى ذنوبا، كفى تأنيبا للضمير، كفى توترا مع أنه لن يفارقني...
أعرف أنها تحبني...، وأنني أحبها...، لكنها لا تفهمني، لذلك لست قادرة على فهمها....
سامحيني يا أمي... أعرف أنك لن تقدري على فراقي، ولا أنا قادرة على فراقك، لكن هذا سيكون أفضل لنا...، فإن الله يختار الأفضل لنا دائما
أنا أعاني من مجموعة من الأمراض النفسية: تخيلات ووساوس، فوبيا وخوف من نفسي، من الموت، من المستقبل، من العقاب، من الذنوب، أعتقد أنني مذنبة في كل شيء...
وأخيرا عندما تزوجت اكتشفت أن عندي تشنجا مهبليا لا إراديا فما الحل؟
أيضا يؤنبني ضميري تجاه أمي, لأنني لا أستطيع أن أفهمها.
15/1/2012
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك أختي الكريمة، وزواجًا مباركًا سلفًا...
كثيرًا ما أسمع مشكلتك من المقبلات على الزواج، وكثيرًا ما أسمع الشكاية ذاتها من الأمهات من بناتهن المقدمات على الزواج...
إن الموقف الحساس والمشاعر المختلطة في كلٍّ من نفس البنت وأمها، تتسبب بكل هذا، فكلتاهما بين فرحة الزواج، وألم الفراق، والأمر على الأم أشد فهي التي عاشت أيام التربية والحب والعطاء لحظة فلحظة، ثم جاء الوقت الذي سترى البيت خاويًا من بنتها الغالية... والبنت تتخيل كيف ستترك مرابع الطفولة لتعيش مع شخص آخر، ولابد من الزواج، ولابد من الفراق!!
كل هذا يتسبب بمشكلتك... وخير وسيلة لتلافي المشكلة أن تفهميها! عندما تنفعل أمك تذكري أنها تحبك، وأن هذا الانفعال لا يعبر عن غضبها أو انزعاجها منك، وإنما هو نتيجة كبتها لمشاعرها المتضاربة، فلا هي تستطيع أن تفرح فرحًا خالصًا، ولا هي تريد أن تظهر حزنها لفراق ابنتها الغالية، كي لا تفسد فرحتها عليها... وعندما تفهمين مشاعرها الحقيقية يهون عليك ما يصدر منها، ويقل انزعاجك من كلامها كثيرًا...
حاولي امتصاص غضبها قدر الإمكان، ومهما كلمتك وتصرفت معك بعصبية أبقى الابتسامة على وجهك وكلميها بلطف. أعلم أن هذا سيكون صعبًا عليك لأنك تعانين أيضًا وتحتاجين من يخفف عنك، ولكن تذكري أن معاناة الأم أكثر، وحساسيتها أشد، وربما صارت تتخيل -من شدة تأثرها- أنك ستنسينها وتبقين لزوجك فقط، وعندما تمتصين غضبها وتبتسمين في وجهها، ستشعرين بالسعادة، وتخف معاناتك أنت أيضًا...
وأخيرًا أحيل سؤالك عن التشنج المهبلي وعلاقته بالوسواس إلى الدكتور وائل، وأتركك في أمان الله وحفظه.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "كئيبة" هانم أهلا وسهلا بك وشكرا على الثقة، للتشنج المهبلي أسباب متعددة لكن أكثرها شيوعا في بداية الزواج هي الأسباب النفسية والتي كتبنا عنها من قبل في إجابة التشنج المهبلي.. وتشنج العقل العربي!! كما كتب عنها غيرنا من المستشارين على الموقع، كما سنحيلك بعد قليل ولكنني أود الإشارة إلى أنني لم ألحظ علاقة معينة بين حالات التشنج المهبلي والوسواس القهري بين مريضاتي، لكنني أعرف من توصلهن الوسوسة حد البرود الجنسي بسبب القرف مثلا أو غيره، وكذلك يمكنني تصور علاقة بين مريضات الوسواس القهري من النوع الخوَّاف الذي يفرط في تقدير الخطورة وتصورها فيكون التشنج المهبلي تعبيرا عن ذروة الخوف... لكن هذا تصور فقط وليس كلاما مبنيا على الخبرة العملية، وأخيرااقرئي على مجانين:
مشكلة زوجية جنسية: عنةٌ أم تشنجٌ مهبلي؟
التشنج المهبلي والزوج أيوب مشاركتان
تشنج مهبلي منذ سنتين زواج
تشنج مهبلي أم برود جنسي؟