قلق واكتئاب ونهام عصبي وماذا أيضا؟ أحاول أن أفهم نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ شكراً لكم على إتاحة الفرصة لنا وجعله في ميزان حسناتكم وجزاكم الله الجنة، حقيقي ما أدري من فين أبدأ لكن بداية أنا بنت عمري 23 ومتخرجة من الجامعة طيبة ومتعاونة وخدومة وأحب أساعد وأسعد غيري أراجع طبيبة نفسية وقالت أنه عندي قلق واكتئاب ووصفت لي دواء اسمه ريميرون 30جم ولكن إلى الآن صار لي شهر استخدمه وما استفدت كثير ما حسيت بأي تغيير واستخدمت قبله افكسور 150 لأكثر من شهر وما استفدت منه وغيرته الدكتورة بريميرون وطبعا سبب القلق والاكتئاب هو علاقتي بأهلي.
أهلي ليسوا سيئين أبدا يعني ما يضربون ولا يسبون ولا يهينون واهتموا بي وبإخوتي اشد اهتمام وكل احتياجاتنا متوفرة لكن أهلي بشكل عام سواء أمي وأبي أو أخواتي وأخواتي كلهم ما يعترفون بمسألة المشاعر والأحاسيس الإنسانية وأنا على عكسهم تماما غير أنهم انتقاديين ومهما بذل الإنسان من جهد لا يمكن يقنعهم بفكرة مو مقتنعين بها، ودايما شايفين أنهم صح والكل غلط ويمكن هذا اللي يخليني خايفة من أي تصرف أمامهم خوفا من تعليقاتهم أو من أفكارهم حتى لو ما صرحوا بها ولذلك أنا مو قادرة أتعايش ولا أتواصل معهم أبدا يعني أنا في البيت زي الغريبة كأني في بيت الجيران مو قادرة آخذ راحتي في أي تصرف حتى أكلي وشربي ونومي وكل تصرفاتي على مزاجهم لاني مو متجرأة اعيش بأسلوبي واصلا خلاص راحت الفرصة؛
راحت طفولتي ومراهقتي ومعظم أيامي الحلوة وأنا ما عشتها إطلاقا حتى لمن كنت طفلة ما كنت ألعب في وجود احد من أهلي مطلقا غير أني حساسة جدا لأي كلام أو تصرف من احد ولا يمكن اطلب أي طلب من احد مهما كان بسيط لا زمان ولا حاليا وما عندي الجرأة أني اتصل على احد من أهلي وأتكلم معه حتى لو مجرد اسأل عن صحة وكذا يعني ما أكلمهم إلا في العيد وبكل حرج هذا غير أني خجولة بس مو مررة خجولة جدا لكن مع أهلي خجولة إلى أبعد الحدود ومن أشياء ما تسبب الخجل أصلا وأحيانا يتحول خجلي هذا في أي موقف إلى عصبية وزعل وأبعدها إلى ندم وبكاء وإحساس بالعجز والفشل ومووو قادرة أتغير فرجاء لا تقولوا لي حاولي واكسري الحاجز ومدري ايش لأني ماااااقدررت، ولا حتى أقدر أتقبل سلوكياتهم وتصرفاتهم اللي ما تعجبني وقد ما تكررت ما قدرت أتعود عليها وكل مرة كأنها أول مرة.
وشيء ثاني أحس صار عندي ضعف في التركيز يعني صرت ما استوعب الكلام الذي أقرأه أو أسمعه إلا بعد ما أعيده في دماغي حتى أستجمع تركيزي وأقدر أفهم، وشيء ثاني أنا إنسانة ما أحب النوم ولا أستمتع به زي باقي الناس وأحب الليل والسهر وهذا يتعبني كثيرا لأنه كل ليلة أروح أنام وأنا ما أبغى ونفسي أسهر وقد ما سهرت موممكن تجيء لحظة وأحس فيها أنه خلاص صار نفسي أنام أبدا وغير القلق والاكتئاب أنا عندي أشياء ثانية ما قدرت أوصفها للدكتورة ولا حتى قدرت أفهمها.
أنا أحس أني ما أدري اش أبغى بالضبط ولا اش اللي يريحني واش اللي يزعجني، أحيانا أنرعج من تصرف معين بس برضو لو تصرف الشخص بالتصرف المعاكس ألاقيني برضو انزعجت ماني عارفة أنا اش أبغاهم يسوون بالضبط. لدرجة أني لمن أروح للدكتورة ما أدري اش أقول لها بالضبط ما أدري اش أحكي لها أحيانا أكون منتظرة زيارتي لها على أحر من الجمر بس لمن أوصل ما أقول شيء ولا أعرف اش أقول أحس أني عادية ما فيّ شيء وما عندي شيء أقوله إلا إذا سألتني بعض الأسئلة أجاوب هذا إذا قدرت ألقى إجابة، حتى الدكتورة طلبت مني أسوي لها جدول وأعبيه وأجيبه لها وفي الجدول فيه أربع خانات الأولى الموقف الذي ضايقني والثاني المشاعر التي حسيتها والثالث الفكرة التي خلتني أتضايق والرابع التصرف الذي تصرفته وطبعا هنا تفاجأت أني مو قادرة أعبي خانة الفكرة أبدا يعني أحس أني مو مرتاحة ومتضايقة من الموقف وحزينة لكن ما فيه فكرة معينة في بالي فكرة تنحكى وتنكتب.
يعني أحس أني مو عارفة شيء وما أدري اش أبغى بالضبط، وإن كنت أنا دائما ما أقدر أتكلم عن مشاكلي مع احد حتى الدكتورة النفسية ما أحب أظهر لأحد أنه عندي مشكلة أو أني حزينة أو متضايقة أو أنه علاقتي بأهلي مو تمام ولا أحب أظهر صورتي أو صورة أي أحد من أهلي أو أقاربي وصديقاتي أو حتى معارفي بصورة سيئة ولو بأبسط الأشياء ودائما أدافع عنهم حتى لو كانوا مجرد معرفة وأحاول أظهر محاسنهم وأخبئ مساوئهم وألتمس لهم الأعذار أمام الجميع حتى لو كنت أنا من داخلي عارفة أنهم سيئين أو غلطانين.
ولمن أروح للدكتورة أحيانا ما أقدر أتكلم عن مشاكلي ما أقدر أتغلب على هذا الشيء الذي داخلي الذي يخليني ما أحب أظهر أمام أحد بأني حزينة وعندي مشاكل رغم أني مو من النوع الذي يقول ما أحب أحس أنهم يحسون بالشفقة علي وو بالعكس تماما يعني أحس بتناقض ما عرفت أفهمني أبغى اهتمام وإحساس بس ما أبغى أتكلم وأظهر بمظهر الشخص الممل اللي ما عنده إلا الأحزان لكن أحيانا لمن أروح للدكتورة فعلا ما ألاقي شيء أقوله يعني أحس أني أنسى بسرعة يعني في لحظة نوبة الاكتئاب أكون حاسة أنه عندي مشاكل كثيير بس إذا انتهت فترة الاكتئاب أرجع طبيعية وأحس أني أنا بالغت وأنه ما عندي شيء؛
وأحس برضو أني مو قادرة أحدد رأيي في أي شيء، ما أدري اش الذي أحب والذي أكره واش اللي يعجبني واش اللي ما يعجبني حتى في أبسط الأشياء مثل الأكل والشرب وكثير أحس أني عاجزة عن الإجابة عن أبسط الأسئلة زي اش رأيك في هذا الشيء أو اش تبغين تأكلين أو عاجبك هذا المشروب أو أو.... ، يعني أفكر وأحاول أحدد رأيي بس فعلا ما أقدر وأحس أي كلام أو تعليق من اللي حولي يحدد وجهي نظري يعني إذا سمعت كلمات إعجاب ومدح لهذا الشيء أحس أنه أعجبني وممكن بعدها على طول أسمع كلمة ذم وفورا أحس أني بدأت أشوف الشيء هذا سيء وحتى لو حاولت أفكر بعد ما ينتهي الموقف وأحاول أحدد هل أنا أحب هذا الأكل أو الشرب أو أو لكن فعلا ما أقدر أحدد ماني عارفة.
هل هذا الشيء طبيعي يعني يصير مع ناس غيري وفي عمري هذا، وغير كذا حتى لو كان لي رأي معين ما أقدر أوضحه أو أحافظ على قناعتي وأدافع عن رأيي وهذا طبعا بسبب ضعف الثقة بالنفس للأسف والذي حتى الدكتورة قالت لي عنه وقالت لازم جلسات لكن أنا ساكنة بعيد عن العيادة في مدينة ثانية وما أقدر أراجع الدكتورة باستمرار وأصلا أنا ما أتخيل أن ممكن يكون فيه علاج ممكن يغير الثقة بالنفس بشكل ملحوظ بالبساطة هذي إلا إذا تغير كل العالم اللي حولي، أما طالما أنا في نفس الوسط صعب أتغير لأن أصلا أنا ثقتي في الجامعة أو المناسبات تكون كويسة لكن مشكلتي في البيت أو أي مكان ممكن يكون لأهلي أو احد منهم تواجد أو علاقة به من قريب أو بعيد وهذا يعني أنو ثقتي مو ممكن تتغير إلا إذا تغيروا أهلي!!!! وهذا المستحيل بعينه!!
معلومة أخيرة أنا في الاختبار اللي سويته هنا طلع عندي نهم عصبي وفعلا أحس عندي هذا الشيء من زمان علما أني ما أحاول أتقيأ أو أصوم أو كذا لكن إذا أكلت كثير أندم خوفا من أنه يزيد وزني لكن ما أقدر أمتنع لأني أحب الأكل وداااايما شهيتي مفتوحة في أي وقت،، علما أنه طولي 153 ووزني من 54 إلى 58 ما يزيد عن هذا الحد أبدا.
أرجوكم ساعدوني حتى لو بمجرد أنكم تقولون لي هل أنا عندي شيء واش هوا بالضبط وهل فيه ناس مثلي واش الحل؟؟
أكتفي بهذا القدر الكبييير من الكلام رغم أني واثقة أني بعد ما أرسل حلاقي كلااام كثيييير ما قلته.
ولكم شكري وتقديري وفائق احترامي
23/02/2012
رد المستشار
الابنة "نورة" تحية طيبة وبعد؛
مشكلتك الأساسية هي عدم قدرتك على التعبير عن مشاعرك وأفكارك بحرية وانطلاق، وجزء من العلاج السلوكي المعرفي هو ما نطلق عليه "تنطيق المشاعر"، بمعنى أن تعبري عما تشعرين به نحو المواقف المختلفة التي تحدث لك أو حتى فيما حولك، وبدايتها أن أقول أنا أحب كذا وأنا أكره كذا، بشرط أن يكون التعبير عن المشاعر بصورة لبقة وغير جارحة لمشاعر الآخرين قدر الإمكان، وأظن أن الجدول الذي طلبته منك الطبيبة المعالجة هو بداية تنطيق المشاعر والتعبير عن الذات.
ابنتي،
لا تسمحي لأحد في الحوار أن يقاطع حوارك ما دمت تلتزمين بآداب الحوار وآداب حسن الاستماع للغير، ومادام بعضا من أهلك يأخذون دورهم في الكلام فعليك أن تعبري عن رأيك ومشاعرك كما يفعلون هم؛ فأنت لست أقلا من أحد منهم أو منهن، وهذا بالتأكيد جزء من علاجك، وهذا أحيانا يطلقون عليه "قاعدة الاسطوانة المشروخة"؛ أي الأسطوانة التي تكرر مقطع واحد من أغنية أو حوار بإصرار نتيجة لوجود شرخ بها، فيمكنك الاستعانة بهذه القاعدة طالما يحاول الآخر أن يقاطعك بصورة مستمرة. أصري على عرض فكرتك حتى ولو حاول من أمامك مقاطعتك، المهم أن يكون الكلام بلباقة وبلا عصبية ولا نرفزة.
بالنسبة للأدوية التي استخدمتها؛ أؤكد أنك استخدمتها لفترة قصيرة، فشهر واحد من الاستخدام لا يكفي أن يعطينا فكرة عن الدواء؛ أهو مفيد للمريض أم لا؟، وأقل فترة ممكنة لتجربة دواء نفسي هي ستة أسابيع يعطي خلالها العقار للمريض بعض التحسن وليس كل التحسن للمريض، ويزداد التحسن بالتدريج بعد ذلك على مدى أسابيع أخرى، أما التوقف عن العقار النفسي فلن يكون إلا بعد ستة أشهر على الأقل من استخدامه بانتظام.
لن أكثر من كلامي ولكن أنصحك بمزيد من القراءة عن تأكيد الذات (ستجدين أرشيفا كاملا عنه على موقع مجانين) وسوف يفيدك ذلك كثيرا في التعامل مع من حولك، المهم أن تبدئي في التنفيذ.
شفاك الله وعافاك، وتابعينا بأخبارك
التعليق: أولا بالنسبة لسؤالك هل يوجد مثلك، فأقول لك مع أنك ترين أن حالتك صعبة، إلا أنها هينة جدا بالنسبة لحالات الآخرين، فأنت في جيل صغير نسبيا وما زالت الفرص سانحة أمامك لتحققي ذاتك وعندكم في السعودية الكثير من المراكز لتطوير الذات، خصوصا لطارق الحبيب، فلا بأس أن تستعيني بها، إن رأيت صعوبة في تطبيق ما تقرأينه من نصائح .
أنت طبيعية، توكلي على الله، وأعطي نفسك حقها، ابحثي عن هوايات عن أشخاص يهمونك، وسوف ترين أن حالتك تتحسن كثيرا