السلام عليكم
أنا تلميذة تعرفت على شاب يكبرني بـ 10 سنوات، وهو الآن يريد أن يخطبني من أسرتي، ولكني مترددة خوفًا على دراستي، مع العلم أنه وعدني بالسماح لي بالاستمرار في الدراسة، إضافة لذلك، فهذا الشاب من عائلة غير ملتزمة، مع العلم أنه أكد لي أنه عكس ذلك، كما أنه في بداية مشواره العملي، ومستواه المادي ضعيف.
أرجو منكم أن تساعدوني في أخذ موقف محدد، وجزاكم الله ألف خير.
ملاحظة: قمت بصلاة الاستخارة كثيرًا، ودائمًا كنت أراه في أحلام جميلة، فلا أدري هل أستجيب لها أم أنها من نسيج المرحلة التي أمر بها؟
* تم نشر هذه الاستشارة سابقاً على صفحة مشاكل وحلول
26/4/2001
رد المستشار
نحن نشكر فيك وعيك أن اتجهت بالاستشارة إلى صفحتنا؛ لأن ذلك يدل على رجاحة عقل، لأن الإنسان العاقل هو من إذا تعرض لموقف رأى أنه أكبر من قدراته اتجه يطلب المشورة ممن يستطيع مساعدته.... ونحن سنبدأ من حيث انتهيت في رسالتك عن حديثك عن نسيج المرحلة، ونقول لك: إن اختيار شريك الحياة في هذه المرحلة يعتبر مخاطرة كبيرة، وذلك لتميز هذه المرحلة بعدم استقرار العاطفة وتغيرها وتقبلها، وذلك لاختلاف التجارب التي ستمر بك في حياتك القادمة واختلاف وجهات نظرك في الحياة، وفي من ترتبطين به خاصة.
وذلك لأن الارتباط ليس عاطفة فقط، ولكنه عقل أيضًا، وإذا كان عقلك وأنت في هذا السن متردد في قبول هذا الشاب لعدم التزامه ولضعف إمكانياته المادية فلم التعجل خاصة وأنك ما زلت تلميذة كما تذكرين، أمامك مرحلة تعليمية طويلة سيتغير فيها عقلك، وستتغير فيها رؤيتك، وعندها تجدين نفسك ملزمة بارتباط أنت مترددة حتى في بدايته، وكم ستستمر الخطبة وكم ستطول، هذا بفرض أن أهلك سيوافقون على هذا الارتباط الطويل غير المتكافئ.
إن بعض الشباب يلجئون إلى وعد الفتيات الصغيرات بالزواج، وذلك لإظهار صدقه في العلاقة، وهو يعلم إن إمكانياته ضعيفة، ويعلم أن فتاته ما زال أمامها وقتًا طويلاً للارتباط، ويعلم أن أهلها سيرفضون، ولكنه يريد أن يظهر أمام فتاته في صورة البطل الصادق الذي لولا الظروف لارتبط بها وتزوجها، ولكنه مضطر لاستمرار العلاقة بدون ارتباط، وماذا يفعل وقد فرضت عليه الظروف ذلك.
أيتها الابنة العاقلة، إن الإنسان في الارتباط يجب أن يضع الحسابات العاطفية مع الحسابات العقلية، ولا يجعل العاطفة تسوقه إلى حيث يندم.
وبالنسبة لصلاة الاستخارة فلا علاقة لها بالأحلام الجميلة، فهي كما قلت أنت في رسالتك من طبيعة المرحلة، ولكن على الإنسان أن يحسب حساباته بطريقة جيدة ويفعل الأمور، ثم يصلي الاستخارة فيكون القرار الذي وصل إليه بحساباته هو اختيار الله له بإذن الله، وإذا شاءت إرادة الله شيئًا فيكون راضيًا به طالما أنه أوكل الله في الاختيار، هذا هو معنى الاستخارة الحقيقي، ولا علاقة له بالأحلام أو غيرها.