أريد حلا لشخصيتي فعلا
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا أعلم من أين أبدأ ولكن حديثي اليوم هو عن اضطراب في شخصيتي أو أفكاري يسيطر على أفعالي وتحركاتي فأنا في البداية كنت أشعر أن كل مافي الأمر هو رهاب اجتماعي لأني لا أستطيع الكلام أمام الجمهور وأتلعثم وتترجف أطرافي وتزداد نبضات قلبي بشدة!! لكن الأمر والله أعلم أكبر من ذلك لأنه تعدى حدود العامة وأصبح يلازمني حتى مع أقرب الأشخاص لي،، عائلتي أمي وإخوتي كلهم يروني انطوائية وهادئة صامتة في أغلب الأحيان لا أتشارك ولا أخوض في نقاش في حديث ما... فأنا أخاف كثيرا لذلك لا أتكلم ولا أحب الشعور بأي قرب حسي كان كالأحضان وغيرها ولا معنوي كالكلام عن المشاعر والإفصاح والتعبير عنها... فأنا بكل بساطة أتهرب من كل هذا...
يستحيل أن أبادر بحل مشكلة ما أو كل أمر فيه تعاون أو مشاركة مع الآخرين هذا من جهة المبادرة يستحيل!! أما في حال الاضطرار كعرض تقديمي أو اختبار شفوي في الجامعة وما إلى ذالك فأضطر أن أقف وأتحدث ويلاحظ الجميع ارتجاف صوتي وتعرقي وتوتري الشديد... في الحقيقة أنا لدي صديقة واحدة فقط قريبة مني ونصحتني بكتابة هذه الاستشارة على موقعكم بعد ما حاولنا مرارا وتكرارا لحل المشكلة، كانت تتحدث معي وتسألني عن الأسباب محاولة إيجاد حلولا لها ولكن في كل مرة لا أتكلم ولا أستطيع التحدث إلا بردود قليلة جدا لا تعني شيء.. فلا أقول نعم أو لا.. بل أعتقد، ربما، أو أي رد لايبدي إفصاحاً!!
حاولت صديقتي مساعدتي وبحثت بالإنترنت وقالت لي أنني ربما أعاني من اضطراب الشخصية التجنبية على ما أعتقد.. فأنا أرغب بتكوين العلاقات والتحدث والمبادرة ولكن ببساطة لا أستطيع!! اليوم أتحدث ولا أعلم حقا ماذا سيكون تشخيص حالتي هل هو فعلا اضطراب في الشخصية أم مشكلة أخرى،، علما أني أكره جدا أن يقترب مني شخص أو يحضنني أو يقول لي شيئا شاعريا أي كان.. لا أشعر بهذه الأشياء ولا أحبذها،، أحب أن يكون التعبير عن الحب بالافعال والمعاملات والاهتمامات الغير مباشرة التي يتضح أن الشخص يحبني.. ولا أحب الطرق المباشرة أبدا...
في صغري من عمر السادسة تقريبا كنت عنيدة جدا وكثيرة البكاء وكنت ألازم أمي أينما ذهبت وعندما راهقت كنت أخاف كثيرا من أي تصرف أو مغامرة أخوضها لوحدي لا أتجرأ على أي شيء لوحدي وبدون علم أمي أبدا،، أما الآن لا أستطيع أن أذهب أي مكان لوحدي أحب أن يكون معي أي أحد من عائلتي أو صديقتي... غالب وقتي وحيدة..
في بداية دخولي الجامعة واجهت صعوبة في تكوين أي علاقة صداقة عادية جديدة لأن صديقتي ذهبت قسما آخر غير قسمي.. فأول سنتين كنت أجلس وحيدة أقرأ كتاب أو رواية،، وبعدها تعرفت على صديقتين معا يشبهاني قليلا من ناحية الهدوء والانطواء...
أطلت حديثي ولكن أريد تشخيصا وحلا لمشكلتي فعلا لأنها بدأت تؤثر على حياتي الاجتماعية في المنزل والخارج وفي المستقبل وظيفتي المهنية تستلزم مني أن أتخلص من هذه المشكلة فعلا..
شاكرة لكم تعاونكم..
شاكرة لكم تعاونكم..
في انتظار ردكم...
09/08/2012
رد المستشار
استشارة أولية Initial Consultation
تعريف المستخدم Identificationآنسة عمرها 22 عاماً من السعودية.التاريخ الطب النفسي Psychiatric Historyأعراض قلق يصاحبها رهاب اجتماعي لمدة أعوام عدة على أقل تقدير. أعراض القلق الجسدية عند القيام بفعالية اجتماعية أو مهنية مثل عرض تقديمي أو اختبار شفوي في الجامعة...... لا يوجد ذكر لأعراض اكتئاب، فعالية ذهانية، وسواس قهري، أو هوس.التاريخ الطبنفسي السابق Past Psychiatric Historyلا ذكر لمراجعة طبية نفسية سابقة.
التاريخ الطبي Medical Historyلا ذكر لأمراض طبية.
التاريخ العائلي Family Historyلا ذكر لأعراض القلق أو الاكتئاب في العائلة. تشير المستخدمة إلى شدة تعلقها بالأم في مرحلة الطفولة وحتى عمر ستة أعوام على أقل تقدير.الظروف الاجتماعية الحاضرة Current Social Circumstancesالآنسة موظفة في قطاع الدولة وتعيش مع الأهل.التاريخ الشخصي Personal History• الولادة – بداية التعليم Birth – Schoolingتصف الآنسة نفسها بطفلة عنيدة شديدة التعلق بالأم.• سنوات التعليم School Yearsلا ذكر لأي صعوبات تعليمية. لا ذكر لرهاب المدرسة ولا علاقات صداقة قوية متعددة أثناء المرحلة. أكملت الآنسة تعليمها الجامعي وهناك إشارة إلى أعراض القلق والرهاب الاجتماعي كما هو وارد أعلاه.• تجارب مهنية Occupational Experiencesليس هناك إشارة إلى أن القلق والرهاب الاجتماعي كان لهما تأثيرا سلبياً على الأداء المهني حتى الآن. غير أن هناك إشارة إلى الخوف من أن هذه الأعراض قد تؤثر سلبياً على الأداء المهني والذي يتطلب جهداً لا يصاحبه أعراض قلق ورهاب.• علاقات اجتماعية Social Relationsعلاقات اجتماعية محدودة ولكن رغم ذلك لديها صديقة مقربة.• استعمال المواد الكيمائية المحظورة والكحول Illicit Drug Abuse and Alcoholلا يوجد.• مشاكل مع القانون Forensic Historyلا يوجد.• الشخصية Personalityتصف الآنسة نفسها بأنها انطوائية ولديها صعوبة في الاتصال العاطفي والمعرفي مع الآخرين من الأقارب والأصدقاء. لا توجد إشارة الى اضطرابات المزاج أو التصرف العدائي تجاه الآخرين.الحالة الذهنية Mental Stateهناك إشارة إلى القلق والخوف من تأثير الأعراض على الأداء والتطور المهني. لا توجد في الرسالة إشارة إلى أعراض اكتئاب مرضي. هناك استيعاب حول ضرورة التغيير من أجل مستقبل أفضل.
التشخيص Diagnosisاضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety Disorderلا توجد أدلة كافية في الرسالة لتشخيص اضطراب الشخصية.الصياغة Formulationآنسة في بداية العقد الثالث من العمر تصف أعراض قلق في الاتصال الاجتماعي والمهني. رغم ذلك لا تزال عاملة ولكنها قلقة من احتمال تأثير هذا القلق على مستقبلها الوظيفي. السلوك يوحي برهاب اجتماعي ولكن لا توجد أعراض قلق من النوع المرضي الشديد. رغم الرهاب والقلق الاجتماعي هناك إشارة إلى وجود علاقة اجتماعية وصداقة حميمة، وطريقة طرح المشكلة تشير إلى عزم المستخدمة تجاوز محنتها وقابليتها لاستخدام وسائل دفاعية نفسية ناضجة.المخاطر Risksلا توجد أدلة على خطورة للنفس أو على الآخرين .التوصيات Recommendations• في بداية الأمر أشكرك على استعمالك الموقع وثقتك به.
• ليس هناك شك في معاناتك من أعراض قلق اجتماعي تنتج عند الاتصال مع الآخرين. رغم أن التشخيص للحالة يوحي إلى اضطراب القلق الاجتماعي ولكن هذا ليس بالضرورة حالة مرضية تستوجب العلاج النفسي وتناول عقاقير مضادة للقلق والاكتئاب.
• ليس هناك إنسان لا يعاني من أعراض قلق وربما رهاب اجتماعي حين تسلط الأضواء عليه سواء كان ذلك أثناء الاختبارات التعليمية أو عند إلقاء كلمة أمام مجموعة بشرية صغيرة كانت أو كبيرة. مع مرور الوقت وتعريض الذات لمثل هذه التجارب يصبح الشعور بالقلق أمراً طبيعياً لا يمنع الفرد من القيام بمهمته ويتحسن أداؤه المرة بعد الأخرى.
• كل ما هو مطلوب منك الآن، وأنت لا تزالين في مقتبل العمر تضعين الخطوط العريضة للمستقبل المهني، أن تتجنبي وضع هذه الأعراض في إطار مرضي. على العكس من ذلك يجب أن تتذكري دوماً بأن أدائك أمام الآخرين سيكون أفضل المرة بعد الأخرى. إن عدم الشعور بالقلق أثناء الأداء الاجتماعي يبعث على القلق أكثر من الشعور به.
• قد ينصحك البعض باستعمال عقار يخفف من أعراض القلق مثل عقار البروبرانولول Propranolol بجرع تتراوح بين 10 – 40 مغم بمعدل 3 مرات يومياً. لا أميل إلى هذا الرأي وأفضل طريقة للتخلص من القلق هو تعريض الإنسان نفسه إلى ما هو يخشاه. مع الوقت يتلاشى هذا الخوف ولا يعيق أداء الإنسان. قد يساعدك في ذلك الكلام مع معالج نفسي.
• إن شخصية الفرد وطباعه قد تكون انطوائية وتجنبية وهادئة وتميل إلى العزلة. هذا لا يعني بأن الإنسان مصاب باضطراب الشخصية، والصفات الأخيرة قد تكون طبيعية وغير مرضية. عند ما يستعمل الطبيب النفسي مصطلح اضطراب الشخصية فهذا يعني معاناة الفرد الشديدة من جراء شخصيته التي تبلورت منذ الأعوام الأولى لفترة المراهقة ومعاناة من حوله أيضاً. يكفي القول أن الطب النفسي لا يحبذ استعمال مصطلح اضطراب الشخصية وصراحة لا يلجأ إليه إلا عند فشله في مساعدة مريضه في الكثير من الأحيان.
• الكثير من المبدعين من الشباب لديهم نوع من القلق والرهاب الاجتماعي وهذا يعكس حرصهم على الكمال في الأداء بدلاً من اضطرابهم نفسياً. إن علاقتك أو تعلقك بوالدتك أثناء مرحلة الطفولة لا يعني بأنها حالة مرضية وإنما تعكس تفاعل أفراد العائلة بعضهم مع البعض الآخر. هناك من يقول بأن الطفل الأوسط أكثر ميلاً للانطواء من غيره ولكن التعلق الشديد بالأم وما نسميه أحياناً قلق الفراق Separation Anxiety ليس بغير المعروف في الصغير والكبير من الأخوة والأخوات وما يعكس إلا طريقة الاتصال ضمن النظام العائلي.
• يجب أن تضعي جانباً فكرة إصابتك باضطراب الشخصية وابدئي بالتخطيط لمواجهة التحديات المهنية والفكرية والاجتماعية ولا تقيسي صفاتك الشخصية بصفات الآخرين.
• وفقك الله دوماً.