الوسواس والقلق وعدم التركيز في الدراسة
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين أجمعين، أما بعد...
أنا تلميذة مجدة ومجتهدة أحب دراستي كحب والدي أو أكثر وهي أثمن وأغلى شيء في حياتي دائما والحمد لله أحصل على نقط جد ممتازة، ولكنني الآن أعاني من مشكل كبير، أصبحت أعاني من القلق الشديد مللت من نفسي ومن الحياة ولقد أصبحت مدمنة على المواقع الاجتماعية وخاصة الفيسبوك وهذا يلهيني عن دراستي والتركيز في دروسي، وتنتابني وساوس وأفكار متشائمة كثيرة، أنا في عطلة منذ عشرة أيام والعطلة ستنتهي غدا ولم ألمس ولو حتى كتابا لأنني لا أستطيع ذلك.
ولا أعرف لماذا تفكيري مشوش، عقلي شارد مزاجي بائس أشعر بالملل والضجر من الكتب والدراسة ومن نفسي ولا أفعل أي نشاط إلا التواصل عبر الفيسبوك والجلوس بالساعات أمام الكمبيوتر بل طوال اليوم وأحيانا مشاهدة التلفاز.
لا أستطيع ضبط نفسي ولا مزاجي ولا عقلي ولا شعوري بعدما لم أكن أكلم الفتيان أصبحت أتواصل معهم في الفيسبوك، أرجوكم أرجوكم ساعدوني لأنني إذا بقيت على هذا الحال سأضر نفسي وسأهدم كل ما بنيته طوال السنين الماضية من خلال الجد والكد في الدراسة.
أرجوكم ساعدوني لأرجع كما كنت ولأن هذه السنة مهمة جدا في حياتي ويجب أن أحصل على معدل عالي أرجوكم ساعدوني على التخلص من الإدمان على الفيسبوك وساعدوني على التخلص من القلق والوساوس والشرود والضجر
وأريد أن أقول لكم شيئا لم أعد أصلي ولا حتى أقرأ القرآن
أرجوكم أجيبوني بسرعة.
9/2/2012
رد المستشار
ابنتي العزيزة؛
أشكرك على استعمالك الموقع وأتمنى لك النجاح قريباً.
مرحلة الاختبارات في هذا العمر مصيرية لجميع الطلبة في المغرب وجميع أقطار العالم، وما يحدث لك شائع جداً في بريطانيا عند الطلبة وفي هذا الوقت بالذات. تتميز هذا المرحلة بتأهيلها الطلبة إلى الدراسة الجامعية، غير أن نتائج الطلبة فيها لا تختلف عن السنين السابقة وما دمت طالبة مجتهدة سابقاً ونتائجك جيدة فكذلك الأمر في هذه المرحلة ولذلك عليك العودة بسرعة إلى ما كنت تفعلينه سابقاً من عمل مجتهد.
يستعمل البعض عبارة الإدمان على الإنترنت Internet Addiction لوصف الحالة التي تمرين بها وهذا المصطلح في حالتك غير صحيح لعدة أسباب منها قصر مدة السلوك، طبيعة استعمال الإنترنت، وعدم وجود سلوك متهور يصاحب الاستعمال للإنترنت. صراحة إن تعبير الإدمان على الإنترنت لا يزال يفتقد الشرعية العلمية.
المصطلح الصحيح لفعاليتك في هذه المرحلة هو الفعالية التحويلية Diversional Activity. إذ يلجأ الطالب في هذه المرحلة إلى مثل هذه الفعالية لتجاوز القلق والخوف من الاختبارات المصيرية التي يستقبلها. يصاحب القلق والخوف نوع من الضجر من جراء تكرار دراسة مواضيع متعددة ولا شك أن البعض منها غير مشوقة على أقل تقدير.
مع جمع القلق، الخوف، والضجر يبدأ الطالب بالشعور بالإحباط ويتوجه إلى فعالية اجتماعية أو ترفيهية للتغلب على هذا الإحباط. عند ذاك يقف الطالب عند مفترق طريق يؤدي إلى:
1- الطريق الأول استعمال الفعالية الترفيهية بصورة معقولة وبوقت محدد. يشعر الطالب عندها بأن هذه الفعالية تؤدي إلى التغلب على الإحباط ويبدأ بمضاعفة الجهد في الفعاليات التعليمية.
2- الطريق الثاني يؤدي إلى الدخول في حلقة مفرغة والانعزال عن الفعاليات التعليمية والدراسة ومع الوقت يتغير الفرد وينسى بأنه طالب علم ومعرفة خادعاً نفسه أن حياته بدون الاتصال الاجتماعي عبر الإنترنت أصبحت مستحيلة.
من قراءة رسالتك يتبين بأنك الآن علي مفترق الطريق وخوفك هو الدخول في حلقة مفرغة، وهذا يدعو إلى الاطمئنان. عليك الآن بأن تبدئي بعمل جدول يومي وأسبوعي لفعالياتك الدراسية والترفيهية. الأهم من ذلك هو الالتزام بهذا الجدول اليومي وتذكري بأن عواقب عدم الالتزام بهذا الجدول قد تقضي على مستقبلك. إن الفرص المتاحة للنجاح في الاختبارات غير متاحة للإنسان إلا مرة أو مرتين بينما التراسل عبر الإنترنت لا نهاية له.
كذلك عليك بتنظيم الإيقاع اليومي والأسبوعي:
1- ساعة الذهاب إلى النوم.
2- ساعة الصحو من النوم.
3- تنظيم الوجبات الغذائية.
4- عدم الجلوس أمام الكمبيوتر أو التلفزيون قبل الذهاب إلى النوم.
5- تخصيص فترة زمنية لا تتجاوز الساعة الواحدة يومياً للاتصال الاجتماعي عبر الإنترنت، والأفضل أن تكون مباشرة بعد الغذاء أو العشاء.
أعود وأقول فكري جيداً بما قلت وتصوري في ذهنك علامتين كسهمين:
1- السهم الأول (أحمر اللون) هو دخول . Enter
2- السهم الثاني (أبيض اللون) هو خروج Exit.
متى ما انشغلت بفعالية ترفيهية أغمضي عينييك واجلبي صورة سهم الدخول الأحمر وبعدها استبدلي هذه الصورة بسهم الخروج الأبيض اللون.
اقرئي على مجانين:
المذاكرة والنت وتنظيم الوقت
بين المذاكرة والترفيه: تنظيم الوقت
دورة التحفيز: كيف نذاكر؟
الذاكرة والتركيز بداية ملف
وتمنياتي لك بالتوفيق.