مش عارف أتعامل مع الناس
أنا مش من نوع الناس اللي بيحبوا يقعدوا لوحدهم ويحبوا العزلة بس، للأسف أنا مش قادر أفهم الناس، ومش عارف أختلط معاهم، حاجات الناس بتضحك عايها مبضحكنيش، وحاجات بقولها مبضحكش، ألاقي ناس بتضحك، حاسس زي ما أكون من كوكب تاني، الموضوع ده مش جديد الموضوع، ده من وأنا عندي 4 سنين، من ساعة ما دخلت المدرسة وأنا مبليش أصحاب، قل الموضوع ده لما كبرت وخصوصا بعد سنة من الجامعة بقى إلى حد ما عندي أصحاب وإلى حد ما ساعات بعرف أتعامل مع الناس وساعات مبعرفش بقت زي نوبة مرضية ساعات تجيلي وساعات لا.
لما بحس أنها جاتلي بحس أن الموت حل سهل قوي لللي أنا حسه وبفكر في طريقة للموت، كتير بش مش في الانتحار وفي كل الحالات أنا بيبقى صعب علي أتعامل مع الناس في التجمعات الكبيرة حتى لو كلهم أصحابي وأعرفهم من زمان وحتى لما بحاول اخش في الجو ببقى عامل زي الخفي حرفيا، بتكلم محدش بيرد عليا، أو بيبصلي مش عارف دي تفرق ولا لا، بس أنا عمري ما عرفت أتخيل نفسي وسط مجموعة من الناس ولا بعرف حتى أسرح في كده، دائما مع واحد أو أتنين بالكتير.
أنتظر الإرشاد والمساعدة
ولكم كل الشكر
21/06/2012
رد المستشار
ابني العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
يمكن للإنسان أن يطرح السؤال الذي عنون استشارتك كما يلي:
لا أعرف التعامل مع الناس؟ أو يمكن أن تطرحه: الناس لا تعرف التعامل معي؟.
طرحت السؤال الأول في هذه المرحلة من الحياة وربما في المستقبل ستطرح السؤال الثاني.
الصفات الشخصية التي تُعْنَى بالاتصال الاجتماعي تتفاوت من إنسان لآخر. تكمن المشكلة بأن هناك نمطا اجتماعيا معينا في مراحل مختلفة من الحياة يكون واضحاً للإنسان والذي من خلاله يحاول تقييم شخصيته.إذا كان الإنسان شديد الثقة بنفسه تراه لا يعني بهذه القوالب الاجتماعية المصطنعة ولا يبالي إن كان له صاحبٌ أو أكثر، إن كان يهوى الموسيقى أم لا، إن كان عابثاً ومتهوراً أحياناً أم لا وغير ذلك. في نهاية الأمر يستنتج الإنسان بأن لا مفر من القبول بأن شخصيته تختلف عن بقية الناس ولكن هذا لا يعني أن بقية البشر أفضل منه وإنما ببساطة أنه يختلف عنهم بعض الشيء.
بعد ذلك لابد من التطرق إلى بعض ما ورد في رسالتك وهو:
1- تغير اتصالك الاجتماعي بعد دخول الجامعة وبدأت تختلط بأصحاب ثم تغيرت مرة ثانية واخترت العزلة.
2- هناك إشارة إلى الخوف أو الهلع الاجتماعي.
3- تكرار نوبات مرضية تشعر فيها بالقلق والاكتئاب.
4- تكرار التفكير في نهاية الحياة ولكن دون الانتحار.
هذه الأعراض الأربعة أعلاه تحتاج إلى المزيد من التفصيل وربما تشير إلى حالة من الاكتئاب أو القلق أو كلاهما. الاكتئاب يداهم الإنسان بين الحين والآخر وإن كانت النوبة لا تتجاوز الأسبوعين، فهي قد تكون مجرد تفاعل إلى ظروف اجتماعية أو مهنية أو عائلية. غير أن تكراراها كل شهرين وحتى إن كانت دون الأسبوعين في مدتها، قد تشير إلى نوبة اكتئاب وخاصة إن صاحبها ما يلي:
1- اضطراب في النوم والشهية.
2- اضطراب في التركيز.
3- تفاوت حدة الاكتئاب والميل إلى التحسن ليلاً.
4- فقدان القابلية على شعور بالبهجة في الحياة.يميل الإنسان إلى تقييم سلبي لماضيه وحاضره ومستقبله وهذا بالطبع واضح جداً في رسالتك.
إذا كان الأمر كذلك فعليك باستشارة معالج نفسي أو طبيب نفسي، وربما ما تحتاجه علاج كلامي ولا ضرر كذلك في تعاطي عقار للاكتئاب.
وفقك الله.