حيران ....
السلام عليكم ورحمة الله، لا أحب أن أطيل عليكم فأنني لا أحب الكلام الكثير، مشكلتي أنني ذهبت لأكثر من 13 طبيب نفسي وكل طبيب يشخصني تشخيص مختلف، مرة اكتئاب ومرة أخرى اكتئاب وسلبية ومرة اكتئاب ووساوس ومرة اضطرابات في الشخصية ومرة أخرى اضطرابات في التفكير، مع العلم أني ذهبت لأفضل أطباء في مصر اللي على شأن تأخذ معاد لازم تحجز قبلها ب 3 أشهر.
أخذت أدوية كثيرة ولكني لم أرتاح إلا لدواء سبراليكس وأبيليفاي ولكن لم يستمر التحسن كثيرا، فبعد شهرين فقد الدواء فاعليته وأنا لم أكن أنوي الاستمرار عليه لأنه مكلف جدا، فكتب لي الدكتور البديل المصري ولكنه لم يأتِ بجديد واستمريت معه فترة طويلة ولكن لم يأت بنتيجة، وبعدها ذهبت لدكتور آخر وكان قبل الأخير فوصف لي دواء بروثيادين وستيلاسيل وموتيفال ونيوارزين، وكانت النتيجة ممتازة، أحسست أني إنسان آخر، جريء، نشيط، اجتماعي، على عكس شخصيتي، متكلم، عندي القدرة على التحدث مع أي إنسان آخر وأحسست عندها أنني تغلبت على المرض وعرفت الطريق ولكن حدث عكس المنتظر رجعت إلى سابق عهدي مع المرض.
صدمت بعد أن خيل إلي أني تعافيت وبشكل ممتاز، ذهبت إلى الطبيب فأخبرني بأن ألغي البروثيادين والاستلاسيل والموتيفال ووصف لي إيفكسور مع الإبقاء على نيورازين، ولكن ساءت حالتي أكثر فأكثر وعندما أخبرته بذلك قالي لي استمر عليه وكان عنيفا معي فذهبت إلى دكتور آخر فشرحت له حالتي، فقال لي أنها حالة اكتئاب ثنائي القطبية فقلت له لم تأتيني حالة الهوس فأخبرني بأنني عندما تحسنت بشكل ممتاز وكنت منشرح فهذه هي اكتئاب ثنائي القطبية، ولكني قلت له أنني طيلة العشر سنوات لم تأتني حالة الهوس، ولكنه قالي لي أن دواء بروثادين وستلاستيل أدوية اكتئاب وتسبب في مثل هذه الحالات نوبة هوس، فقلت له طول سنوات الاكتئاب لم تأتني مثل هذه الحالات، فقال لي أنها تأتي مع أدوية الاكتئاب وممكن تظهر مرة واحدة،
ووصف لي دواء أولابكس وبريانيل وتناولتهم لمدة 15 يوم ومش عارف حالتي، حاسس أني مشوش ومش قادر أميز هل تحسنت أم لا وطلب مني تحليل غدة درقية ووظائف كلى ونسبة الليثيوم في الدم وعندما قرأت عن الليثيوم وعن أعراضه الجانبية طلبت منه أن يستبدله ببديل ولكنه رفض وطلب مني الاستمرار على الدواء، ولكني أحس بالعطش الشديد وكما تعلمون فأننا على وشك دخول شهر رمضان
فماذا أفعل؟؟ وهل أنا فعلاً عندي اكتئاب ثنائي القطبية ؟؟ أم لا؟ وهل أستمر بالدواء أم لا.؟؟
وشكرا
31/05/2012
رد المستشار
الأخ العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
رسالتك تشير إلى سيرة المعاناة دون التطرق إلى الأعراض التي تشكي منها ولكن ما يلفت النظر هو تنوع التشخيص من اضطرابات الشخصية مروراً بالاكتئاب ونهاية باضطراب الثناقطبي. كذلك تناولت خليطاً من العقاقير من الصعب التأكد أي منهم كانت له الفعالية في تحسن صحتك النفسية، وإن كان التحسن الذي حصل عند تناول خليط من أربعة عقاقير ربما لا علاقة له تماماً بالعقاقير وكونه تلقائياً.
سأجيب على استفسارك بصراحة آخذاً بنظر الاعتبار أن الأطباء الذين تمت استشارتهم أكثر إلماماً مني بحالتك السريرية.
1- لكي يتم تشخيص الاضطراب الثناقطبي لابد أن يعاني المريض من حالة هوس خفيف، واحدة أو أكثر. ليس هناك في رسالتك ما يشير إلى أنك أصبت بحالة هوس خفيف. على ضوء ذلك لا يمكن تشخيص هذه الحالة. بالطبع ربما أخبرت الطبيب بأعراض لم تتطرق إليها برسالتك وتوصل إلى هذا التشخيص.
2- إن الاضطرابات المزاجية أو الوجدانية تتميز بنوبات، وكل نوبة جديدة هي وظيفة تابعة للنوبة التي قبلها. تتطور الحالة نتيجة تفاعل عوامل وراثية، صفات الشخصية، عوامل بيئية، عوامل بيولوجية وفوق كل ذلك وخاصة في عصرنا هذا تعاطي مواد كيمائية منها العقاقير الطبية لفترات تطول أكثر من الفترة المطلوبة. ترى المريض يخشى التخلي من العقار وقلما تكون هناك متابعة طبية ونفسية منتظمة.
إن الحديث عن التفاعلات أعلاه يفسر هذا الارتباك في علاج الاضطرابات الوجدانية هذه الأيام حتى أصبح الإنسان يتصور أن المزاج يمكن تحويره فقط بمجرد تناول عقاقير أثبت الدراسات أنها غير فعالة في النصف من الاضطرابات الوجدانية على أقل تقدير.لاحظت من سيرتك الشخصية المختصرة أنك رجل على مقدرة عالية من الوعي والمقدرة ربما حان الوقت للانتباه إلى العوامل البيئية، تنظيم جدول أعمالك اليومي، الانتباه إلى التغذية الصحية، ممارسة الرياضة، وإقامة علاقات شخصية.
كذلك لابد من عمل مفكرة للمزاج يومية تقيم فيها المزاج من 0 إلى 10. الصفر حالة اكتئاب شديدة و 10 حالة مزاج جيدة. فوق ذلك مع وجود نشاط غير اعتيادي في الفعالية والتفكير حيث تضع رقم يتجاوز 10. البعض يعمل هذه المفكرة بأرقام أخرى ولكني أفضل هذا الترقيم لتجاوز ما يتصوره المرء أحياناً من أن تحسن المزاج هي حالة من الهوس، وهذا غير صحيح.
مشكلة الليثيوم مع العطش لا يمكن الاستهانة بها. إذا كان لابد من تناول الليثيوم فلا أنصح بالصيام. ربما هناك الكثير ممن يستمرون في الصيام مع تناوله ولكن تعاطي الليثيوم في هذه الحالة لا يخلو من الخطورة بكل معنى الكلمة والله يريد بالناس اليسر ولا يريد بهم العسر.
سأبدي رأي في حالتك استناداً إلى رسالتك. أظن أنك تعاني من اضطراب اكتئاب جزئي يتميز بكونه مزمن بعض الشيء. حاول جهد الإمكان عدم الإكثار من عدد العقاقير والاستمرار على عقار واحد أو اثنين. ربما حان الوقت إلى البحث عن معالج نفسي والكلام أحياناً يساعد في التخلص من هذا الاضطراب مع تناول العقاقير، إن تطلب الأمر ذلك. كذلك انتبه إلى العوامل البيئية والشخصية فربما يكمن الحل لمعاناتك فيها وليس في العقاقير.
وفقك الله دوماً.