اضطراب في الهوية الجنسية
تحية تقدير واحترام إلى إدارة الموقع وكل الاستشاريين، لا أعرف كيف سأبدأ رسالتي أو من أين ستكون البداية سأعرف بنفسي أولا فأنا شاب من ليبيا أبلغ من العمر 35 عام ولدي مشكلة هي معي منذ الطفولة. لا أعرف بالضبط هل أنا جنيت على نفسي؟ أم المحيط الذي أعيش فيه؟ أم هو القدر وإرادة الله ونعم بالله. تحاصرني الأسئلة وعلامات الاستفهام تلاحقني والسؤال الأكبر كيف سيكون مستقبلي؟؟!!
هذه المشكلة تؤرقني، تتقاذفني الأفكار ولم أجد أحدا أستأمنه على أسراري وأبوح إلى أن وجدت موقعكم صدفة فأحسست أنكم بارقة الأمل أو الضوء الخافت في نفق حياتي المظلم فقررت أن أكتب لكم وأتمنى أن تكونوا المرشد والمنقذ من ما أعانيه لن أطيل أكثر فأنا ولدت كآخر مولود في عائلتنا.... طفل يضج براءة وحيوية يجبر من حوله على حبه إلى أن وقع المحظور........ (اعتداءات جنسية متتالية حوالي الأربع أو الخمس) من أقارب أو يجب تسميتهم بوحوش فالإنسانية والآدمية بريئة منهم وهكذا لا أحد من عائلتي لاحظ شيئا وأنا لم أكمل بعد الست سنوات ربيت خلال هذه الفترة بحنان مفرط من الأم وقسوة أو شيء من التعنيف من الأب فأصبحت ملتصقا بأمي بشكل كبير
وعندما وصل عمري التسع أو العشر سنوات أصبحت أمارس العادة السرية بكثرة إلى درجة الإدمان والصورة الذهنية أثناء الممارسة هي في شكل المتلقي (سالب) ووجدت أن ميولي أنثوية ((أي أتمنى ممارسة الجنس مع رجل)) وليس أي رجل بل من يحمل صفات ذكورية وواضحة وخاصة فأصبحت أتخيل ذلك بعقلي الباطن وأختزن.
واستمرت هذه الحالة بيني وبين نفسي أرغب في ممارسة الجنس مع نوع معين من الرجال ولكن على أرض الواقع أنا في منتهى التهذيب والرقي وأخجل من أي تصرف قد يفضحني أو يجلب لي أو لعائلتي سمعة سيئة ولكن أحد أبناء عمي من الذين اعتدوا علي في طفولتي أخذ يجرني ويحاول إقناعي ولكني لم أمارس جنس كامل معه بل مجرد (قبل ومداعبات فقط) وبدون علم أي أحد فكلانا كان حريصا على السمعة وكلام الناس وكنت بعد أي لقاء بيني وبينه أشعر بالندم وعدم الرضاء على الذات المهم أني لم أمارس أي جنس كامل مع أي أحد إلا الحالة السابقة التي ذكرتها واستمرت لسنوات. حتى أنهيت الجامعة بعدها هو تزوج وأنا طويت هذه الصفحة المؤلمة.
أنا شخص متفوق في دراستي محبوب ممن حولي ولكن أحيانا تنتابني حالات من الاكتئاب. أخاف من الإقدام وخوض التجارب لا أملك الجرأة الكافية في طرح المواضيع أو الوقوف والتحدث أمام الناس أنقد نفسي بشدة لكنني الآن وأثناء دراسة الماستر تحسنت بعض الشيء وأحاول التحرر من خجلي المهم كما أشرت سابقا أصبح عمري 35 سنة والضغوط من العائلة تزداد لماذا لا تتزوج؟ حتى عندما تعرفت مؤخرا على زميلة في الدراسة أحسست أنها تريد أن تفاتحني وترغب في الارتباط لكنني أخاف وأتهرب فماذا سأقول لها وهل سأستطيع إقامة علاقة حميمة ناجحة الأسئلة وعلامات الاستفهام تتوالى وكل ذلك يؤثر على صحتي النفسية والجسمية أحاول أن أقوي إيماني أدعو وأبكي وأقول يا رب....
لا أفوت أي صيام تطوع أحاول تهذيب نفسي أعرف جيدا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نهى وحذر من تمني المسلم للموت ولكني أحيانا تعتريني وساوس فأقول ما جدوى حياتي ولما أحيا؟ عندما أحضن أحد أحفاد العائلة تفيض عيني بالدمع وأسأل نفسي هل سيأتي يوم وأحمل طفل من صلبي فأقول لو خيرت بين عمري كاملا وبين لحظة أحمل فيها طفلي لاخترت حمل طفلي ثم فليأتي الموت لا يهم أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم أخيرا هنالك من سيشاركني في هذا الحمل الذي أنوي بحمله بهذه المشكلة التي تؤرقني أتمنى منكم أن تنظروا إلى مشكلتي بكل اهتمام فأنا باختصار أحس نفسي كتائه في بحر لجي متلاطم الأمواج أتمنى أن أجد عندكم بر الأمان
ملاحظة: أنا قادم في زيارة إلى مصر الأيام القادمة إذا تطلب الأمر معالجة مباشرة (مع أصدق التحية)
مع انتظار الرد
21/09/2012
رد المستشار
استشارة نفسية علاجية Psychotherapeutic Consultation
نظرة عامة Overview : شاب في منتصف العقد الرابع من العمر تعرض لأكثر من اعتداء جنسي في الطفولة من الأقارب. كان الأب شديد القسوة ودخل في علاقة مثلية مع أحد المجرمين الذين اعتدوا عليه في مرحلة المراهقة. لم يستطع إقامة علاقة عاطفية مثلية أو غيرية بعدها ولكنه رغم ذلك نجح في تطوير شخصيته فكرياً ومهنياً ولكنه لا يزال مستمراً في البحث عن حل لتنافر يعصف به وعدم قدرته على حمل شخصية جنسية واضحة.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع متمنياً لك التوفيق دوماً.
٠ في بعض الأحيان يتم تعريف هوية من يستخدم الخدمات النفسية بكلمة واحد أو بضعة كلمات. في طرحك السليم المشحون بالألم يمكن تعريف هويتك الصحية النفسية بأنك أحد ضحايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال لا بسبب ألا وهو الجهل وغياب الوعي العائلي والاجتماعي أيام الطفولة.
٠ من جراء هذا الاعتداء على كيان الطفل في مرحلة مبكرة من الحياة ومن قبل المقربين منه، وعدم قابليته على الإفصاح عن مشاعره خوفاً من العقاب في مجتمع يتميز بإنكار وتحوير الحقيقة لمجرد الحفاظ على تقاليده، يتم إرسال الطفل للجلوس على كرسي الاكتئاب. هذا ما حدث لك وبدأت تمارس الانفلاق Splitting في تصنيف الناس من حولك.
٠ هذه الظاهرة المرضية لم يتم تجاوزها بعد دخولك مرحلة المراهقة وتضاعفت بفضل قسوة الأب وعدم وجود غير الأم الحنون التي نجحت في تعويض ما فقدته من حنان الأب ولكنها لم تكن قادرة على تلبية احتياجاتك النفسية التي من شانها مساعدة الفرد على مواجهة الأزمات والقدرة على التصدي لمن يحاول تجاوز الحدود والاعتداء عليه. متى ما حدث ذلك ومن جراء لا يستطيع الفرد إصدار هويته الإنسانية ومن ضمنها توجهه الجنسية وهويته الجنسية كذلك.
٠ هناك ما يقارب 22 نوعاً من المضاعفات النفسية لضحايا الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة والتي تعاني منها الآن هي: ميولك إلى الاكتئاب، القلق، الرهاب الاجتماعي وفقدان الثقة بنفسك على تجاوز ذكريات الماضي. رغم أنك لم تصرح عن توجهك الجنسي في الوقت الحاضر ولكن ليس هناك شك بان هويتك الجنسية غير مثلية إلى الآن. لا أظنك قادراً على حمل مثل هذه الهوية اجتماعياً ولكنك في عين الوقت لست قادراً على حمل هوية جنسية غيرية وتبين لك ذلك من خلال علاقتك بالآنسة التي تعرفت إليها.
٠ يمكن القول أنك لا تملك هوية جنسية تماماً. حمل هوية جنسية مثلية ربما أفضل من عدم حمل أي هوية جنسية، ولكن لا تقوى ولا ترغب في ذلك. ليس أمامك طريقاً تمضي فيه سوى البحث والعثور على هوية جنسية غيرية.
٠ لديك الكثير من العواطف والمشاعر المكبوتة، وأنت أيضاً على مقدرة عالية للتعبير عن مشاعرك كما هو واضح من رسالتك. من الأفضل أن تتصل بمعالج نفسي أو طبيب نفسي للحديث عن معاناتك في الماضي والحاضر من أجل حل التنافر الذي لا يزال يعبث بك إلى هذا اليوم.
٠ يجب أن تسعى إلى التخلص من رهابك الاجتماعي والخروج من العزلة التي أنت فيها. لقد دخلت مرحلة حرجة في الحياة وسيصعب عليك العثور على شبكة اجتماعية تحتويك إلا في مجال عملك وهوايتك الفكرية. في هذه المجالات لا بأس من إقامة علاقات صداقة تعتمد على الاحترام المتبادل بين الجنسين وربما سيساعدك ذلك على العثور على الهوية الجنسية الغيرية التي تبحث عنها. بعد ذلك ستجد من ترتبط بها عاطفياً وتقضي بقية عمرك معها وتتخلص من آثار الاعتداء الجنسي الذي لا تزال آثاره واضحة عليك بعد ثلاثين عاماً.
٠ وفقك الله ورعاك.
واقرأ على مجانين:
مستسلم من التحرش إلى الشذوذ مشاركة
من التحرش، للشذوذ الجنسي، للاكتئاب... للضياع
ساعدوني أنا تعبان؛ عواقب التحرش
من الأفلام الإباحية إلى الشذوذ الجنسي!!!ويتبع>>>>>>>>>: من التحرش إلى الشذوذ غير المنسجم مع الأنا م