السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لدي أخت في 15 من عمرها بدأت لديها حالة حيث أنها تشعر بأنها تحسد أي فتاة تقابلها وتطور بها الأمر بأنها أصبحت تسمع من الفتيات أنهم يقولون بها أنها حسودة حتى نحن أهلها تحس بأنها تحسدنا وأصبحت تغمض عينيها بشكل لافت وتقوم بإحضار الطعام إلينا بعد أن تقرأ عليه، وأصبح كل ما مرض أحد من الأشخاص الذين تعرفهم أو تسمع عنهم تظن أن هي السبب في ذلك وتقوم بالبكاء ومحاولة إقناعنا في أن نعطي الأشخاص من أثرها.
بعد فترة من الزمن أصبح لديها فكرة جديدة وهي أنها تشعر بأن بيتنا مراقب وأن جارنا ينظر إلينا كما أنها تسمع صوته وهو يتكلم وتقول بأنه يراها ويقوم بتصويرها وأن هناك فتحات في البيت يرى منها لدرجة أنها أصبحت تتحجب داخل البيت، كما أن مستواها الدراسي تدهور (من98إلى91) وأصبحت لا تهتم بمظهرها الخارجي، كما أنها أصبحت تأمرنا بلبس الحجاب في البيت، وأيضاً لا تنام في الليل لأنها تقول بأن أحدا يراقبها هي بالذات، والمخيف أنها تسمع صوته.
أرجو أن تحل مشكلتي فأنا خائفة جدا على أختي، أما من ناحية الذهاب بها إلى المستشفى فأمي معارضه لسماعها بأن أدويه الوسواس القهري تجلب العقم، واليوم لما سمعت أنا وأمي ما تقوله أختي (وهو كلام قريب من الجنون)
أحسسنا بخطورة الموضوع...
وسارعت بالكتابة إليكم.....
1/4/2012
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، وعلى وعيك المبشر بكل خير إن شاء الله، ربما كانت الفكرة الأولى التي عانت منها أختك (وعانت منها الأسرة كلها طبعا) أكثر شبها بما نراه من أفكار الموسوسين التسلطية، واقرئي في ذلك: الوسواس والحسد وحال اللغة العربية
لم أفهم أو لست متأكدا من فهمي لوصفك عن ما كان يحدث من حولها وقتذاك... ولا أدري هل كان فعلا من يلن بأنها حسودة؟....؟ ولم أفهم كذلك كيف أو ما معنى أنها كانت تلح عليكم أن تعطوا من يمرضُ –وتحسب نفسها حسدته- شيئا من أثرها.... عذرا لست متأكدا من فهمي لمعنى ذلك؟
إلا أن النوع الثاني من الأفكار التي يبدو أنها سريعا ما تبعت فكرة أنها تحسد، والمتعلق بأن أحدهم يراقبها فهو نوع من أفكار والسلوكيات يعطي إيحاءات أخرى للطبيب النفسي تتعلق غالبا بالشك في نوايا الآخرين أو الأفكار الزورانية.
باختصار فإن أول ما ظهر على أختك -عافاها الله- من أعراض اعتلال نفسي كان على أغلب الظن عرضا ينتمي للوسواس القهري، إلا أن مجموعة الأعراض الأخيرة تشير إلى ما يمكن تسميته بخلطة وسواس وتخيلات وأفكار زورانية أو نضعه نحن تشخيصيا في مكان ما بين الوسواس القهري والفصام.
معنى ما سبق أنني حائرٌ في تشخيص ما تمرُّ به أختك، ولا أستطيع التخمين أكثر من ذلك لكن المؤكد أن حالة أختك تحتاج إلى تدخل عاجلٍ وحاسم يبدأ بعرضها على أقرب طبيب نفساني، لأن علاجها بإذن الله ممكن وأحسب أن سيكون مفيدا أن تتابعينا بالتطورات ونتابعك بالنصيحة والمشورة إن شاء الله.