خطبها.. ثم قال: لا أتزوج فتاة إنترنت!!
يسعدني أن أقدم لكم هذا الموضوع الذي شغل كل المنتديات والذي كثر فيه الهرج والمرج، فإليكم الموضوع بدون مقدمات.
جاءت إليها أمها ووجهها يتهلل بالبشر، تكاد أساريره أن تنطق فرحا، وقالت: بنيتي، لقد جاء فلان وابنه لخطبتك. ألجم الفرح الفتاة وأخرس لسانها، ونطقت عيناها ببريق السرور: الآن سيتحقق حلمي؛ أبني بيتا من السعادة، وأربي جيلا يكون قطعة مني، أربيه على ناظري، يكون عونا لي في الدنيا وذخرا لي في الآخرة، لم تبت تلك الليلة فهي لا تحتاج النوم بعد أن تحولت أحلام نومها إلى حقائق تداعب يقظتها.
وافق أبوها على الخطبة، وتمت الرؤية الشرعية، سُرَّ بها العريس، وسُرَّتْ به، وابتدأ الجميع يوزعون بطاقات الدعوة لليلة الفرح الموعودة.
ذهب العريس إلى عمله، أخبر بعض أصحابه بأنه سيتزوج ابنة فلان، بارك له الجميع، وفي اليوم التالي جاءه أحد زملائه، وقال له: الله الله أنت إذن ستتزوج الكاتبة الفلانية التي تكتب في المنتدى الفلاني؟ نظر العريس إلى زميله متعجبا عمن يتحدث؟! وما هذا الكلام؟!
قال زميله: خطيبتك كاتبة في منتدى بالاسم الفلاني؟
- وما أدراك؟ ومَنْ أعلمك؟
- أختي تعرفها وأسرت لها بذلك، وهي تكتب باسم مستعار، أتريد أن تعرف المنتدى لتشاهد مواضيع خطيبتك؟
قال العريس والعرق يتصبب: ولم لا؟ فتح الزميل المنتدى، استخرج بالبحث جميع مواضيعها، ثم بدأ الاثنان في التصفح؛ فها هي ترد على فلان، وتشكر فلانا، وتتناقش مع فلان، وتضحك من طرفة فلان، وهذا فلان يمدح ما تكتب ويثني على ما تقدم، وهي ترد عليه بالثناء والشكر.... احمرَّ وجه الخطيب، وخرج من المكتب واتصل ببيت خطيبته، وقال لأمها: هل تسمحين لي أن أكلم خطيبتي؟ قالت أمها: لا مانع، أخذت البنت الهاتف وقلبها يخفق ويداها ترتجفان تخشى من سماع الكلام المعسول، أو ألا تملك القدرة على الرد وهو يحدثها عن بيت المستقبل، لكنه فاجأها بسؤال واحد: هل أنت الكاتبة الفلانية في المنتدى الفلاني؟ قالت: نعم أنا هي، قاطع حديثها، وقال: آسف، أنا لا أتزوج فتاة إنترنت وأغلق السماعة.
حالة قد تمر يوما ما على فتى أو فتاة؛ فما موقفك بكل صدق وتجرد أنت يا أيها الرجل؟
1- أخي، ما هي نظرتك إلى فتاة الإنترنت (كما يطلق عليها)، وأقصد بها الفتاة التي تستخدم النت؟
2- هل يعني دخول الفتاة إلى الإنترنت والمنتديات خاصة ومخاطبة الجنس الآخر من خلال المواضيع والمشاركات أنها فتاة سيئة؟
3- بنظرك، هل كل فتاة تستخدم النت لا بد أن يكون لها صديق أو...؟
4- ترى ما هي بنظرك الحدود التي يجب أن تقف عندها الفتاة حتى لا يسيء استخدامها للنت أخلاقها؟
5- ما هو الخط الأحمر الذي يجب أن تقف عنده الفتاة وتقول للإنترنت: وداعا؟
6- أنت كشاب تستخدم النت وتكتب بمنتديات.. هل تسمح بمن تعول من زوجة أو أخت أو ابنة أن يستخدمن النت تحت إشرافك أو بدون إشراف أم تمنعهن؟
إخواني الأفاضل، تأكدوا أن الإجابات الصادقة لهذه الأسئلة سوف تخدم أخوات لكم بشكل كبير، فلا تترددوا بالرد عليها دون محاباة أو مجاملة، ولتضعوا أمام أعينكم مراقبة الله في كتابتكم ورأيكم.
* تم نشر هذه الاستشارة سابقاً على صفحة مشاكل وحلول
7/9/2003
رد المستشار
شكرا لك أخي الكريم على فتح هذا الموضوع الشائك الشيق، وأعتقد أن الإجابة على أسئلتك تحتاج إلى تأمل وتفكير هادئ وتدقيق، ليس استخدام الإنترنت في حد ذاته يعني شيئا، ولكنه -وبحسب مجالات هذا الاستخدام وأساليبه- يعكس تكوينا نفسيا واختيارا أخلاقيا معينا، ومما يزيد الأمر صعوبة أن الذات الافتراضية أو الإلكترونية تكون إلى حد ما مختلفة عن الذات الحقيقة أو الواقعية.
فالفتاة التي حكيت قصتها مثلا كانت تدخل بالاسم المستعار، وتنطلق بحرية تحت حجاب الإنترنت لتقول ما تريد، وبالطريقة التي تريد دون أن يعرفها أحد أو تترتب على تعليقاتها أو آرائها علاقة معينة بصاحب الرسالة أو من أطلق النكتة... إلخ. ولأنها لا تعرف تفاصيل عالم الإنترنت، وكيفية التعامل معه بحرص ورشد فقد أخبرت صديقتها بأنها فلانة (اسمها الرمزي) التي قامت بدورها بإخبار أخيها الذي أخبر صديقه؛ وبالتالي فنحن في المثال الذي تضربه لنا لسنا أمام فتاة تستخدم الإنترنت، ولكن في الحقيقة أمام فتاة لم تعرف كيف تستخدمه بحقه!!
الموضوع معقد كما ترى، وليس بسهولة ما تطرحه من تساؤلات ربما تصلح كبداية لفتح النقاش، ولكنها لا تسبر أغوار القضية من كل جوانبها، ولكن يبقى لك فضل السبق والمشاركة، ومن ناحيتي أعتقد أن هناك فارقا كبيرا بين الدخول في منتديات تحت اسم مستعار والمشاركة بالرأي أو المراسلة مع هذا النطاق العام وبين المراسلات الخاصة بين طرفين، ثم هناك المحتوى والمضمون للمراسلة، ثم هناك أشياء أخرى يضيق المجال هنا عن حصرها.
وإذا عدت معك إلى المثال الذي ضربته فإنني أرى أن قيام الفتاة بإخبار صديقتها بالاسم الرمزي لها في المنتديات والنقاشات يعكس سذاجة، وأيضا يعكس ثقة بأنها لا تقول شيئا تخجل منه. وأعجب أن خطيبها قد اتخذ من هذه النقطة ذريعة كافية لفسخ الخطبة، ولا أدري هل يمكن أن ترفض فتاة شابا لأنه يستخدم الإنترنت؟!
الإنترنت تحمل لنا إمكانيات هائلة لنتجاوز التخلف الذي نعيشه، ونتعلم الكثير مما ينبغي أن نتعلمه، ولكننا ما زلنا نستخدمه أساسا في التسلية والترفية المشروع أو المذموم، ولم نتجاوز ذلك غالبا إلى ما ينبغي أن ننطلق إليه من مهام، وبناءً على هذه الوضعية المؤسفة سيتخذ البعض موقفا من مجرد الصلة بالشبكة بدلا من الدخول في محاولة التغيير والنهضة، وأن التخلف في حقنا قدر مقدور. اللهم رحمتك بنا، وتظل أسئلتك مدخلا لنقاش صحي أشكرك على فتحه.. وسننتظر المشاركات.
ويتبع >>>>>>: لا أتزوج فتاة إنترنت : جولة مع فقه الرعب م
التعليق:
1. عاهرة. الشريفة لا تستخدم الكوبيوتر قضلا عن الإنترنت.
2. بالتأكيد سيئة. الشريفة لا تدخل المدرسة أو الجامعة ناهيك عن الإنترنت. المرأة عندما تضع
3. أكيد. كل فتاة تستخدم الإنترنت لها صديق أو "أو". الإنترنت صنعها الصهاينة للقضاء على الإسلام.
4. لا حدود. الفتاة يجب أن لا تستخدم الإنترنت بأية حال، حتى لأغراض علمية أو ثقافية.
5. نفس الجواب السابق.
6. الإنترنت من حق الرجل فقط، أما المرأة فالعياذ بالله.
أرجو من البنات أن يردن وبعنف على هذا الجاهل السخيف.