أفتقد الإحساس بالحياة والمتعة
منذ سنة أو أكثر أصبحت منطوية على نفسي أكره المناسبات أو حتى الخروج من المنزل إلا للضرورة. حياتي جداً روتينيه من العمل إلى البيت وبالعكس لا مشاكل ولا أصحاب ولا رفيقات سوء أو خروج عن المألوف أو العادة...
لا أشرب الكحول ولكني جربت الشيشة والسيجار والتدخين للخروج من الملل والروتين.
ليس لدي علاقات مشبوهة وحياتي هادئة جداً، ولكني بيني وبين نفسي أشعر بثورة داخلية وإحساس بفقدان الحياة والجمال فى روحي وقلبي ونفسي لقد كبرت في بالي بعض القيم والعادات وبعض المسؤولية.
لست متزوجة ولكني أشعر بالتزام تام نحو أهلي وبحكم العادات والتقاليد أصبح كل ممنوع لدي مرغوب، أعيش حياة مزدوجة وأفكاري متناقضة أحب أن أعيش مثل بقية البنات كل يوم لديها رفيق ولا تشعر بالذنب ولكني تجاه هذا الموضوع بالذات لا أستطيع أن أكون خائنة أو شخصية مزدوجة أو اتكالية.
أنا أحب شخصا أخذ كل تفكيري ولا يضايقني هذا الشعور ولكنه فى الآونة الأخيرة ابتعد عني وأصبح يهملني مع أن علاقتنا كانت ولا زالت على نفس المنوال كنا نلتقي كل شهر وصرنا الآن نلتقي كل أسبوع إذا سمحت لنا الظروف والحقيقة أن ظروفي دائماً سامحة لأنني متفرغة تماماً لهذه العلاقة ولا أشعر برغبة في إنسان سواه.
أصبحت أعاني من هذا الوضع جداً لإحساسي بالحب الكبير له وهو لإ يهتم بي أبدا ولا يسأل عني ولا يتصل أبدا ولا يرسل أي مسجات ولا يرد على اتصالاتي عندما أحتاجه. أحبه جداً لدرجة أنني لا أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف معه أحتاج إليه كثيرا وأحبه أيضاً أكثر وأكثر هو معي دائماً رائع وعلاقتنا مثالية عندما نكون مع بعضنا وننسجم جداً وأكثر وأشعر بحبه لي الكبير لكن غيابه وقلة اهتمامه وإهماله لي يسبب لي الكثير من القلق والخوف من فقدانه أصبحت أشعر بالكره نحوه ونحو حياتي أفكر بالابتعاد عنه وهذا شعوري يقتلني أيضاً.
لا أشكو من تعثر المادة أو قلة رأس المال ولا أحتاج للكثير لكي أصبح جميلة فى نظره أو أن يشتهيني مثل أي رجل وامرأته.
لقد لاحظت عدة أشياء فى طبعه وهي غريبة نوعا ما، يحب ممارسة الجنس معي بالمص واللحس فقط لا غير لا يمارس معي المعاشرة الشرعية المعروفة وكم أتمنى ذلك بدون أن أطلب منه، لكني أعجز عن معرفة السبب وراء انعزاله عني وعدم رغبته بي بعد كل هذه السنوات مع أنني أحاول أن أغير بأسلوبي وطريقتي وحتى لبسي وهو يحبني ودائما يعجبه ما أفعله.
أفكاري أصبحت مقلقة ومنقارة ومزاجية وعصبية ويتملكني الخوف وعدم الجرأة أخاف من شعوري بالاضطهاد وأنه يجاملني أغلب الوقت ويتحمل تصرفاتي فقط ليتجنب المشاكل، أعيش كل وقتي في انتظاره فقط انتظاره ولا أعرف كيف حتى أخونه.
أريد الحل أشعر بالاكتئاب وبرغبة جنسية طاغية في نفسي
أتوهم المرض أحيانا والقلق يأسر أفكاري ويشوش حياتي وراحتي
أمارس العادة السيئة حيث لا أستطيع أن أشبع رغبتي مع حبيبي لأنه لايمارس الجنس معي
أود باستشارة نفسية أجد نفسي تائه ولا أعرف كيف أشرح وضعي للأصدقاء أو حتى لأهلي،
فأنا في مشكلة كبيرة أو أنني أتوهم هذا الوضع ساعدوني .
18/11/2012
رد المستشار
لكل منا ذات حقيقية وذات نتعامل بها مع الحياة والآخر، هذه الذات الخارجية تكون ذات "مزيفة" كلها حسابات وتشوهات وإنكار وهروب وغيره، فالذات الحقيقية هي تلك الذات الصغيرة التي كنا عليها في طفولتها حين كنا نستطيع أن نعبر عن حقيقة مشاعرنا بوضوح، فنبكي حين نتألم، ونعبر عن خوفنا دون خجل، ونعترف بالغيرة والغضب، وكنا نقبل الآخرين ونسمعهم ونتعايش معهم بلا ضغينة، ولكن مع حدوث إساءات لنا في التربية والتجارب التي نمر بها كإساءة النقد، والسخرية، الإهمال من الأب والأم، القسوة، السلطة والسيطرة غير الناضجة تضعف الذات الحقيقية وتبدأ في تغليف نفسها بأمور كثيرة حتى تتمكن من التعايش مع تلك الإساءات!، فتنكر مشاعرها أو تهينها؛
تسمي إظهار المشاعر فضح، أو ضعف، تكتم الغضب وتتركه يأخذ مداه ثم لا تعبر عنه بوضوح فتوجهه لنفسها، أو للآخرين بطريقة ملتوية وخبيثة، وهكذا نظل في حالة فراق يتعمق كل يوم وكل مرحلة حتى تئن الذات الحقيقية في شكل انفجاريات، أو تصرفات غير مقبولة ولا مسؤولة، فانظري كيف بدأت حديثك بأن حياتك هادئة! وكلها صراعات مع نفسك، وضميرك، وتصرفاتك، ومشاعرك، وأنك ملتزمة جدًا تجاه والديك وأسرتك ولم تتحدثي عنهم كأنهم أشباح في حياتك وليسوا فيها ولا ناقة لهم ولا جمل معك، وتقولين ليست لك علاقات مشبوهة وتسلمين جسدك لرجل لا يربطك به رابط يتقبله ربك ولا مجتمعك ولا دينك وتشكين من حرمانك الشديد معه في الرعاية والجنس الكامل!.
لا تقبلين شرب الخمر ولا المخدرات ولكنك تشربين شيشة وحشيش حتى تخرجي من مللك!، كم بعدت كثيرًا كثيرًا عن ذاتك الحقيقية، فانتبهي لها وأعيريها اهتمامك وأرفقي بها واسمعي احتياجاتها لتواجهي مشكلاتها بدلًا من التخبط والانهيار والاكتئاب الذي تغرقين فيه، فاسمعي لها وهي تئن من الإهمال الذي لا تقصد به إهمال ذلك الرجل الذي يستغل جسدك وقت احتياجه فقط ولا يحمل لك أي درجة من الاحترام ولا الحب ولا الاهتمام، ولكنها تئن من الحرمان القديم الذي جعلها تتسول المشاعر من أي أحد، فلم يهتم لأمرها أحد منذ كانت صغيرة فلا أحد يحدثها عن أحلامها، ولا همومها، ولا رغباتها فلم تكن تأخذ سوى المال والمكانة وكأنه بديل!، اسمعي لها وهي تغضب من تنازلاتك التي تعطيها مبررات مزيفة تحت اسم الحب والملل والانتظار للحظات حب وجنس مبتور، حين تبدئين في فهم ما قلته، وتسيرين لذاتك الحقيقية بتؤدة وحذر وذكاء ستتوازنين، وستجدي تناقضاتك تتهاوى، وتبدئي في حب نفسك واحترامها ورعايتها، ولا أقصد بالحب والرعاية والاحترام المعنى السطحي، ولكن حبي خصالها، وسامحيها، وأعطيها احتياجاتها فتراعيها بتطويرها وتهذيب قصورها، وتفعيل قدراتها، واحترميها باحترام أحزانها وهمومها والاعتراف بها بلًا من اللهث وراء علاقة لن تروي حرمانك، بل ستزيده، انتبهي.