الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
إخواني الأعزاء، لقد تزوجت من فتاة طيبة منذ ما يزيد عن شهرين، وأقوم بممارسة الحياة الزوجية بشكل طبيعي، وأتمتع خلالها بشكل إيجابي، والحمد لله، ولكن يؤرقني شعوري بأن زوجتي لم تأخذ حقها مني، والمتمثل -كما أعرف- بوصول النشوة، وحدوث هزة الجماع لديها، رغم أن فترة المداعبة تكون طويلة، وأحاول أن أطيلها أكثر، ولكني لم أصل بها إلى هذا الإحساس بذلك.
أفيدوني مأجورين هل أنا ظالم؟ وما هو الحل؟
ملاحظات:
* زوجتي حامل منذ شهر ونصف
* لم تصارحني بشيء، ولكنها تحاول أن تفعل كل شيء لإسعادي؛ ولذا أبحث لها عن السعادة المثلى.
* تم نشر هذه الاستشارة سابقاً على صفحة مشاكل وحلول
رد المستشار
الأخ الكريم: أهلا ومرحبا بك، ولقد سعدت بوجود شخص مثلك يعي حقوق زوجته جيدا، ويطلب المشورة في هذا الأمر رغم أنه متزوج منذ فترة قصيرة، ولا يتصرف بأنانية بعض الرجال الذين يطلبون المتعة لأنفسهم مع إغفال أي اعتبار لزوجاتهم؛ فهون عليك أخي الكريم؛ فلن تكون ظالما لزوجتك بأي حال من الأحوال وهذه نيتك، ولكن فهمك لأبعاد الموقف والظروف المحيطة بكما الآن قد يعينك على مساعدة زوجتك.
فتعال أخي الكريم نحلل الوضع الراهن بجوانبه المختلفة، ونحاول أن نوجد له الحلول العلمية:
٠ أولا تقول: إنك تزوجت من فتاة طيبة، لم تصارحك بشيء، ولكنها تفعل كل ما بوسعها لإسعادك، وكل فتاة طيبة ستكون مثل زوجتك، وخصوصا في شهور الزواج الأولى، تخجل من أن تصارح زوجها باحتياجاتها، وتتصور أن هذا التصريح مهين لها أو يسقطها من عين زوجها، وتتصور أن دورها أن تقدم لزوجها ما يسعده بغض النظر عن حقها هي واحتياجاتها، وتعتقد أنه يكفيها أن تنال الأجر والثواب من الله سبحانه؛ لأنها لم تضيع حق زوجها. ولكنها قد تعاقب لأنها رضيت بأن تظلم نفسها وتحرمها حقا من حقوقها، وظلم النفس منهي عنه كظلم الغير، حتى لو ادعت أنها حرة في أن تفعل بنفسها ما تشاء.
المشكلة تكمن في أنها بعد فترة تصاب بحالة من النفور من الممارسة الجنسية، ويصبح الأمر كأنه عادة أو أداء واجب، وهذه الممارسة الروتينية لا ترضي الزوج فضلا عن كونها لا تحقق أي متعة للزوجة، وهنا تدخل من تفعل ذلك في دائرة ظلم الزوج من حيث أرادت أن تسعده وتقدم له كل حقوقه.
أي أن رضا المرأة بظلم نفسها يؤدي بها في النهاية إلى الوقوع في المحظور الذي لم تُرده وهو ظلم زوجها. ودورك أخي الكريم أن تعتمد أسلوب المصارحة مع زوجتك، وأن تشرح لها وتعلمها ما لا تعلمه هي من فنون المتعة واللذة، أكد لها أنك ستكون أكثر سعادة لو تجاوبت معك وأرشدتك إلى ما تريده من فنون الملاعبة لتحقيق متعتها.
٠ ثانيا الذي قد يعيق استمتاع زوجتك أنها حامل الآن وفي شهورها الأولى من الحمل، والحمل كما وصفه خالقنا وبارئنا والعالم بنا: "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ"، والمرأة في هذه الظروف تشعر بالتعب الجسدي والميل للقيء المصاحب للحمل، بالإضافة إلى زيادة نسبة الالتهابات المهبلية التي تسبب ألما أثناء الجماع، وخوفها على الجنين كذلك يقلل كثيرا من قدرتها على الاستمتاع؛ حيث تتصور أن الممارسة الجنسية قد تؤثر عليه أو تضره أو قد تتسبب في حدوث الإجهاض.
ومن الواضح أن كل هذه الأمور تسبب لها القلق، ولا تجعلها تستمتع بالعلاقة الزوجية، ودورك أن توضح لها أن كل الأبحاث والدراسات قد أكدت على أن الممارسة الجنسية أثناء الحمل وفي كل شهوره لا تعتبر ضارة إلا في بعض الحالات التي يحددها الطبيب المعالج.
وعليك أيضا أن توضح لها أن من حقها أن تختار الأوقات المناسبة، وأنك لن تغضب لو اعتذرت لك بلطف؛ لأنها تشعر بالتعب والإرهاق، أو لأنها لا تجد في نفسها الاستعداد للممارسة الآن. وهذه اللفتة اللطيفة منك ستشعرها أنك تقدر أحاسيسها، ولا تطلب سعادتك ومتعتك بغض النظر عن اعتباراتها الخاصة، وأنك تقدر ما تبذله وما تتحمله من جهد وتعب من أجل أسرتكما.
وعليك أيضا أن توضح لها أن من حقها أن تصرح بأي ألم أو ضيق تشعر به، وأنه يمكنها أن تختار الأوضاع والحركات التي تناسبها. وكذلك عليكما باستشارة الطبيبة المتخصصة لو كانت تعاني من آلام بسبب الالتهابات المهبلية.
وعموما فمعظم المشاكل تنتهي في الشهور الثلاثة الثانية، وفى هذه الفترة تكون الأعضاء التناسلية أكثر استجابة للإثارة -لزيادة تدفق الدم فيها- إذا وجدت الزوج الحاذق الذي يجيد فنون الملاعبة.
٠ ثالثا: إدراكك أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل أمر لازم وضروري؛ وذلك حتى تقلل من توترك وقلقك؛ فأكثر ما يمتع المرأة في الممارسة الزوجية هو تبادل العواطف مع من تحب، وذلك بعكس الرجل الذي يستمتع أكثر بقضاء الشهوة؛ ولذلك فإن الأبحاث العلمية تؤكد على أن كثيرا من النساء لا يصلن لرعشة الشبق (ذروة المتعة عند المرأة) في كل مرات الجماع بعكس الرجل الذي يصل غالبا إلى القذف (ذروة المتعة عند الرجل)، وهناك دراسات تؤكد أن 10% (وفي دراسة أخرى 30%) من النساء قد لا يصلن إلى رعشة الشبق إطلاقا. ورغم ذلك فالنساء يستمتعن وبشدة بالممارسات العاطفية من قبلات وأحضان وكلمات الغزل واللمسات الرقيقة.
والأبحاث تؤكد أيضا أن جسد المرأة كله قابل للإثارة، ولكل امرأة مناطق أكثر حساسية؛ فادرس خريطة جسد زوجتك، وتذكر أن من أكثر نقاط الإثارة البظر (وهو الزائدة الموجودة في مقدمة عضو المرأة التناسلي والمقابل للقضيب عند الرجل) وكذلك حلمة الثدي، وسوف تثمر محاولاتك كل الخير في القريب العاجل إن شاء الله.
الأخ الكريم: لا تتعجل الأمور، وتأكد أن صبرك ودأبك وتشجيعك لزوجتك على المصارحة والتعبير عن احتياجاتها وكل جهودك في هذا الأمر لن تضيع هباء، وسوف تؤتي ثمارها بعون الله، وسوف تسعدان سويا بعلاقة مُرضية لكليكما.