رغي كتير...!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أتقن فن الحديث والمقدمات ولا أملك غير دعاء من أعماق القلب بنية صافية أن يجازيكم الله خيرا على ما تقدموه في هذا الصرح المميز وأن يعينكم على فعل الخير دوما ويبارك لكم وفيكم... اعتذر من البداية على أسلوبي (الفوضوي) أعتذر أيضا إن طال حديثي (التافه غالبا) فأكثر ما كنت أريده دوما هو البوح بكل الأشياء حقيرها وكبيرها كما أريد وكما يخطر في بالي ولم أجد انسب من (مجانين) كملجأ لي بعد الله عز وجل وأسأل الله أن يجازي كل من أضعت وقته بقراءة (فضفضتي) أو الرد عليها خيرا على كل ثانية ويجعلها في موازين حسناته اللهم آمين.
فوضى وتناقض ومبالغة ومحاولة للامساك بأناي والوصول إليها والاتحاد بها محاولة للتعري من كل ما علق بمسامات فكري ومشاعري وروحي و(الكثير جدا) من الأمور التي أعلم جيدا أنها في ميزان الجنون... المشاكل... (قليلة جدا جدا.. لا تساوي شيئاً) أحيانا بل غالبا يراودني شعور أني في العنوان الخطأ، لا أعرف من أنا ولا من أكون لا أعرف إن كنت جيدة أو سيئة، مجنونة أم عاقلة، وليس كذلك فقط بل أشعر أني روحين في جسد واحد لست واحده وانشقت لنصفين.... بل اثنتين.
أنا في العنوان الخطأ، كثيرا ما أشعر بها وتتردد إلى ذهني منفصلة تماما عن واقعي، عن جسدي، عن حياتي، عن أقداري، لا ليس تماما فأنا أمارس حياتي اليومية بشكل شبه طبيعي، أشعر أحيانا وكأني مرتبطة بزمن آخر وحقيقة مختلفة وجدتهم في أعماقي وستظل تائهة، منفية، مسجونة موءودة حتى أجدهم! دوما ما أنتحل شخصيات مختلفة (على شبكة الانترنت) لكن مزاحا مع أصدقائي الذين يعلمون من أكون واقعيا، وأنا في سنه ال 13 ومع بداية تقريبا اندماجي في عالم الانترنت وشبكات التواصل، ومع كثرة التحذيرات، وسماع القصص البشعة عما يفعله الشبان بالفتيات على تلك الشبكة، ومع مشاعري التي تحركها أصغر الكلمات ومع عقلي الـرافض الحب تماما، وجدت أن من الأنسب أن أدعي حبيبا (وهميا) أعشقه بجنون، أحكي عنه بكثرة ليفقد في الأمل كل من له غرض ما، ويبقى معي الصالحون.
بدأت بحبيب وقصص بسيطة، وعدد إضافي من السنوات لعمري ومن ثم اتسعت الحكايات أكثر فأكثر، أكثر فأكثر، أكثر فأكثر حتى أصبحت رواية، فيلما هنديا، سكنتني كلها وسكنتها كلي، استمرت ل 3 سنوات وأنا أبكي، وأضحك، وأسرح، وأطير، وأغرق على حسب أحداث روايتي.
أصدقائي مع مرور الوقت تيقنت من نقاءهم ووفائهم وفي لحظة كأن ضميري استيقظ بدأت اختنق من كثرة الكذب عليهم برغم أني أحببتهم جدا، كان من الصعب علي أن أصارحهم بعد كل تلك الفترة... لكني فعلت، أخبرتهم، ومنهم من كان حليما وقدر اعترافي بالحقيقة رغم أنه كان من الممكن الاستمرار في الكذب، وبعضهم غضب جدا، وفي النهاية سامح أيضا، كلهم عرفوني وعادت علاقتنا كما كانت بل أفضل، فقط أنا لم أعرفني، ما زلت أخط خواطر الحب والعشق لحبيبي القديم (الوهمي) ما زلت في تلك الرواية والتي هي (أسوأ كثيرا) من العالم المحيط بي والأقدار التي تسقط حولي.
ما زلت وفية له، أنسبني إليه بدلا من اسم والدي، أتمنى له حياة سعيدة حتى وإن كانت مع أخرى هههههه، ما زال ضميري يؤنبني إن فكرت ولو دون قصد بشاب آخر على سبيل الإعجاب مثلا أو حتى لفت نظري أحيانا، أشعر أنها أوهام وأني أفتعل شيئا من اللاشيء أو أنه أمر عادي لفتاة في سن المراهقة ربما تفتقد الحب كمثيلاتها وأحيانا تتسرطن تلك الحقيقة في أفكاري وكياني ومشاعري حتى أشعر (لبعض الوقت) أني انفصلت تماما عن واقعي، استغربني واستغرب كل ما حولي لست واهمة، فما نحن سوى كتلة من أفكار، وأحاسيس، وأنا لا أفكر ولا أشعر بغير ذلك.
ما ذنبي إن كنت أملك جسدا له عالمين، عالم أحيط به، وعالم يحيط بي؟ لا أدري -والحمد لله- أتحكم جيدا في تصرفاتي وما أبوح به الآن سرا لأول مرة أحرره ولكني أخشى أن يتطور الأمر في المستقبل، عشت طفولة هادئة جدا مع أم تقوم بدور الوالدين لأن والدي كان مسافر، كنت أسبق عمري كثيرا وأهوى الاختفاء تحت السفرة وأفضل بالساعات ودي بتكون قمة متعتي وعايزه أفضل جوا على طول.
وكنت دائما أتخيل نفسي جوا بالونه وما زلت بتخيل ده ونفسي فيه بس دلوقتي كبرت مابقيتش أعرف أقعد تحت السفرة بس دائما بروح وراء ستارة تكون في ركن من البيت وغامقة عشان مش أشوف إلي حواليها وأقعد وراها زي الأطفال، كنت مثالية في كل حاجة وكنت محبوبة جدا جدا سموني زغزوغة لأني دائما كنت بضحك بسبب وبدون (وما زلت كذلك) وكمان بخاف من الزغزغة جداااا.
وأنا صغيرة كانت بتجيلي نوبات ضحك مجنونة وربما غريبة، مستواي الدراسي كويس جدا – بفضل الله - وما زال ممتاز (رغم إني مابذاكرش تقريبا)، انتقلت للمعيشة في بلد آخر ومن المواقف التي لا أنساها تجمع أصدقائي (والذين أحبهم جدا) للسلام علي وتوديعي حين موعد السفر، ومن قبل أن يفعلوا تركتهم و((جريت)) ههههه ولم أودعهم وبعضهم لم أراهم منذ ذلك الحين، وبعد ما سافرت افتقدت أهلي وأصحابي ووطني بشدة كحال كل المغتربين وعانيت وما زلت من حاجات كتير جدا طول الخمس سنين وأنا بدون أي صديقات (لكني حصلت على واحده من شهور قليلة).
بدأت اكره نفسي وحياتي وما زلت، المدرسة الجديدة بالنسبة لي كانت بعبع لدرجة أني استمريت لـ 15 يوم أدعي المرض وأفتعل الكحة في ميعاد المدرسة وأهلي صدقوا وأخذوني لدكاترة كتير وكمان جلسات أوكسجين من كتر ما كنت بفتعل الكحة، بدأت أتخنق ضيعت وقت ومال وكذبت وأنا عارفه إني سليمة وما زلت حتى الآن كارهه البلد إلي أنا فيها مابقولش إني ضحية ومابحبش أعيش الدور ده ويمكن والدي ليه رؤية، أنا مش شايفاها وعلى فكرة بحبه جدا وهو معاملته ليا كويسه جدا جدا، لكنه رافض العودة في الوقت الحالي وبيأجلها وعلى كل الأحوال أنا خلاص (كبرت دماغي كالعادة) وتييجي زي ما تييجي أهلي عوضوني وعوضت نفسي بالانترنت وأدمنته لدرجة أنه إذا أنقطع عني لفترة أعصابي بتتدمر.
بدأت أكتب قصص وخواطر بخيال واسع جدا (على ما أظن) ما بقيتش بعرف أركز غير لما أقول لنفسي يعني أنا هاركز لما يكون فيه موضوع معين أركز فيه أو في الحصص وبركز بأخذ بالي من أدق أدق أدق التفاصيل وبكون متنبهه جدا من كل حاجة ما فيش هفوه تعدي مني بس أنا أصلا الطبيعي عندي مش مركزة (من وأنا طفلة صغيرة وأنا كده مش حاجة جديدة) أتسبب ده في مشاكل كتيره أروح مدرستي وناسيه الشنطة في البيت على طول حاجتي بتضيع مني لأني ما ببقاش عارفه أنا وديتها فين، أي حاجة امسكها فجأة لما حد يسألني عنها مش معايا وماعرفش راحت فين، بتكلم مع حد في موضوع معين، وفجأة ألاقيني تائهة في النص ماعرفش الكلام عن أيه ولا مين ومش بس ضياع ده عدم تركيز في كل حاجة تقريبا وبجد مسببلي مشاكل جامدة في كل وقت ومع كل الناس وفي كل حته لدرجة إني مرة خرجت ونسيت الف طرحتي برغم إني محجبة من زمان.
أقابل ناسا يسلمون علي وعاملة أيه وسلمي لي على فلان وفلانة وأسيبهم وأمشي هما عارفني وواضح أنهم عارفني كويس وأنا مش ناسيه اساميهم، لا أنا مش عارفاهم أصلا ناسياهم وممسوحين من ذاكرتي نهائيا مابوضحش ده وبساير في الكلام عشان ماتسببش في إحراج ليّ وليهم وحاجات كتير أكتر من كده بكتير حياتي كلها كده تقريبا مش قادرة أركز أو أتواصل مع الأحداث والأشياء أوقات كتير بعرف إني أتكلمت وقولت كلام معين وأنا مش فاكره ده ولا حسيت بيه، أنتي قولتيلنا كذا ويحلفولي أنا قولت وكلمتهم وأنا بجد ماعرفش عن إلي بيتكلمو عنه حاجة أصلا ولا فاكره نهائي إني قولته والعكس صحيح بردوا أعرف بالصدفة أن فيه كلام أتوجه ليا وأنا رديت يعني مش ما كنتش سامعه مثلا أو مش واخده بالي ومع ذلك أنا ماببقاش عارفه عنه أي حاجة ولا فاكره إني أتكلمت أو حد وجهلي كلام نهائي والمشكلة أنه مش بيبقى من زمان يعني على كلامهم أنه من ساعات وأوقات دقائق كمان أزاي لحقت انسي ومش نسيان... لأن الناسي بيفتكر إنما أنا مابفتكرش حتى وماببقاش عارفه فيه إيه والكلام إلي المفروض أنه أتقال ليا أو أنا قولته وعارفاه كأني بعرفه لأول مرة وفي البداية كانوا بيفسروا ده إني بشتغلهم ومش مصدقين إن أنا فعلا مش عارفه هم بيتكلموا علي إيه، وأوقات كنت بشتغل نفسي وأسايرهم وأقول أني فعلا كنت بشتغلهم عشان أغطي عالموضوع، بس دلوقتي ومع التكرار الشديد الواضح مابقيتش حاجة تتغطى الكل بقى ملاحظ لدرجة أنهم يبقوا بيكلموني وأنا فعلا مركزة ألاقيهم فجأة سكتوا ويسألوني (قوليلي بقى إحنا بنتكلم في أيه... طب عيدي كده الكلام إلي قولتهولك؟) عشان يتأكدوا أنا حاسة ومدركة ولا لا ومش بس كلام كمان أفعال أكون بتخانق أنا وأخواتي (خناق عادي) وعلى ما والدتي تييجي أو أي حد ويسألنا فيه إيه ألاقي نفسي نسيت إحنا بنتخانق ليه أصلا نسيت إيه إلي حصل وإيه البداية بقف أنا ساكتة.
أوقات كتير أبقى بعمل حاجة وأنا مش مدركة أو مش عارفه عقلي كان بيبقى فين أصلا ألاقي إلي بيفوقني إنتي بتعملي إيه ويرجع ليا وعيي زي ما يكون ماكنتش موجودة معايا ومتفاجأة بالي أنا بعمله، كمان في المشي بتجيلي لحظات بتوه فيها لما أكون ماشيه مع حد ممكن أسرح وأنحرف بعيد عنه وأنا مش واخده بالي نهائي حتى بيبقى موقف مضحك لكل إلي معايا بفقد الإحساس لفترة... أو مش الإحساس زي ما هو الوعي بالإحساس وإدراكه يعني من يومين تقريبا كانت في شنطتي زجاجة ماء وماكنتش أعرف إنها مفتوحة، ركبت عربيتنا فمالت وطول السكة وهي مفتوحة ومايله وقلبت على رجلي مية كتير وأنا ماستوعبتش ده غير لما وصلنا وكانت الازازة تقريبا خلصت وهدومي اتبهدلت، أنا مش ماكنتش حاسة لأني لما أدركت إني ابتليت مش اتفاجئت بالإحساس نفسه بس مش مدركه أو مش مستوعبه إن فيه حاجة غلط بتحصل غير متأخر أوي!
في الحاجات المقروءة أو المرئية بشوف حاجة وبفهم أو بتوصل المعلومة لتفكيري بشكل تاني ده بيأدي لأني ممكن اقرأ سؤال في الامتحان ويوصل لذهني سؤال تاني وأجاوب إجابة السؤال التاني (الغير موجود)، أحيانا أكون مركزه ومعايا فعلا وأتكلم بتكريز بس أتفاجئ إني قولت كلام غلط، يعني شوفت فلانه انهرده ممكن وأنا بحكي لحد بدل ما أقول شوفتها أقول أنا ضربت فلانة وأكمل كلام عادي جدا بدون ماخد بالي إن الكلمة غلط وما باخدش بالي إلا لو حد نبهني واستفسر لأن الكلمة بتكون غير منطقية في وسط الكلام عادة وماببقاش مصدقه إني قولت الكلمة الغلط دي بس مع التكرار بقيت أصدقهم وما صدقنيش لأني واثقة في سماعهم ومش واثقة في كلامي، وصلت لدرجة إن لو حد قالي أنتي قتلتي فلان أمبارح هصدقه حتى لو أنا مش عارفه إني عملت ده.
كل إلي قولته ده كام مثال ذكرتهم عشان أحاول أوصل المعلومة والفكرة من ضمن أمثلة ومواقف كتير جدا عانيت ومازلت بعاني منها، أنا تقريبا عايشه على طول كده أحلامي بقت غريبة جدا ولما حاولت أفسرها قالوا لي إنها أمور مرتبطة بالنفسية وعقل الباطن، على طول بحلم إني بطير والحلم ده أتكرر معايا حوالي تلت مرات، ومره حلمت إن أسامة بن لادن عاوز يموتني ومد أيديه في السحاب وطلع من وسطه الشمس عشان هيحطها في المسدس بدل الرصاص هههههههه وحاجات غريبة جدا، أحلامي يوميا بالشكل ده وبقى العادي بتاعي، وآخر حاجة حلمت إني باخد حقنة مخدرات في كتفي وصحيت من النوم المكان إلي خدت فيه الحقنة بيوجعني وفضل يوجعني طول اليوم مش تهيؤات والله أنا ببقى ناسيه الموضوع أصلا يجيلي الوجع يفكرني.
أفكاري خيالية جدا جدا، أنا مستفيده منها في حاجات كتير لأنها عادة بتكون إبداعية مختلفة، بس أوقات بتزيد عن الحد وتخنقني خيالي واسع أوي وكل حاجة بألفها قصة وأتخيل مواقف جوايا بقف كتير جدا قدام المرايا وبضحك لنفسي، وأحيانا أعاكسني.
بتجيلي نوبات ضحك ماقدرش أسيطر عليها نهائي ممكن تجيلي في حصة أو في وسط ناس أغراب، أنا عاوزه أوقف الضحك ومش قادرة ممكن اكتمه للحظه بعدين انفجر تاني، متناقضة وفوضوية ومبعتره مش عارفه رأسي من رجلي، على طول بضحك والضحك بالنسبة لي بقى مرض حتى في قمة حزني وفي عز لحظات البكى بضحك بجنون (وأحيانا بقول كلام غريب أثناء البكى مش في وقته ولا في مكانه وبدون سبب، ومابعرفش بيجيلي منين) وكمان بضحك من غير ماحس بس مش ضحك هي تكون ابتسامات ممكن واسعه شوية وده اكتشفته لما اكتر من مرة يتكرر حد يسألني بتضحكي ليه... أو ألاقي الناس كل ما تبصلي تبتسم جامد الأول كنت مستغربه ومش حاطه في بالي بس بعد كده والدتي قالتلي إن أنا إلي بكون مبتسمة دايما وهما بيردو لي الابتسامة مش اكتر -الابتسامة حلوة-... بس إني ماحسش بيها هتسببلي إحراج أكيد.
بتحصلي مواقف يكون المنتظر مني إني أزعل احبس نفسي اعيط أي حاجة ب_ب والي بيحصل العكس تماما برود شديد أحيانا بيكون برود فعلا، وأوقات بيكون خارجيا فقط بآآآآآردة جدا في أوقات كتير وفي أوقات تانية بكون حساسة بجنون أقل شيء يبكيني وأقل شيء يرعبني.
أمنيتي وهدفي إني أسافر عبر الزمن وأروح زمن تاني الكل بيفتكرني بهزر أو بأفور بس ده هدفي بجد وبسعى ليه من دلوقتي وكثفت قراءة عن الموضوع ده، من وأنا صغيرة حاسه إن الموت على أبواب لحظاتي الجاية دي حالا دلوقتي أو بعد فترة بسيطة لدرجة أوقات ببقى خلاص حاسه إني بموت دلوقتي دلوقتي، أفضل مستنية إني أشوف ملايكة أو الحاجات إلي أعرف أن المحتضرين بيشوفوها، منتظره إنها تشق الحاجات إلي أنا شايفاها وتظهر لي وابدأ أتشهد ومافيش أي حاجة لا حصلت قبل ما الإحساس ده يجيلي... ولا حاجة بتحصلي بعده! هبل بهبل بقى.
دعيت ربنا كتير وأنا صغيرة إني أموت... برغم أن حياتي مش سيئة بس الإحساس إلي مسيطر عليا ومخوفني إني بحس كتير إني عاوزه أتخدر على الأقل لحد ما ييجي الموت يأخذني استغفر الله العظيم، أنا عارفه إن الحاجات دي حرام مابعرفش أنام بليل ممكن اقعد أربع ساعات بفكر أفكر أفكر أفكاري موتتني ومش بعرف أنام مش قادرة أوازن بين إن أعيش حياتين مع بعض.
بالنسبة للنوم ممكن اقعد شهر أنام كتير جدا بمعدل حوالي عشر ساعات في اليوم وشهر تاني الأربع ساعات نوم في اليوم بكملهم بالعافية غير أن نومي عموما متقطع يعني بصحى في النص كتير جدا، علاقتي بالناس (لما بيكونوا موجودين) كويسة جدا والحمد لله ربنا أنعم علي بأن الناس عادة بترتاح ليا من قبل حتى ما تكلمني أو تقرب مني وتعرفني بس أما بيعرفوني بيقولوا علي غامضة.
أوقات بحس أو بتجيلي فكرة أو اقتناع أني هقدر العب في دماغ إلي قدامي - وأحيانا أتحكم فيها - وأوصله الفكرة إلي أنا حابه أوصلها عشان أوصل لهدف معين والغريب إني بحس أن ده بيحصل فعلا أوقات لما بتعامل مع حد بتخيل إني أنا هو وماعرفش بيحصل أزاي بلاقيني زي ما يكون بفكر زيه بدماغه وبقلبه كمان يعني ببقى هو للحظات بسيطة جدا تفكيري نفسه بيتقلب وبكرر ماعرفش ده بيحصل إزاي فيلم هندي، خاطرة قرأتها، أو قصة أغنية سمعتها، شخصية شوفتها حاجات بسيطة بتأثر فيا جدا وبتشربها لفترة معينة بشكل غير عادي بعد الكمية المفجعه من الكلام إلي قولته...
أنا كويسه والحمد لله حابه بس أعرف عدم التركيز والضحك وأفلام الخيال العلمي إلي ،نا عايشه فيها دي وكل إلي قولته أمور طبيعية بسبب مراهقة أو غيره ومع الوقت هتروح ولا...؟؟؟ آه على فكرة... أنا 16 سنة.
أعتذر جدا مرة تانية على اطآآآآلة الحديث. عارفه والله إني رغاية اووووووووووي بس أول وآخر مره بجد آسفة على الوقت والمجهود إلي ضيعته ورأكم استشارات كتير أنا عارفة...
خلصوها الأول بالنسبة لي مافيش حاجة خطيرة ومش مستعجلة عالرد جزاكم الله خير.
19/04/2012
رد المستشار
ابنتي العزيزة؛
أشكرك أولا على استعمالك الموقع وأشكرك ثانيةً على صراحتك وطرحك لمرحلة من مراحل الحياة بكل صدق يعكس شخصية في طريقها إلى السير قدماً والكفاح من أجل النجاح مستقبلاً.
حياة كل إنسان أشبه بالكتب التي نراها في المكتبات العامة والخاصة، ويمكن تصنيفها كالأتي:
1- كتب تصلح للقراءة في كل زمان ومكان. إن كنت على اطلاع بأعظم كاتب قصة عربي في التاريخ الأستاذ الراحل نجيب محفوظ فلا بشك روايته عن الحرافيش وغيرها تتحدث عن الإنسان في كل عصر وسيقرأها الملايين في المستقبل. كذلك الأمر مع مسرحيات شكسبير.
2- كتب لابد من تنقيحها وإصدار الطبعة بعد الأخرى لتحسينها. الكتب الطبية على سبيل المثال لابد من تنقيحها كل بضعة أعوام وفي بعض الأحيان تكون فيها معلومات قديمة يوم صدورها.
3- كتب لا تصلح للقراءة في كل زمان ومكان وموقها في المكتبة مجرد ملء الفراغ في الرفوف.
بالطبع الكتاب الأول نادر جدا، ولن تنجب مصر نجيب محفوظ آخر. الكاتب الثالث لا وجود فعلي له وعلى هامش الحياة. أما الكتاب الثاني فهو أكثر الكتب شيوعاً وهذا هو حال الإنسان وحياته. لا بد من تطوير الفرد أخلاقياً وسلوكياً ومعرفياً.
أذا استمر الحال بك كما هو الآن فكتابك هو الثالث، ولكنك فتاة أكثر وعياً من ذلك وأظن كتابك هو الكتاب الثاني.
أنت غير مصابة بأي مرض نفسي ولا تحملين أي عقد عصابية من النوع الثقيل التي قد يكون لها تأثيراً سلبياً على شخصيتك في المستقبل. قد يقول البعض بأن تصرفاتك هي تصرفات هستيرية وهي بالفعل كذلك، ولكنك غير مصابة باضطراب الشخصية الهستيرية وإلا ما كتبت هذه الرسالة. مثل هذه السلوك شائع عند الأطفال حتى منتصف المراهقة، ولكنه لا يختفي تماما وبين الحين والآخر يتراجع الإنسان إلى مرحلة طفولية من السلوك من جراء الأزمات والصراعات الشخصية والمهنية.
الغاية من هذا السلوك هي الحصول على أكثر ما يمكن من:
1- العطف
2- انتباه الآخرين.
3- التقدير من الآخرين.
يطلق على ذلك أحياناً 3As والمقصود:
1- Affection .
2- Attention .
3- Appreciation.
بالطبع إنك تسعين لذلك دوماً وهذا حق مشروع ولكنه في عين الوقت قد يتجاوز الحد المعقول ويؤدي إلى المعاناة للفرد ومن حوله. لو راجعت نفسك الآن لاكتشفت بأنك بدأت تتذمرين من هذا السلوك وربما حان الوقت للتخلص منه.
قد يتساءل الإنسان أحياناً عن سبب هذا السلوك وأسبابه النفسية، ولكن الخوض في الأسباب لا ينفعك الآن أو مستقبلاً. الكثير يربطها بتعلق الطفل بالوالدين وغياب أحدهما فعلياً أو معنوياً من محيط الطفل. يؤدي الأخير إلى البحث عن العطف والانتباه والتقدير من الآخرين.
إن عمر الرابعة عشر هو عمر فاصل في حياة المراهقة وتبدأ كتابة كتب الحياة. يبدأ المراهق باكتشاف التوجه الدراسي والعملي له في المستقبل وعند بعض المراهقين تتم عملية تصقل مواهبهم الموسيقية والفنية. يبدأ الكثير منهم بالاستفسار عن مجالات العمل في المستقبل وفي العالم المتحضر يتم إرشاد الطلبة إلى فرص العمل الحقيقية في المجتمع. في مثل هذا العمر يمر المراهق في العالم المتحضر بدورات طوال العام تؤهله للعمل الخيري، تعلم موهبة خارج محيط المدرسة، والقيام بفعاليات تزيد من قابلية المراهق الجسدية وتنتهي بالقيام بمشروع جماعي ورحلة تنقيب على سبيل المثال.
يتم جمع التأهيل العلمي والشخصي وبعد السادسة عشر من العمر يبدأ الطالب بالتحضير الدراسي المكثف لدخول الجامعة أو التأهيل المهني العملي.
لم أقرا في رسالتك ما يشير إلى طموحك الفردي وقد حان الوقت يا ابنتي بالانتباه إلى المستقبل.
أعود الآن للخوض في مسالة الانترنت والخيال والواقع.
كل إنسان له حياة من واقع الحقيقة Real life وحياة من الخيال Fantasy life الخيال كثير في الطفولة والمراهقة وعام بعد عام يتقلص ويتم ملء الفراغ الذي يتركه بحياة من الواقع. هنا تكمن مشكلة الانترنت واستعمالها في هذا العمر. الاستعمال الصحي العلمي لها يؤدي إلى استبدال الخيال بالواقع الحقيقي بسرعة. الاستعمال الغير الصحي لها لا يؤدي إلى استبدال الواقع الحقيقي بالخيال. يمكن تشبيه موقع الإنترنت في يومنا هذا بالأقمار الاصطناعية التي توفر لنا لا عد ولا حصر له من القنوات التلفزيونية. الكثير منها تافهة لا تؤدي إلا إلى الجمود الفكري والمعرفي، والقليل منها على عكس ذلك تماما لكن في نهاية الأمر للإنسان مطلق الحرية في التقاط القنوات المناسبة من القمر الاصطناعي. عليك إذاً أن تتجنبي استعمال للأنترنت للتسلية وبناء الخيال.
في نهاية الأمر أتوقع لك تحولاً جذرياً في الحياة عاجلاً أم آجلاً.
ومن الله التوفيق.