العشق الحرام..!؟
السلام عليكم؛ في يوم من الأيام حبيت واحد معي في المدرسة وقلت له أني أحبه وطلع يبادلني الشعور!!
بديت اسولف معه وصرت أحبه جدا وهو يحبني وصرنا نسولف مع بعض بأي طريقة ممكنة لكن لا أنسى الواجب الديني لكن يقولون أن هذا العشق حرام! رغم أني أحبه ولا أستطيع أن أخرجه من تفكيري في أوقات الفراغ فقط لكن في الصلاة أنساه وأتذكر الخشوع والحياة الآخرة.
أرجو المساعدة لأنه يقول اللي بيننا حرام وهو عشق فأرجو مساعدتكم يا شباب؟ ولو كان عشق هل أستطيع تحويله إلى حب فقط حلال؟؟ وكيف؟
أرجو المساعدة
27/04/2012
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا ولدي، أنت في الثالثة عشرة من عمرك، تحيى في مجتمع لا يسمح بالاختلاط بأي شكل من الأشكال بين الشباب والفتيات، ودخولك في هذا العمر هو انطلاقة جديدة في نموك، فلقد بدأ منذ فترة قليلة في توديع الطفولة ببراءتها وبساطتها وانقيادها لكل من هو "كبير"، وبدأت في طريق الرجولة، وفيه يحدث تطورات وانقلابات هائلة بداخلك وبداخل كل من في تلك المرحلة من العمر والتي تمتد للعشرين في بعض الأحيان!، فالنمو يحدث في المشاعر وفي قوتها وشدتها، يحدث في التفكير فيراجع المراهق أفكاره ورؤيته وآراءه وآراء من حوله والآراء التي كان يرددها دون تعقل وتفكير فيها من قبل، ويحدث في المساحة الجنسية كذلك؛
حيث يبدأ خطواته في التعرف على المساحة الجنسية، مثل: معناها، أهميتها، دورها، لذّتها، أبعادها الأخرى غير الجسد، وكذلك في الإدراك، والمزاج، والعلاقات الاجتماعية ومراجعتها وضبطها..... إلخ، ولكن تلك التطورات والنمو لا يحدث بشكل مثالي، أو بشكل واعي من ناحية المراهق؛ فالانقلابات الخاصة بالنمو والتطور ورحلة النضوج قد تحدث بانفعالات لا يعرف المراهق سببها بشكل واضح، قد تُغلف بمشاعر الاكتئاب والحزن، بمشاعر صراع..... حتى في المشاعر العاطفية نجد أنها تكون حادة متقلبة عند الكثيرين، ولكن يختلف مراهق عن آخر وتعامله مع نفسه ومن حوله في رحلة النضوج على نمط التربية التي تحيط به، وعلى شكل ونوع العلاقة بينه وبين أبوه وأمه وإخوته، وعن مدى ثقافته وجيناته التي ورثها من أهله، وعن خبرات يمر بها؛
وكذلك على مناخ عام قد لا يستوعب هذا النمو الجنسي الحادث في مرحلة المراهقة، مثل وجوده في مجتمع يقف بالمرصاد لأي شكل من أشكال الاختلاط حتى وإن كان نظيفًا طاهرًا مفيدًا، أو اختلاط بشكل عام وكبير أمام مرأى ومسمع المجتمع وفي إطار الضوابط الشرعية، وهذا ما يجعل دون وعي بعض المراهقين يقومون بتحويل وصرف تلك المشاعر الطبيعية للمتاح!، والمتاح هنا هو الشباب فقط، وكلما كان المراهق شخصا متدينا يخاف الله ويطلب رضاه كلما حجم أي تصرف غير مقبول أو يغضب الله فيجد نفسه في حالة "ادعاء" للمشاعر فقط وتسميتها بأسماء يتقبلها ضميره كالحب البريء، فهل الحب البريء يجعل رجلا لا يتمكن من عدم التفكير في رجل آخر طول الوقت إلا حين يقف بين يدي الله سبحانه نظرًا لتدينه!، هل الحب الطبيعي وهو الود والتشارك والتعاون يجعل في القلب شعور بوجود شيء ما غير طبيعي يؤرقك ويؤرقه؟، ولو كنت تحب فتاة هل كنت ستغير حرفًا واحدًا مما كتبت تعبيرًا عن مشاعرك تجاهها؟
إذن الرجولة تحتم عليك أولًا أن تفهم حقيقة ما تمر به من مشاعر ارتبكت في طريقها فضلَت، كذلك أن تأخذ كلامه بجدية وأحمد الله أنك شخص متدين وأنه كان أكثر عقلانية منك فتنبه ونبهك، ثالثًا أن تقرأ في طبيعة مرحلة المراهقة لتفهم ما أنت بصدده، فتبدأ في التعامل السليم المفيد معه، وحينها ستجد أن طاقتك الغير مصرَفة في مساحات صحيحة هي الخطأ الأكبر؛ فتستفيد من طاقتك وقوتك في شحذها فيما تهواه من أمور جيدة ومفيدة وترضي الله تعالى، كالرياضة، الهوايات المتنوعة، العمل التطوعي، الترفيه، الدراسة، خلق إبداع في أمر ما تقوده وتكوِن له فريقًا مثلًا، وتعامل مع مشاعرك على أنها رغم أنها ارتبكت إلا أنها طبيعية وفطرية خلقها الله سبحانه فينا لحكم كثيرة أهمها إعمار الأرض، وأن الرجولة تتطلب منك أن تتدرب على مهارة "تأجيل الإشباع" لتشعر بقوتك في النجاح مع صعوبته.
والرجولة هي التدرب كذلك على صفات وروح الرجولة من مروءة، مسؤولية، احتواء، تخطيط، مبادرة،...الخ حتى تلتقي ذكورتك ومشاعرك مع روح وصفات الرجولة الحقة لتكون بعدها مستعدًا على المستوى الشخصي والمالي والنفسي وغيره للزواج بفتاة تشاركك حياتك وتقاسمك أحلامك، إذن الواجب الفوري الآن هو أن تقرأ وتدرك ما قلته لتبدأ في تنفيذ أدوات وآليات رحلة النضوج والرجولة، وكبح جماح علاقتك بزميلك فتدرب نفسك على الانشغال بأمور مهمة أخرى لديك كلما ألح طلب رؤيته ومقابلته في نفسك.
أن تضع خطة يومية لنفسك تكتب فيها مهام اليوم بحيث تملأ وقتك بشكل يكاد يكون كامل، وتتضمن كذلك كتابة مشاعرك أثناء تحكمك فيها كيف كانت وكيف قاومتها، ونجاحاتك في ذلك وفشلك أيضًا لمدة مثلًا أسبوع، ثم تقرأ ما دونت وستجد بنفسك تطورك الذي سيساعدك على المزيد، ولا تيأس من مرات فشلك أبدًا فهي دليل محاولاتك الجادة، وتعلم أن تستخدم مهارة التفكير المنطقي، فتحاور نفسك مثلًا.... أنا غضبان واشتاق كثيرًا لرؤيته وسماع صوته، ولكن هذا ارتباك في طريق مشاعري السليمة، مشاعري العاطفية الحمد لله موجودة، لكن لا يمكن أن تقودني فاغضب ربي وأفقد احترامي لنفسي واعتزازي برجولتي، ولكنني أتألم لبعدي عنه، ولكن ألم المعصية وألم شعوري بالوقوع فيما حرم الله سيكون أعظم وأكبر، أشعر برغبة شديدة في التواصل معه.
نعم أقاوم هذه الرغبة، وهناك بدائل لعلها تجعلني أشعر وأرى ما يفوتني بسبب ملء تلك العلاقة مساحة حياتي كلها.... وهكذا، وستجد نفسك أفضل كثيرًا بإذن الله، بقي أن أقول لك أنني لم أقل لك تدرج في الابتعاد عنه، لأن التدرج لن يحدث، فلتجعل تحكمك في تلك العلاقة هي "البروفة" الحقيقية لك لتتحكم في ذاتك ونفسك فيما سيأتي به الزمن يومًا وراء يوم، ومرحلة تلو الأخرى، فتكون مستعدًا بتمكنك من قيادة ذاتك ونفسك يا ولدي.