هل سيعود الاضطراب الانفصالي التحولي؟
السلام عليكم، قبل خمسة سنوات حدثت هذه المشكلة وتم التخلص منها والشفاء وعدم عودتها حتى الآن. والتي استمرت هذه الحالة حوالي أربعة سنوات. أي بعد انتقالها للجامعة. وهي أنه كانت هناك فتاة عمرها 15 سنة تقوم بالصراخ لمدة نصف ساعة. في مادتين دراسيتين والبقية لا. ويتم هذا في الموسم الدراسي أي أنها لو انقطعت عن الدراسة لتوقفت عن الصراخ. أي حوالي سبعة أشهر لا تأتيها الحالة. وحين تسأل لماذا تصرخين تقول أنها ترى شخصا يخيفها.
أريد أن أطرح أسئلة عليكم والإجابة عليها:
1- ما هو تحليلكم لشخصية ونفسية هذه الفتاة.
2- هل هذا يعتبر مرض نفسي ومن سمات اضطراب التحول، إذا كان كذلك فهل تعتبر هذه الفتاة تتميز بميزات البرود الجنسي، حب الظهور، سطحية المشاعر...الخ التي هي من ميزات هذه الشخصية.
3- هل تنصحون بالارتباط بها، وهل تعتقد أن مدة خمسة سنوات كافية للتخلص من الحالة، وهل تعتقد أنها تخلصت من سمات الشخصية الهستيرية.
4- هل تعتقد أن هذه الحالة ستعود في حالة عودة نفس الضغوط، مثلا موت الأم، الأب، أو أيام الدخلة، أو أي حدث مقلق أو مخيف.
5- هل تعتقد أنها شخصية هستيرية، بصراحة علمية هل يمكن الزواج منها وأنها لن تكون شخصية متعبة وصعب التعامل معها.
6- هل واجهت أثناء مسارك المهني مثل هذه الحالات، هل بشفائها تعتبر فتاة مثل بقية الفتيات.
7- هل يمكن أن يحمل الأبناء صفات أمهم.
8- هل يمكن لهذه الشخصية تحمل ضغوط الحياة الزوجية بدون مجاملة هل تنصحون بالارتباط بها والحياة معها مثل أي فتاة…
أرجو منكم الإجابة على كل سول لوحده.
ولكم كل الشكر
15/03/2012
رد المستشار
الأخت العزيزة، شكراً على استعمالك الموقع.
يجب أولاً وضع النوبات الانفصالية في موضعها الصحيح. هناك العديد منها وما تطرقت إليه في الرسالة ليس بغير الشائع في جميع الأعمار. لا تقتصر النوبات الانفصالية على الشخصية الهستيرية ومعظم الشخصيات الهستيرية لا يشكون من نوبات انفصالية.
ينظر الكثيرون إلى نوبات الانفصال في عمر إلى 16 عاماً وحتى إلى 21 عاماً على أنها مؤشر من مؤشرات النضوج العاطفي، وتختفي بمجرد الوصول إلى العتبة التي تنقل الفرد من مرحلة دون النضوج إلى مرحلة النضوج العاطفي.
1- على ضوء ذلك لا يمكن التحليل والحكم على شخصية الفتاة بأنها شخصية هستيرية على ضوء النوبات الانفصالية التي أصيبت بها. إذا كانت هذه النوبات قد اختفت فيمكن الجزم بأنها كانت شخصية دون الناضجة Immature Personality وتحولت إلى شخصية ناضجة Mature Personality لا يمكن استعمال أي تعبير آخر للشخصية في هذه الحالة.
2- لا يعتبر هذا مرضا نفسيا إلا في وجود اضطرابات الشخصية التي يعاني منها الفرد ومن حوله. يمكن إطلاق تعبير طراز Style عاطفي أو شخصية عاطفية Emotional Personality وهذا غير اضطرابات الشخصية Personality Disorder .
3- مدة خمسة سنوات كافية للتخلص من حالات انفصالية. أما نصيحة الارتباط فهذه مسألة شخصية ولكني لا أظن بأن تاريخ حالات انفصالية يعني أن المرأة غير مؤهلة لأن تكون زوجة ناجحة بكل معنى الكلمة.
4- يمكن أن تظهر هذه الحالات الانفصالية مع الضغوط الاجتماعية ويمكن أن تظهر كذلك حتى في غياب تاريخ سابق لها عند أي شخص.
5- الشخصيات ذات بعض الصفات الهستيرية لها جوانبها الإيجابية في الزواج وغيره وهي مثيرة للعواطف. يمكن ملاحظة هذه الصفات في أهل الفن والسياسة بكثرة والكثيرون من رجال السياسة أو بالأحرى معظمهم لهم صفات هستيرية في العالم الغربي والشرقي، ولهم شعبيتهم.
6- واجهت الكثير من هذه الحالات في مساري المهني والكثيرون منهم سعداء وتخلصوا من المظاهر الانفصالية تماماً. في الحقيقة البعض منهم نجحوا كل النجاح في حياتهم المهنية والشخصية.
7- لا يوجد أي دليل قوي على وراثة صفات الشخصية الهستيرية ولا دليل على أنهن أمهات فاشلات في رعايتهن للأطفال.
8- بدون مجاملة، نعم يمكن لمثل هذه الفتاة تحمل ضغوط الحياة الزوجية وربما ستسنح الفرصة لها لإبراز الجوانب الأقوى في شخصيتها. أما الارتباط بين رجل وامرأة فليس هناك ما يمنع من الارتباط بها. على العكس قد تكون بعض الصفات الهستيرية أحب للكثيرين من غيابها تماماً.
ومن الله التوفيق دوماً.