الأخذ بالأسباب
سأدخل في الموضوع بلا مقدمات مشكلتي أنني في صغري كنت كأي طفلة تحدث نفسها وتتخيل أن هناك أشخاصا تحادثهم ويحادثونها وتتفاعل معهم.....
عمري الآن 16عاماً ومازلت أفعل هذا باللاإرادي كثيرا ما أكون بمفردي وأتحدث وكأن معي أشخاصا لدرجة أنني أحيانا من الممكن أن أضحك وأقهقه أو أبكي أو أثور -في أرض الواقع- لم يحدث شيء يستدعي هذا الفعل هذا الأمر شبه دائم عندي.
وبداية لم يكن يسبب لي مشكلة -إحراج- أما الآن تطور الأمر فمن الممكن أن أكون جالسة بين جماعة من الناس في صمت فأتبسم أو أحرك يدي وكأنني أحادث شخصا ودون داع لذلك -قط لأنني تذكرت أو تخيلت شيئا- وكثير ما أُسأل عن السبب فأحاول تغيير الموضوع بسرعة.
تكرر هذا الموقف عدة مرات مع أشخاص مختلفين وأحيانا أكون في الفصل بين حشد كبير من زميلاتي ويحدث هذا الأخذ بالأسباب:
بداية حاولت ضبط نفسي مراراً وتكراراً ولكن وجدت نفسي أكرر هذا الفعل بغير إرادتي.
(تحاملت على نفسي) وأخبرت إحدى قريباتي حتى تساعدني ولكنها تعتقد أن الأمر مبالغ فيه وأنه لا يحتاج العرض على طبيب نفسي.
(على أنها اتفقت معي بأنني لا أركز في أدائي للأشياء وأنه يسمع صوتي وأنا أتحدث بمفردي)
حدثت الأخصائية النفسية عندنا بالمدرسة على أنني أرى إحدى قريباتي تقوم بهذه السلوكيات الغريبة وليس أنا ولكن تعبيرات وجهها دلت على ذهولها الشديد وعدم معرفتها الحل غير أنها نصحتني بالذهاب إلى طبيب نفسي. (وهذا غير متوفر كما اتضح من رأي قريبتي ولكنني سأحاول) وأخيرا أطلب المساعدة منكم فهل تجيبونني....؟
أرجو ذلك أعترف بأنني مريضة نفسية وأنا غير راضية عن نفسي ومستعدة أن أخضع تحت العلاج.
شكراً وجزاكم الله ألف ألف خير.
12/03/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة... "أمة الله"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
من الأشياء الطبيعية في مرحلة الطفولة أن نتخيل أشياءً غير موجودة وأن نصنع قصصا وهمية ونحرك أبطالها كما نريد ونستغرق في ذلك بعض الوقت، وهذا يحقق لنا نوعا من الإشباع النفسي وربما التعويض عن أشياء لا نستطيع تحقيقها في الواقع، كما أنه وسيلة لتنمية قدرات التخيل والقدرات العقلية عموما وخاصة في الظروف التي لا يتوافر فيها آخرا نلعب ونتفاعل معه بشكل طبيعي.
ولا بأس في ذلك كله إذا كان في حدود مقبولة، ونعني بالحدود المقبولة هنا أنه لا يستغرقنا طول الوقت ولا يكون بديلا عن التفاعل الاجتماعي الحقيقي في الواقع ولا يستمر كما هو وبنفس الدرجة في مراحل عمرية لاحقة تحتاج إلى مزيد من التفاعل الاجتماعي الواقعي، وقبل كل هذا أن نكون واعين بأنه نشاط تخيلي وليس واقعي.
وفي حالتك نلاحظ أنه كان يستغرقك أكثر الوقت، وأنه استمر معك لما بعد فترة الطفولة، وأنك –على الرغم من وعيك بأنه تفكير خيالي– إلا أنك أحيانا تستغرقين فيه لدرجة أنك تنسين نفسك وتنسين من حولك وتتفاعلين معه ثم تفيقين حين ينبهك أحد لذلك.
وهذه الأشياء لا نستطيع أن نصنفها على أنها مرض، ومع هذا فهي تحتاج منك أن تضبطيها في حدودها المعقولة، فنحن جميعا نتخيل ونسرح بأفكارنا هنا وهناك، ولكننا نبقى في حالة وعي واتصال بالواقع وتقدير للمكان والزمان والظروف المحيطة بنا، ويبدو أن علاقاتك الاجتماعية في طفولتك (وفي شبابك أيضا) لم تكن قوية بالقدر الكافي ولذلك فقد استعضت بحديث النفس عن حديث الآخرين، واكتفيت بالخيال بدلا من الواقع، وأصبح الناس بالنسبة لك يظهرون في خلفية وعيك في حين يحتل الخيال مقدمة هذا الوعي.
وبناءً على ما سبق لا أعتقد أن الأمر يحتاج لزيارة طبيب نفسي ولكنه بالتأكيد يحتاج منك بذل جهد لتصحيح هذا الوضع الغريب (وليس المرضي) بأن تندمجي أكثر في الأنشطة الاجتماعية وفي الحياة الواقعية وتسعدي بذلك الاندماج أكثر مما تسعدين بحديثك مع نفسك، وأن تتعودي أن تسعدي بإنجازاتك الحقيقية أكثر مما تسعدي بإنجازاتك في الخيال.
سوف يستغرق هذا بعض الوقت، ولكن لابد وأن تبدئي من الآن وتثابري حتى تحققي هذا التطور في شخصيتك من عالم الخيال الطفولي إلى عالم الواقعية الناضجة، ومن الانكفاء على الذات إلى الانفتاح على الناس والحياة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، ليست لدي من إضافة بعد ما تفضل به أخي الدكتور محمد المهدي غير إحالتك إلى بعض المشكلات السابقة على صفحتنا استشارات مجانين ففيها ما يفيدك عن أحلام اليقظة:
التعويض في الحلم
حياة تعيسة .. ولكن هل هناك حل؟!!:
لغة العيون
الكلام أمام المرآة : جنونٌ أم لا ؟!
المحرومة : أمية أمتنا النفسية ، مشاركة
تعاني في الغربة : ألم الرأس والنفس
جمود القلب وزبائن المقهى الإليكتروني م
الحزن المزمن والهروب بالتخيلات
بين الوسواس القهري والفصام !!
نتمنى أن تكون هذه الروابط قد أفادتك، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.