اكتئاب وتوتر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
اسمي حميد جابر مر على معاناتى النفسية أكثر من سنة و9 أشهر سأحاول إن شاء الله أن أوجز في كلامي، أنا الآن عندي 19 سنة وعندي 3 أخوات وأخ وأم أعيش بينهم
عندما كنت في أولى ثانوي كنت أعصي الله كثيرا جدا ثم بعد ذلك تبت وتدينت جدا فأصبحت لا أتكلم إلا في الدين فقط، ومر عليّ أكثر من سنة وكنت طوال هذه الفترة وحيدا ليس عندي إلا صديقين وأنا على هذا، ودخلت سنة 3 ثانوي فوجدت أنني لا أستطيع مصاحبة أصدقائي الجدد وأظل طوال الوقت صامتا ولا أدري لماذا فعرفت أنه من الكلام في الدين وكثرة كلامي مع نفسي فقط، فتركت الكلام في الدين ولكنني لم أستطع أن أصاحب أحدا ومن هنا بدأت معاناتي النفسية.
أنا الآن أشكو من حرقان شديد في رقبتي من الخلف وفي رأسي من الخلف لكن الحمد لله ذهب منذ أكثر من أسبوع وأحيانا أشعر بحرقان في ظهري ويدي عندما أرى أحدا يتكلم أحاول أن أركز معه في الكلام مثلما نفعل في الصلاة بالضبط لكنني قلت قدرتي على التركيز أحيانا أفكر في أشياء عادية وأخرج منها أشياء تافهة لا علاقة لها بالموضوع وأكون من موضوع صغير موضوعا كبيرا.
أشعر أنني لا أتكلم من قلبي بل أتكلم من تفكيري وذاكرتي يعني عندما أرد على أحد أتذكر كلمة في بالي فأقولها له عندما أتكلم أفكر أثناء الكلام في أكثر من شيء مما يجعلني أتعثر في الكلام أحيانا... هذا ما أتذكره الآن، وقد ذهبت إلى دكتور نفساني وقال لي أني عندي اكتئاب وتوتر شديد ووسواس قهري وكتب لي على دواء سيجمادون وفيلوزاك إلا أنني لم أشعر بالتحسن على الإطلاق بل زاد اكتئابي 100 مرة الضعف وأصبحت أفكر في الانتحار ثم ذهبت إليه مرة أخرى وكتب لي على دواء أربيبرازول وديورزاك إلا أنني لم أستخدمهم لأنني شعرت أنه يستغلني ماديا؛
ولكن الحمد لله شفاني الله أكثر من عدة مرات ولكن لا يدوم شفائي أكثر من دقيقتين تقريبا فعندما أشفى أتكلم بطلاقة جدا ولا أفكر في شيء أثناء الكلام وأسلم على الناس وأكون اجتماعيا ثم بعد ذلك أتذكر أنني شفيت فأرجع إلى مرضي وكنت أستعمل زولام منوم وكنت أشعر بتحسن كبير إلا أنني بطلته لأنني علمت أنه يسبب التعود والموت.
10/05/2012
رد المستشار
أهلا بك يا "حميد" إذن فقد كان تخميني صحيحا حين رددت على استشارتك التي وصفت فيها حالة أختك شفاها الله، وكنت قد قرأت استشارتك الخاصة بها وأجبت عليها قبل أن أقرأ هذه الاستشارة التي تحكي فيها معاناتك أنت... وهي تعبر أصدق تعبير عن حالة وسواس قهري نشط واكتئاب جسيم... وبالتالي يصبح احتمال أن أختك تعاني من وسواس قهري ديني احتمالا يكاد يصل إلى مرحلة التأكيد.
تشير في أول إفادتك إلى ذلك التزامن -والذي لابد له من معنى لا يغيب عن الحصيف- بين البدء في الالتزام بمعناه الديني المشهور وبين ظهور أولى أعراض الوسوسة أو على الأقل الوسوسة في أمور الدين عند من لم يمر بوساوس دينية من قبل، وهذا التزامن وذلك المعنى أشرنا إليها من قبل في أكثر من موضع على مجانين
فاقرأ مثلا:
الالتزام الديني والوسوسة هل من علاقة؟
مع بداية الالتزام تبدأ الوسوسة
وسواس قهري بعد الالتزام الديني
وسواس قهري بعد الالتزام الديني متابعة
الوسواس والالتزام: مزيدٌ من علامات الاستفهام
الإفادة.. في الوسوسة والالتزام والإرادة
الوسواس والالتزام الديني، هل من علاقة؟
الأفكار الشيطانية والالتزام الديني
لست قادرا على فهم العلاقة بين الكلام في الدين وعدم القدرة على اكتساب الأصدقاء؟ وأيضًا ليست علاقة الكلام مع النفس بذلك واضحة لي... إلا أن عدم قدرتك في الوقت الحالي على التركيز وطريقتك في وصف ذلك تجعلني أشك في أنك مكتئب أو أن تنهك ذهنك بإفراط من كثرة التفكير في الوساوس.
وصفك لشعورك الحالي بقولك: (أشعر أنني لا أتكلم من قلبي بل أتكلم من تفكيري وذاكرتي يعني عندما أرد على أحد أتذكر كلمة في بالي فأقولها له عندما أتكلم أفكر أثناء الكلام في أكثر من شيء مما يجعلني أتعثر في الكلام أحيانا... هذا ما أتذكره الآن) هذا الوصف لنشاطك الذهني -إن كان مستمرا وليس عارضا- لا يعني إلا احتياجك العاجل إلى تدخل علاجي يا حميد... خاصة وأنك في المرحلة الثانوية وعلى مشارف الامتحانات النهائية.
لا أظن عيبا أو خطئا في عقاقير طبيبك النفساني بقدر ما أنا متأكد من خطأ في طريقة تعامله مع حالتك يا ولدي، ولا أخفي عليك احتياجك لتغييره على الأقل مرحليا لكي تستخدم بعض العقاقير العلاجية... وإن أردت نصيحتي فأنا لا أمانع من استخدام العقارين الأخيرين فلوكستين وأريبيبرازول...... سارع يا ولدي بالحركة وفاتح أختك في حاجتك وحاجتها للطبيب النفساني...
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات.