ممارسة الجنس خارج إطار زواج
أنا فتاة مسلمة لست متحجبة والحقيقة ليست لي ثقافة إسلامية فقط أعرف أشياء بسيطة وأقرأ كتب الفقه لكني لا أفهمها جيدا لأنني لست جيدة باللغة العربية صدفة وجدت هذا الموقع وأنا في حاجة لتواصل معاكم سوف أتزوج بعد 2 أشهر وأنا أعرف خطيبي من 5 سنوات يريد معرفة هل لي ماضي جنسي أم لا حيث كنت أنكر كل مرة أرجوكم استمعوا لقصتي وأنا باغية مساعدتكم إني خائفة أن أكون صريحة بعكس ذلك فهو يقدس التزامي وفرح كثيرا لأنه أول شخص في حياتي لا أريد خسارته فأنا كانت لي علاقة حرام أتمنى أن يغفر لي ربي فأنا نادمة.
ففي سن 17 أحبني شاب عمره 22 سنة لم أتواصل في شارع فطلب يدي من أهلي إلا أنهم رفضوا أن يتزوجني ولا حتى أن يخطبني لكي لا أنشغل عن دراستي ولأنني ما زلت صغيرة وأنا وافقت رأي والدي.
إلا أنه بعد فترة جاءت أم شاب تطلب مني أن أصادق ابنها إلى أن أكبر وبأنه وسيم وعاقل ويصلي ويحبني كثيرا وبأننا سنعيش قصة حب رائعة وسيكون زوجي في المستقبل ومن يومها أصبحت أخرج مع ابنها كان لطيفا ووثقت به ملأ كل فراغي تعودت عليه لا أعرف إن كنت أحببته حقا أم لا وفي نهاية سنة دراسية ذهبت معه إلى منزلهم بعد إلحاح أمه وسمحت لنا بالجلوس لوحدنا وبعد كلام الغرام الذي سمعته والوعود لا أعرف كيف سمحت له أن يقبلني من فمي كنت خجولة وبريئة لا أدري لماذا لم أمنعه قبلني بالعطف ثم بقوة كنت كطفلة هادئة أتهرب منه في صمت إلا أنه إستغل سكوتي بي تمادى كنت أصرخ في صمت لكن لم أقدر أن أهرب منه فأنا في بيته وفي غرفته لم أرد فضيحة !
وصار يتمادى وأنا أضعف أكثر وبعد القبل والاحتضان لامسنى في فرجي فوق ملابس داخلية حاولت الهرب منه إلا أنه أمسكني بقوة رماني على فراشه وحاول إدخال قضيبه في فتحة الشرج وفي محاولاته شعرت بآلام لم أتمالك نفسي وبكيت بصوت عالي لأنه قام بإدخاله قليلا فتركني وخاف وطلب مني أن أسامحه وبأنه كان ضعيفا أمام جمالي وحبه إلا أني التزمت الصمت ولم أنطق إلا بكلمة أريد المغادرة
وبعد هذه الحادثة بقينا نتحدث طيلة أسبوعين بالهاتف كنت في عطلة لا أستطيع نسيان ما حدث رغم أني قلت له سامحتك إلا أني نقمت عليه ذهبت إلى مصيف بمكان بعيد مع عائلتي وغيرت رقم هاتفي وقاطعته نسيته وسافرت لبلاد أخرى في أوروبا لإكمال دراستي ثم أنا متغربة استقريت بعد تخرجي لكن لم أنسَ تلك الحادثة إلى الآن وكل ما أسمع قول أو أشاهد فيديو موضوعه زنى أو جنس في حرام أبكي بشدة وحرقة وكل ما يقرب موعد زواجي أحس بندم وأفكر في أن أهاجر مرة أخرى في صمت لأني حقا لا أقدر أن أواجه
خطيبي أعرفه من فترة طويلة ولم أسمح له بأن يقبلني وكان متفهما لالتزامي لا أستطيع مصارحته وأخيب أمله
أنا نادمة كثيرا أعيش حاملة معي ذنبا اقترفته في حق نفسي يلازمني دوما تاركا حاجزا سريا بيني وبين من حولي أرجو مغفرة ربي
28/6/2012
رد المستشار
رغم أن مشكلتك الرئيسية ليست في أم ذلك الشاب السابق إلا أني أعجز أن أترك فعلتها دون أن أوضح مدى دناءتها التي قد ترجع لخلل في إدراكها وقيمها مقابل أن تسعد طفلها المدلل قليل التربية، فلقد كانت سببًا حقيقيًا لمشكلتك التي تعانين منها، بالإضافة لصغر سنك وضعف نضوجك وغياب التوجيه التربوي لك وضعف أخلاقك؛ حين الٌتفت حولك بعيدًا عن أسرتك وعن القيم الأخلاقية والاجتماعية لتستميلك وأنت في السابعة عشرة من عمرك لا تملكين سوى قلب ينبض بمشاعر لا تعرفين حتى صدقها من زيفها، للدرجة التي سمحت فيها لنفسها بأن تتركك فريسة لطفلها المدلل في غرفته رغم صياحك وبكائك.
والآن أعود لك يا ابنتي..فأنت لديك صراع بين ما حدث معك في الماضي وكونه لا يرضي الله تعالى ولا يتفق مع تكوينك الآن، وبين ظهور شاب يناسبك يتصور براءتك التامة، والحقيقة أن تلك التسمية لهذا الصراع هو الذي يكدر عليك عيشتك ويجعلك في حالة معاناة كبيرة، لذا.... من المهم جدًا أن تعرفي الأمور بشكلها الصحيح؛ لأننا كبشر نعمل بآلية محددة...تبدأ بالفكرة-المبنية على معلومة-ثم يتم ترجمة تلك الفكرة لمشاعر نشعر بها وتملأ كياننا، ثم يتم ترجمة تلك المشاعر لتصرفات، فحين تكون الفكرة خطأ، أو مغلوطة ، أو مخلوطة بتشويش، أو مغالطات ينتج عنها مشاعر تشبهها ثم تتحول لتصرفات تترجمها،
إذن أقصد أن أقول: أن علاقتك بشاب دون ارتباط شرعي وتحت سمع وبصر أهلك كان خطأ، وانسياقك لحديث والدته حتى حدث ما حدث كان خطأ، ولكن؛ لأنك بالفعل لا تعرفين كثيرًا عن دينك وعن ربي وربك الله العظيم هذا هو ما يجعلك تعيشين تلك المحنة الآن رغم مرور سنوات عليها؛ فلا يجوز لفتاة مسلمة في سنك لا تعرف تلك الأمور التي تعتبر هي أساسيات الحياة وعلى أساسها نحيا ونتصرف ونتحدى ونقاوم وننجح ونفشل؛ فالله سبحانه وتعالى "غفور"، والله تعالى "تواب"، والله تعالى "رحيم"، والله تعالى "ودود"، وكثير من المسلمين يعرفون أسمائه ولكنهم لا يدركونها فيقعون فيما وقعت فيه من معاناة الآن، والفارق بين أن نعرف، وأن ندرك فارق كبير جدًا، فحين ندرك يعني هذا...أننا نستوعب بصدق، ونشعر بهذا الأمر بالفعل، وأن نصدق ذلك، فهناك فارق كبير بين أن نعرف أن الله جل جلاله تواب، وأن نصدق ونستوعب أن الله جل جلاله تواب، فحين ندرك أنه تعالى تواب سنفرح ونحمد الله تعالى أنه تواب؛ ونتأكد تمامًا أن ندمنا على ما حدث منا، وأن إصرارنا على عدم تكراره أبدًا، سيكون الطريق لتوبة الله تعالى علينا كما علمنا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه علينا حين نريد التوبة بصدق؛ فالله تعالى غفر لامرأة كانت تعيش بأموال تحصدها من بيع جسدها للرجال؛ لأنها في لحظة إنسانية شعرت بظمأ كلب سيموت من العطش في حر شديد فسقته الماء فغفر الغفور الكريم، ولقد غفر لابن كعب حين تقاعس عن عمد ودون سبب حقيقي للحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة من الغزوات، ولقد غفر لسيدنا عمر ما كان منه من عداء للإسلام وعبادة للأوثان وشرب للخمر ووأد لبناته بإسلامه، ولكن غفر لهم ولغيرهم حين صدقوا في التوبة وقاموا بشروطها... من ندم وإصرار لعدم العودة، وكانوا قبل ذلك على إدراك وتصديق بأن الله تعالى تواب غفور،
بقي أمر آخر أخير حتى تعيدي منظومة تفكيرك للصواب وهو فكرة أن إخفائك عن خطيبك لما حدث في الماضي خداع وغش، والحقيقة.... هو أن ما حدث كان خطئًا كبيرًا يحتاج لمراجعة نفسك في عدة أمور؛ وهذا أساس كوننا بني آدميين نظل في حالة تهذيب لضعفنا وتقوية لمواطن تميزنا على طول أعمارنا، ولكن أقولها لك وبقوة: أن الله تعالى وحده هو من يغفر بصدق، وأنه تعالى وحده الذي يفتح مع عبده التائب صفحة بيضاء وكأن شيئًا لم يكن؛ فلقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، بينما "عجز" البشر عن الغفران لهذه الدرجة بجدارة، حتى لو تشدقوا بالتسامح والنسيان إلا ما ندر، فها أنت بنفسك لم تسامحي نفسك!!، وقلت للشاب السابق أنك سامحتيه ولكنك لم تستطيعي!!، فكيف تتصورين أن خطيبك سيسامحك لو قلت له مهما ألح عليك أو أغراك بتفهمه؟؟؟، ناهيك عن فخره بكونه أول شخص في حياتك ويلح في التأكد؟؟؟، فقصتك الماضية قصة بينك وبين ربك فقط، ليس لأي مخلوق كائن ما كان أن يتناولها حتى أنت!!...
فلا يجوز لك التجرؤ بأن تتصوري أن بعد ندمك وإصرارك على عدم الوقوع في مثل ما حدث في السابق لن يتوب الله عليك، وكذلك تذكري أمرا آخر مهما وهو أن حين حدث ما حدث لم يكن خطيبك موجودًا أصلًا ولم يكن له حقوق عليك لكي تتصوري الآن أن من حقه أن يعرف!!!!، هذا خلل ليس له محل من الإعراب، ناهيك عن أن العلاقة الزوجية بين الزوجين لها أساسيات مهمة لا يمكن التعامل معها بقلة نضج أو رعونة في التفكير منها "الثقة بين الزوجين"، فهذا الأساس لا يمكن العبث به، فقد يتحمل أحد الزوجين بخل، أو عصبية، أو فشل أحد الطرفين..لكن فقدان الثقة هو الانهيار، فقولي لي إذن أي استفادة ممكن تحصيلها بالاعتراف؟؟؟؟، وهل هو من يحتاج منك لتوبة؟، فالله العظيم يغفر ويتوب لمن يتوب بصدق، ولم يكن الماضي جزء من مستقبلك الآن، فلا تجعلي ما حدث سببًا لتعاستك، أو معاناتك النفسية بلا مبرر حقيقي،
كفي عن جلد ذاتك، وأظهري غضبك من حديث خطيبك عما يسميه بالماضي الجنسي بحسم، وأفهمي ما حدثتك عنه واستوعبيه، وحافظي على توبتك، وافرحي بتوبة الله عليك وبأنه منّ عليك بخطيب يناسبك ويحبك ستتزوجينه قريبًا، فالحمد لله أن الله تعالى تواب، كريم، غفور، والحمد لله على نعمة "الفَهم"... تعرفي على ديننا العظيم دون مغالاة ودون سطحية، وتعلمي اللغة العربية دون مغالاة ودون سطحية... أسعد الله أيامك وأراح قلبك.
التعليق: أشكر الدكتورة أميرة على حسن البيان، فأنا كنت منصتا لها بقلبي وعقلي.
نفع الله بكم عباده.