تغير في الشخصية عند وجود الأقارب والأخوة والتفكير بالانتحار وغيرها ..!؟
تغير شخصيتي عند لقاء أمي وأخي وأقاربي وغيرهم لدرجة أني أصبح هادئة وما أتكلم معاهم إلا نادرا إذا سألوني عن شيء
وأفكر أحيانا أن الانتحار أفضل وسيلة من الانتهاء من مشاكل أمي وأبي لدرجة كرهت أبي وما أحب أشوفه عندنا
الرجاء مساعدتي
وشكرا
27/07/2012
رد المستشار
ابنتي الحبيبة، لا يوجد في هذا الكون بكل عثراته ومشكلاته أمرًا يستحق الانتحار والموت في ظل غضب من الله تعالى، فكلمة الانتحار لابد من حذفها من قاموس حياتك، وتعالي نتكلم بشكل واقعي؛ فنحن لم نختر أبوينا؛ ولأن الله تعالى وضع منظومة للإنسان ووضح له كيف يفكر وكيف يختار وكيف يتزوج وأعطى له الحرية في التصرف والاختيار فلا يجوز أن نلوم أحد إلا أنفسنا، فمشكلات أبويك ترجع لعدم مناسبتهما لبعضهما البعض، أو لأن الزواج لم يكن في ذهنيهما إنه رسالة فيها تحديات وفيها متع، وفيه أبناء يكونا مسئولان عن سوائهم النفسي والعاطفي وغيره، وأن عليهما واجبات وفروض تربوية يجب القيام بها على أكمل وجه قدر الإمكان، وربما يكون بسبب الثقافة الاجتماعية العامة في مجتمعكم، وربما وربما، ولأن الله تعالى أراد أن يكون الأبوين في حالة عطاء لأبنائهم بشكل كبير وضع في فطرتهم حب أولادهم فلا يد لهم في ذلك، لذا أنا لن أستطيع أن أدافع عن تصرفاتهما الخطأ، أو الغير مناسبة والتي تدفعك بتهور للتفكير في جريمة الانتحار، ولكن أستطيع أن أدافع بكل قوة على حبهم لكم!، ولكنهما يحبونكم بطريقتهم الخطأ وربما الغبية، ويخافون عليكم ربما بطريقة أيضًا غبية ولكنهما يحبونكم ويخافون عليكم من داخلهم، لذا هما صاحبا عذر يمكن قبوله مع التحفظ الشديد على قصورهم التربوى والنفسى تجاهك وتجاه إخوتك، وهذه أول خطوة يجب أن تعيها يا صغيرتى، وهناك أمورًا أخرى أريد أن أقولها لك وسأكتبها لك في شكل نقاط تتدبريها؛ لأني أتوسم فيك الذكاء والإرادة:
* من الظلم أن تنظري لهما كأبوين فقط؛ لأن ذلك يجعلك في حالة ضيق مستمر من قصورهم تجاهك، ويجعلك في حالة "خرس اختياري" كما نسميه علميًا في حضرتهما، فهل نظرت لهما من قبل على أنهما إنسانان؟، هل نظرت لوالدك على أنه رجل يعاني من زوجته التي لا تفهمه ولا تريحه؟، هل نظرت لأمك على أنها أنثى وامرأة لديها احتياجات عاطفية من زوج محب ودود ولا تجد؟، كيف هي همومهما الشخصية التي لا يبوحان بها؟، كيف هي أحلامهما التي لم تتحقق؟، هناك الكثير والذي يخفى عليك ولا وربما لن تعرفيه ولكنه موجود ويؤثر في تفكيرهما وتصرفاتهما، فانظري لهما من هذا المنظور وستجدين عجبًا.
* ليس من الضروري أن يعطي الكبير الصغير، ولا أن يكون الكبير دومًا هو الصح، وهو الخبير!، فلعلك مع صغر سنك إذا قررت أن تغيري حياتك معهما أن تبدئي أنت وتمدي يديك لأبويك!؛ فلعلهما يحتاجان لشعورهما بحبك لهما، أو مشاركتهما همومهما الشخصية وليس على مستوى البيت، ولعلهما حين يجدانك على درجة عالية من الإحساس بهما والتقرب لهما يدركان قصورهما تجاهك وتجاه نفسيهما، هل فكرت أن تقومي بعمل كوب شاي لأبيك دون أن يطلب وتقولي له شعرت أنك تحتاجه؟، هل فكرت أن تناقشي والدتك في حزنها وخلافاتها لتوضحي لها أنها من الممكن أن تتحدث مع أبيك بطريقة مختلفة؟، فلتحاولي في ذلك يا ابنتي وأيضًا ستجدين عجبًا.
* كما قلت حب والديك حب فطري، ولكننا أمرنا بأن نبرهما دون أن نضغط على أنفسنا بوجوب عشقهما، أو بوجوب مجاراتهما دومًا دون رفض مهذب جدًا لا يوجد فيه حتى كلمة أوف، فالعلاقة بينك وبينهما الأولى فيها ما ذكرته من تودد وقرب ونتائجه ستكون جيدة جدًا، ولكن دون أن تتعجلي على النتائج، أو قد لا يقدر الله ذلك لقصور عندك أو عندهما وهنا عليك أن تتذكري أن الحياة ليست كلها أبويك، ولكنهما فقط جزء منها؛ وأن الله تعالى أراد منك أدوارًا لتقومي بها فلتتقنيها وتطوريها؛ فانتبهي لذاتك وهذبي ما بها بهدوء وبالعلم من خلال الاستشارات والتدريبات، والدورات، وغيره، وأسعديها بالرياضة والترفيه والعلاقات الاجتماعية المناسبة، واحفظيها بقرب جميل هادئ ومتدرج مع الله تعالى العظيم، فالحياة كبيرة جدًا فلماذا تضيقينها؟.
* الانتحار بغية الضعفاء قليلي الإيمان؛ ولقد رأينا بأم أعيننا ألف مرة ومرة بشرا كثيرين في ظروف أسوأ بكثير منا، فلا حياة رغدة، ولا تعليم، ولا شيء، بل قد نجد من يعاني من إعاقة بدنية شديدة ومع ذلك لم يرضَ لنفسه أن يكون في ذيل قائمة البشر من الضعفاء المتخاذلين، وقرروا أن ينجحوا في حياتهم ونجحوا، فلا تكوني أقل منهم يا ابنتي.
واقرئي أيضاً:
لا أستطيع التواصل مع أبي
حضرة المتهم أبي
أبي ونوبات الغضب
أنا وأخي وبخل أبي وعصبية أمي!
غشيان المحارم: أبي يتحرش بي وبأختي مشاركة
أبي يخونني مشاركة
علاقتي بأبي وأمي: بدون مشاعر
نفس اجتماعي: مراهقة Adolescence
نفسي عائلي تربوي: مشاكل أسرية Family Problems
التعليق: صحيح أن الأهل بالنهاية يحبوننا
بس أولا مو كل الأولاد باستطاعتهم تقدير ذلك
ومن ثم حتى لو قدرنا وراعينا أنهم يحبوننا هاد الشيء ما راح يفيد
النوايا الحسنة والمشاعر الجياشة من الأهل تجاه الأبناء لا تفيد إذا ما كان في تطبيق وحسن معاملة
لكن كل ما يمكننا فعله، أن ما نسمح لأخطاء الأهل ومصايبهم تتكرر معي ولا تتسلل لعقولنا إن شاء الله