الحب المستحيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....................
أحييكم فعلا على هذا الموقع الرائع والذي عرفته ليس من خلال الإنترنت أو أصدقاء بل من خلال كتاب بجزئيه الأول والثاني للدكتور علي إسماعيل عبد الرحمن " آلو في بيتنا ..... طبيب نفسي" وبحثت كثيرا في هذا الكتاب فلم أجد أي موضوع يقرب لموضوعي وإن كان في الشبه العام وإن وجدت فيه أن الكل يعاني من مشاكل جسدية خاصة جدا جدا وقد فوجئت بأن النوعية من هذه الامراض قد تتفشى في بلداننا العربية والإسلامية للأسف ...........
ما علينا إن سمحتم لي أن أقدم نفسي أنا شروق وهو اسم مستعار بالطبع ولكن الباقي صحيح أبلغ من العمر 22 عاما سأتمها في ديسمبر القادم في السنة النهائية من كلية........ وولدت وأعيش في مدينة ............ورجااااااااااء خاص ألا يتم نشر هذا الموضوع في الموقع أو حتى في كتاب إن كان هنالك واحد ............والآن سأصف نفسي من أربع سنوات عندما كنت أبلغ 18 عاما والسبب ستعرفونه بعد قليل كنت أرتدي نظارات وأرتدي خيمة كبيرة جدا تسمي خمارا لف ألبسوني إياها إخوتي البنات وأمي وبالطبع وافقت عليها لأني معتمدة على أختي في كل شيء من صغري وهي أكبر مني بسبع سنوات وصيدلانية وذهبت إلى مدن كثيرة وتعرف كيف تتعامل مع الناس وهي التي تكبرني مباشرة ولم أك بذات خبرة ولا قدرة على التعامل مع أي أحد لا أعرفه كالتجار وغيرهم من البائعين لعدم ثقتي أو لقلة خبرتي وقتئذ
وأنا طويلة أبلغ 170 سم وبدينة وأكره نفسي والناس والحياة وأتمنى الاختفاء ولم يك موضوع الزواج أو الحب ببالي برغم من حالتي وقتها إلا أن هناك الكثير ممن تقدموا لي وأبرزهم على الإطلاق هو ابن عمي الذي ظل لثلاثة أعوام يتقدم لي وأنا أرفض لأني أراه مجرد أخ عزيز فقط ولكنه لم يرني على هذا الحال في نظره
وحالتي هذه لم تك بهذا السوء دائما فأنا والحمد لله لدي وجه بشهادة الجميع أجمل من الجمال وهناك فكرتان مسيطرتان عندي هما الانتهاء من التعليم والهجرة خارج مصر بالرغم من يقيني من إلا يوافق أحد على الشق الثاني عندما ظهر لي من كنت أحلم به في أعمق وأجمل أحلامي وهو بالفعل أحلامي حرفيا وليس مجازيا فلقد شهدت رؤياتان قبل مقابلة حبيبي بعام بأنه ينتظرني وكنت أعتقد من أراه في المنام هو المعيد الهادىء الذي تمنيته سرا بيني وبين نفسي ولكني لم أك متيقنة لعدم وضوح الملامح إلا أن ظهر هو كان في ندوة ما من تلك الندوات التي تبدأ لعدم وجود سبب ولكن لهذه الندوة سببها الأكبر والأجمل تأثير في حياتي بأكملها ولا يمنع من وصف تأثيرها بأنها قد وضعتني في دوامة وحتى الآن لم أستطع الخروج منها لقد قابلته وتمنيته برغم أنني لا أعرف عنه شيئا ووجدت في عينيه نظرة لم أرها في أي أعين أعجبت بي أو نظرت لي قط
نظرة من ينظر ولا يرى ويتكلم ولا يعي ويسمع ولا يستمع وجالس وغير موجود في العالم ولكنه في عالم أقتحمه من أجلي ولكني قلت لنفسي ألا أكون خيالية حتى أتوهم أن شابا هكذا بالوسامة والحزم والجدية التي رأيته عليها قد يعجب بي أنا وكانت اللقاءات التي جمعت بيننا في الجمعية المشتركين بها هي الشيء الجميل الذي يجعلني أعيش في عالمي الخاص الذي صنعته لنفسي وزين هذا العالم أنه تقدم لي من خلال استئذانه لي من أحد صديقاتي المشتركين التي تكبرني وتكبره وعلمت منها أنه يريدني ولا أريد أن أوصف لكم سعادتي سعادة آتية من من المادة الخام للسعادة وفيما بعد تم الاتصال بيننا بدون وسيط وعلى نطاق محدود جدا ومنها علمت أنه يبلغ 23 عاما وقتها وهو دبلوم فني صناعة ويعمل مشرف آلات في شركة بترول في أسيوط
لا أخفي سرا بأني صُدمت بهذا وعندما أخبرت والدتي بالعريس المتقدم وليس المكالمات بالطبع لأنها لو علمت بذلك لكانت علقت رأسي على باب منزلنا فهي متربية في بيت قوانينه من المنزل إلى بيت الزوجية إلى القبر ـ بعد الشر عليها ـ ولكنها تفتحت قليلا والحمد لله ولكن ليس إلى درجة أني أقول لها أني أتكلم معه من دون علمها أو بعلمها ولم تمانع وقالت والدك لن يقبل لأنك صغيرة وأنت تعلمين ذلك فجاوبتها قائلة أعلم ولكن لا أريد سوى معرفته بذاك الشخص ويا ليتيني لم أقل هذا فُتحت النار علي وعلى الجمعية وعلى من يعملون بها فحبيبي قد ظهر أنه من عائلة يكرهها أبي ويصفها بالمجرمين وقطاع الطرق وتجار الآثار ............الخ ونحن في بلدتي نظام عائلات ولم يتم الرفض فقط بل منعي من الذهاب للجمعية وخاصة بعد سماع مكالمة تدور بيني وبينه وعللت الرفض بعدها بأنه لم يدخل البيت من بابه ومع العلم أنه قبل بدء حملة الرفض هذه قد سجل اسمه في الجامعة المفتوحة خصيصا لي وأنني قبل مصارحة أمي قد ظهرت النتيجة وتبين أنني سقطت في 4 مواد من أصل 6 ولم أقل في البيت أني سقطت إلا في 3 مواد حتى لا يكون إعصارا فيكفيني بالعاصفة التي قامت ولا أستطيع الدخول في تفاصيل كثيرة مثل عدم قدرتي على رؤية وجه أبي طول أسبوعين فأهم شيء لديه هو التعليم وخاصة أنه دبلوم فني زراعة ودخل الثانوية العامة بعد عمله وقبل زواجه من أمي وحصوله على مجموع ليدخل كلية التجارة في جامعة عين شمس وخرجنا للدنيا بعدها ليعلمنا أن أهم ما في الحياة هو التعليم ويكره من يخرج أطفاله من المدرسة لأي سبب أشد الكره ولهذا أنا علمت أن أبي سيرفضه لهذا السبب فقط أو هكذا تخيلت ولكنه لم يكتفي بالرفض في الواقع ولكنه رفض في الحياة المستقبلية بأنه قال لي حرفيا لو أخذتيه حتى بعد ما أموت هافضل غضبان عليك ليوم الدين واعتبري الموضوع ده من سابع المستحيلات وانسي الموضوع ده نهائيا
أنا عارفة أنه أبويا وأنه من حقه الرفض أو القبول وتحديد من في مصلحتي ولكنه ليس يمتلك حق أن يختار لي في حياته ومماته المهم أن بعد عدة تطورات من التعامل بيني وبين حبيبي انتهت بأن الله غير راضٍ عنا ونحن نتكلم عبر الهاتف وأكبر دليل هو أنه غير ميسر لنا هذه الزيجة والحل أن نقطع المكالمات وتم قطع المكالمات عدة مرات والرجوع إليها أكثر من الأول كمان وهذا موضوع آخر
المهم هو التغيرات التي حدثت لي وأهم هذه التغيرات هو الاهتمام بنفسي أكثر وعدم ارتداء النظارات الطبية وارتداء العدسات اللاصقة وأحدثت ثورة في نظام طعامي وعمل حمية صحية وعلى أثرها قد فقدت 16 كيلو من وزني وجسمي "اتظبط" لحد كبير وخففت من حدتي لأنه تضايق منها وخففت من عصبيتي الشديدة وقصرت الخمار قليلا ليكون كما تقول الآية القرآنية واضربن بخمرهن على جيبوهن وغيرت نفسي من أجله 180 درجة ومن عام إلا شهرين خضعت لعملية الليزك وبعد هذه التغيرات انهال عليّ العرسان من كل صوب وكأنني أصبحت موجودة فجأة وبعد مرور عام على علاقتي بحبيبي ذهبت لطبيب نفساني ليعرفني كيفية الدخول لأبي وحثه على الموافقة وإذ به يقول لي عندما دخلت عليّ قلت لنفسي لو كنت مريضة نفسية لكنت أنا مجنون رسمي أنت شابة وجميلة والحياة أمامك فلا تفقديها فيما لا يوجد به أمل وقاس ضغطي ووجده مضبوط للغاية ونصحني بمقابلة أخصائية اجتماعية بمشفى ما وإن موضوعي ليس نفسيا ولكنه اجتماعي وأعطاني دواء ليساعدني على التركيز في المذاكرة اسمه أركاليون فورت أتمنى أني أكون كتبته صح .........وأعطاني إياه خاصة وأنا على بداية الامتحانات للترم التاني للسنة اللي وقعت فيها وأنا نازلة برضه في الترم التاني ....... وأخذت الدواء وكل ما آخذه أحس أني عايزة أنام تاني دلوقتي أصحابي عارفين كلهم بموضوعي وقالوا لي نفس كلام الدكتور من قبل ما يقوله ‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
الآن أنا مواصفاتي طولي 175 ومليئة بعض الشيء وأصبح شكلي وهيئتي ساحرة جدا وألفت الأنظار من كل جهة لدي ثقة عالية جدا بالنفس وأخذ قراراتي بنفسي وهذا ما يجن والداي بسببه والآن أنا لست بحاجة لأختي في الشراء إذ أصبحت ضليعة في المعاملة مع الناس لدرجة أن دخلنا نحن الاثنتين يختار صاحب المحل التعامل معي أنا
والمشكلة بأني أريد العيش كما أحب وأختار ولا أجد من المنوال الذي أعيش فيه إمكانية تحقيق ذلك فلا يهم اختيار أبي لكلية لا أحبها ولا لجامعة لا أريد دخولها ولا لوظيفة فيما بعد لا أستريح لها ولكن أريد شريك حياة من اختياري الحر أريد كلمة حانية أن هذا القرار هو من حقي الطبيعي والشـرعي أريد كلمة زي والد صديقتي بأن قرارا كهذا سيكون هو مجرد مستشار فقط وإن لم يعجبه أحد وهي أصرت عليه سيقبله ولكن عليها تحمل العواقب ولكن كيف يقول هذا يجب التدخل في كل ما يعنيه من أولاده أو لا يعنيه وعندما نتكلم في موضوع ما أنا وأمي يدخل ويريد معرفة عما نتكلم ويقول لنا بشكل مستفز إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وفي مرة رديت وقلت إيه هو اللي إيه؟
أخي الكبير يشغل منصبا ومركزا مرموقا وهو يكبرني بـ 19 عام أبي أجبره على ترك من اختارها لأن عائلتها ليست ممن يريد أن يصاهرهم وكان عمره وقتئذ 28 عام وحتى أخي الثاني وهذا يكبرني بـ 13 عاما عندما أتم 29 عاما اختار اثنتين الأولى رفضها والدي لأنها معهد والأخرى بسبب عائلتهـا أيضا وأقسم بالله الذي يحاسبني أن العائلات جميعا المختارة محترمة ولكنه للأسف ذو نظرة استعلاء لا شفاء منها أبدا وبالطبع قد اختار لإخوتي البنات وأختي الكبيرة تم غصبها بعض الشيء على زواجها من زوجها الحالي وأختى الثانية الصيدلانية تمت الموافقة من الطرفين ..........
شخصية أبي كاسحة وللأسف يسخر من الناس الأقل شأنا في التعليم أو النسب بطريقة تثير الكره في النفوس ويسخر من والدتي نفسها لعدم إتمامها تعليمها حيث اكتفت بالابتدائية أبي يكبرني بـ 52 عاما وأمي تكبرني بـ 43 عاما وعندما حملت بي قال لها الطبيب بأن احتمالية أن الجنين أن ينزل مشوه أو متخلف عالية جدا ولكنها رفضت أن تصغي له عالمة بأن الله يملك كل شيء وتمسكت بحملها في ولكنها تقول لي في كل وقت أنها لو علمت بأني ساتعبها هكذا لكانت تخلصت مني وارتاحت وأبي يقول لي نفس الكلام عندما أفعل شيء يغضبه وأنا الآن لا أرفض العرسان فقد لجأت لحل عبقري هو شراء دبلة من الذهب الصيني وارتداءها عند الخروج لكليتي أو لمكان لا يعرفني فيه أحد من أقاربي وقد انقطع عني العرسان والحمد لله من فترة ليست بطويلة وإن كان يتقدم لي من حين لآخر شخص وسبحانه هم يرفضونه لأسباب تختلف
الآن أنا في حالة انقطاع مكالماتي مع حبيبي بما يقرب شهرين واتفقت معه على أن يكون آخر فرصة للتقدم لي القادمة وسيتم اتخاذ كل منا طريقه في الحياة مع العلم أنه تقدم لي ثلاث مرات ولكن من خلال وسيط كل مرة ولكن هذه المرة سيتقدم بنفسه خلال شهر رمضان القادم بإذن الله تعالى ..........
الآن وبعد حكايتي الطويلة أنا عايزة مقدمات أدخل بها لوالدي لأنها آخر فرصة وعلى فكرة أنا مش من النوعية المراهقة أنا شايفة في حبيبي عيوب زي ما فيه مزايا ومش قادرة أتخيل مجرد التخيل أني أكون لحد غيره وأنا عارفة أنه مش الوحيد في الكون ولكنه استثناء ومش عايزة في يوم أكره والدي عشان أتدخل في حق مش ليه وحياة متخصوهوش إذا كان هو بيحاول يحميني فالمفروض أنه يحمي نفسه الأول من كره اللي حواليه لسيطرته الغريبة وبرغم من سيطرته إلا أنه هادىء جدا وعارفة كمان أني سببت له شك كبير وفي مرة تأخرت من كام شهر ساعة واحدة فمد يده علي لأول مرة من 9 سنين والموضوع ده مهين لدرجة أن افتكاره يُبكيني
نفسي الموضوع ده يتم ومش عند في والدي بس لأني أحب حبيبي لأنه جدا مختلف وأنا أعترف بأني أعشقه لحد الثمالة ونفسي أقول لوالدي كل حاجة وأقول له أني بحبه وباحترمه ومش زعلانة أنه قطع روايتي اللي فزت بيها في مسابقة............... للشعر والأدب ولا زعلانة إنه مدخلنيش الكلية اللي اختارتها ولا زعلانة لأن اخواتي بيدخلوا في حياتي بحجة أني أصغر واحدة ومش عارفة مصلحتها ولا زعلانة لأنه أهانني بالضرب وأنا كبيرة كده ولا زعلانه أنه بيزعق فيّ قدام اخواتي بس بازعل بجد لما ألاقي أصحابي مع اللي بيختاروهم وأنا مش قادرة آخذ اختياري لأنه قال كده كفاية تحكم في اللي فات وسيبني أعيش في الجاي أنا والله اللي كان منعني أني أسيب البيت في الأيام اللي فاتت هو يقيني أنه هيعرف يجيبني وهيقتلني ساعتها لكن خلاص أنا دلوقتي كملت سن الرشد يعني مفيش قوة هتقدر ترجعني ليه تاني بس القوة اللي منعاني دلوقتي هو حبي ليه ولأمي وأني مش هاقدر أجيب لهم العار بسببي ونفسي أقول له أني بحبك وعايزة رضاك ورضا ربنا عليّ بس أنا عايزة برضه أحس أني طبيعية وعروسة أتزف من يديك ليديه وأنت تبارك لي .............يااااااااااااااااااااااااه هكذا أتخيل والعكس أعيش.
19/04/2012
رد المستشار
قصتك قديمة ومتكررة، ولكنك ما تزالين صغيرة، وبالتالي ترين جزءا من الحقيقة، وتظنين أن ما ترينه هو كل الحقيقة، والرأي الصواب، طالما هو عكس ما يرى والدك ... رمز القهر، والتسلط في حياتك كلها!!!
قصة قديمة ومكررة يغطي فيها غبار صراع الإرادات والرغبات بينك وبين والدك/ عائلتك على حقائق أخرى أهم تتعلق بأن الزواج علاقة مركبة يتداخل فيها الاجتماعي والمادي بالنفسي والشعوري، والفشل في إدارة التواصل بينكما (أنت ووالدك) يصل بالأمر إلى حافة الهاوية، فلا هو قادر على تفهم رغباتك، أو أن الزمان قد تغير، وأن التسلط الذي كان قانون الأمس لم يعد عواقب التمسك بهذا الشخص رغم معارضة أهلك!!! وهنا يكون الانقطاع!!!
إذا كنت تبحثين عن كلمة حانية أو طبطبة فأعتقد أنك أخطأت العنوان لأن ما نقدمه، أو نحاول تقديمه، هنا في موقعنا يختلف قليلا عن الحنان، أو الطبطبة!!! أو ربما يختلف كثيرا!!
المدخل السليم لإقناع والدك هو أن يعرف أن الضغط عليك ربما يفلح، بخسائر كبيرة، وربما يفشل، بخسائر أكبر!!!
وأنه بدلا من أن يفقدك معنويا في زيجة لا يراها مناسبة، من شاب في عائلة ليست ذات سمعة جيدة، فإنه – أي والدك – قد يفقدك ماديا إذا قررت الهروب من الأسرة، أو غير ذلك من ردود الأفعال على صراع الإرادات السخيف الذي نعيشه في مثل قصتك!!!
المدخل السليم هو أن يجد والدك من يقنعه أنك لن تفهمي منطقه إلا بعد حين، وأنك حين تتزوجين من هذا الشاب ربما ستعيشين الألم بدلا من السعادة التي تتصورينها، وأن أكبر عقاب لابنة لا ترى كل الصورة هو أن نتركها ببساطة لتتعلم من أخطائها التي لم تنتبه فيها من بقية الأجزاء التي كانت مغيبة عن تركيزها بسبب خمر العشق، وأحلام الصبايا، وتوقعات وهمية لا أساس لها!! وهكذا الحب في مثل بيئتك المحرومة من لقاء الناس في المجال العام بالشكل الذي يسمح باختيار وانتقاء راشد من بين الرجال المتوافرين، وليس من بين عرسان يتقدمون لأن شكلك أعجبهم، أو سمعة عائلتك، أو غير ذلك من الأوهام التي تسقط مع أول هبة ريح في علاقة المفروض أنها متينة تصمد طوال العمر!!!
أنا كتبت كثيرا عن أن الزواج قد تحول إلى كارثة في المجتمعات العربية بسبب الانغلاق الفكري، والغباء الإنساني، ومتوافر لدينا منه الكثير، وليست عندي أية طريقة لأقيس بها مستوى الرشد في اختيارك لشريك حياتك، وإلى أي مدى يخطئ أبوك في حكمه عليه، وإلى أي مدى تحرزين التوفيق أو الخلل في حكمك أنت!!! ليس عندي سوى وجهة نظرك أنت!!!
لكن والدك مخطئ بالتأكيد في ضغطه عليك، في حين يظن أنه يعاملك بما يرضي الله!!! وأنت مخطئة – حتما – حين تنشغلين بالتسلط الذي تمارسه عليك كل البيئة المحيطة بك، فيشتت تركيزك بعيدا عن أن تتبيني: هل تختارين الشخص الأفضل ليكون شريك العمر، أم أن اختيارك فيه تسرع، ونزق، ومراهقة؟!!
وطبعا ليس عندي أي بدائل أفضل من مجرد أن أقول لك كلمات أرجو أن تكون لديك فرصة كافية لتتأملي فيها بعمق!!!
الخلاصة: أكرر ما قلته وأقوله منذ سنوات من أن أي فتاة تصر على شاب بعينه، وترفض الاقتران بغيره، غالبا ما يرضخ أبوها لرغبتها، ويتركها لتتحمل مسئولية اختيارها، ولو بعد حين!!
وهذا الرضوخ يصبح أسهل عندما تنتهين من دراستك التي أرى أنك منشغلة عنها أيضا!!!
وهذا الرضوخ يقترب حين يرى اجتهاد وإصرار الشخص الذي يريدك في إرضاءه بإنهاء دراسته الجامعية هو الأخر، ولم تذكري شيئا عن المستوى الذي وصل إليه فيها!!!
لكن رضوخ الوالد ليس هو الموضع الأهم، رضوخ الوالد مسألة وقت/ وصبر، وإصرار، ولكنه ليس الأهم... بل إن رغبتك الطاغية في حصولك على ما تعتقدين أنه الأنسب لك غالبا ما تخفي وتشوشي على رشد تقييمك، وضبط معاييرك، وحسن تقديرك، وحكمة اختيارك لهذا الشخص، وأنت في النهاية فتاة بلا خبرة في الحياة، وبلا تجارب في عالم الرجال/ وتعتقدين أنك غير ذلك!!!
أنا لست في موقف والدك وتقييمه من عدمه، وبالتالي حاولت أن أكشف لك ما يغيب عنك غالبا، والطريق أمامك، إما أن يختار والدك ويتحمل المسئولية، أو تختارين أنت، وتتحملين!!! وتابعينا بأخبارك.