السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته؛
أبدأ بوصفي لعينيَّ اللتين لا تتوقفان عن البكاء؟ أو لقلبي الذي قسم، نصفه قتيل ونصفه مكبل؟ أو لأذنيِّ اللتين لا تسمعان إلا ما يذكرني به؟ أو دون أن أصف كل هذا أأختصر حالتي النفسية بقولي أن حبه قاتلي؟ وبأن حبه جعلني حمامة مجروحة؟ قطة مكسورة؟ غزالة تائهة؟ أو فراشة مقطوعة الجناحين؟
الحقيقة أنني مدمرة كشظايا الزجاج المكسور، ومهما قلت لن ينتهي الضيق الموجود في صدري فأنا أختنق، أختنق، أختنق، أرجوكم أرشدوني وحللوا لي معنى كل تصرف فأنا تائهة ولا أجد ولا أحد بجانبي، فكم أتمنى أن أجد الصدر الحنون الذي أضع عليه رأسي وأشكي وأبكي، ولكن...،
قضيتي بدأت منذ حوالي3 أو 4 سنوات، حين ختان أحد أقاربي، ذهبنا يوم قبل عملية الختان لأن أبي اشترى لقريبنا هذا كبشين ليذبحهما بسبب ختان ابنه فذهبنا لمساعدتهم في عملية الذبح والغسيل وبعض التحضيرات أتذكر يومها كانت الأجواء جد رائعة، لكن أمرا غريبا كان يحدث، أينما أذهب أجده يراقبني، أينما أذهب أجده في كل أنحاء المنزل، تساءلت أهو يطاردني؟ أو أن الصدف تصنع لنا هذا؟
إنني أتحدث عن ابن خالي هشام، بعد سويعات قليلة تأكدت من أنه حقيقة متعمد أن يلحق بي أينما أكون، وهكذا أمضيت نهار ذلك اليوم الأول، لكنني لم أقرأ أو بالأحرى لم أضع أي خلفية لتصرفاته هذه، وفي اليوم الموالي، ضاعف مراقبته لي، فأصبحت نظراته تعيق تحركي حقيقة، عموما، وفي اليوم الثاني ذهبت أختي الكبرى والكثير من عائلتي الكبرى إلى منازلهم بينما بقيت وابنة خالتي وأمي وبعض خالاتي عندهم وابن خالي هشام يقطن وعائلته مع قريبي الذي ختن ابنه ولكن في طابقين مختلفين، فقريبي ذلك في الطابق الأرضي بينما خالي في الطابق الأعلى، ولقاءنا ذاك دام ليوم آخر فقط
وخلال هذا اليوم حدثت أشياء كثيرة، لدى قريبنا ذلك حقل صغير وضعت أنا وابنة خالتي كراسي وبقينا جالسين هناك، فأصبح يتعمد المرور من هناك ويقوم بالانخفاض وكأنه يريد أخذ حصى من الأرض ولكن الحقيقة حتى يراني لأنني كنت مغطاة من الناحية العلوية بالقش وعند انخفاضه يمكن أن يراني، وبعد قيامه بالعديد من الذهاب والإياب والانخفاض، أتى أمامنا وبدأ يلاعب ابنة خالتي عن طريق الضرب ثم ذهب، بعدها دخلت أنا وابنة خالتي إلى داخل المنزل وتوجهنا مباشرة إلى عين لعملية الغسل فأتفاجأ أنه جلس مقابل لنا وبقي يحدق إلينا، وبعدها دخلنا إلى أحد الغرف فلحق بنا ثم نحن جلسنا نتفرج في التلفاز مع أبناء قريبي ذلك فجلس هشام وبدأ يلاعب ابن قريبي ذلك بقارورة الماء ثم قال له دعنا نتوقف حتى لا نؤذيها، وكنت أنا المقصودة بكلامه.
بعدها جهزنا أنفسنا للذهاب إلى منازلنا أي كل إلى منزله فتفاجأت أن خالاتي يتحدثن عن عملية ملاحقته لي، هنا تأكدت بأن كل ما كان يفعله ليس مجرد صدفة بل فعل متعمد، وذهب كل منا إلى بيته، المهم بعد ذلك الختان أصبح هشام يأتي بشكل متكرر إلى بيتنا بغير سبب معين، لكنه لا يراني لأنني لا أذهب أمامه مما أدى به إلى البقاء لوقت قصير ثم الخروج، أصبح يأتينا بشكل مستمر لكنه لا يراني، ثم قام ابن خالتي بتختين ابنه فذهبنا وذهبت كل عائلتي، المهم، وخلال الختان، كنت جالسة ألبس أحد أطفال أقربائنا حذاءه في الدرج فوجدت هشام أتى وبدأ يلاعبه، هنا ذهبت وتركتهما، وبعد ذلك الختان حدثت بعض المشاكل بين خالي أبو هشام وأمي بسبب قطعة أرض مما أدى إلى قطع العلاقة بين العائلتين نوعا ما، لكن هشام لم يتوقف عن المجيء إلى بيتنا خفية عن عائلته، وكانت أمي تنزعج كثيرا من زياراته بسبب المشاكل الموجودة بين العائلتين، مما أدى إلى تقليل هشام المجيء إلى منزلنا حتى كادت تنعدم زياراته،
بعدها قمنا بحفلة تخرجي من الثانوية وطلبت أمي من الذي ختن ابنه أن يأتي لها بـ vcd الذي يملكه، فقال لها بأنه مشغول جدا لذا سيضطر إلى بعثه مع أحد أبناء خالي أبو هشام، ثم قرر أن يبعثه مع هشام، لكننا تفاجأنا عندما أتى أنه لم يحضر لنا vcd الذي يملكه قريبنا ذلك بل آخر أحسن نوعية منه وقال هشام لأمي بأنه قد أتاني بـ vcd ، يملكه صديق له لأنه أحسن من الذي يملكه قريبنا ذلك، بعدها طلبت أمي مني أن أتعلم من هشام طريقة تشغيله، وبالفعل هذا ما طلبت منه لأتفاجأ بلطفه كما أن هناك أمرا أثار انتباهي هو أنه عندما أعطاني vcd كانت يده ترتجف لا أدري لماذا،
وبعدها جلس عندنا لوقت طويل وهو يراقب كل تحركاتي وبعد ذلك انصرف هو، لنتافجئ في يوم الغد عدم حضور عائلته إلى حفلتي مما عقد الأمور أكثر وكانت القطيعة الحقيقية بين العائلتين وقالت أمي بأنها لا تقبل ولا واحد منهم في بيتنا، كوني ابنتها الوحيدة وهم لم يأتوا ويفرحوا معها، فنحن ابنتان فقط، الكبرى ليست شقيقتي بل قامت أمي بتربيتها فقط، المهم، بعدها انقطع هشام عن زياراتنا، وفي الصائفة التي مضت أي صيف 2006 كان زفاف أختي الكبرى وهنا دعت أمي خالي أبو هشام إلى العرس وبالفعل أتت كل العائلة ومن ضمنهم عائلة خالي أبو هشام، وفي الليل نزلت لمساعدة الخدم في عملية التنظيف فوجدت أن هشام يقوم بمساعدتهم لكنني تفاجأت أنه يتجاهلني فهو لم ينظر لي ولا يتحدث لي أبدا وعندما أتحدث إليه يجيبني باختصار، تفاجأت لماذا يفعل معي هكذا، لكن هذا التجاهل لم يدم
ففي إحدى اللحظات نظر إلي ابتسم وقال لي، لقد قمنا بتخريب باب دكانكم فابتسمت وقلت له كيف كان ذلك فأجابني عن طريق خطأ، ثم انصرف، إلى بيتهم، وبعد ذلك لم نلتقي مدة شهر تقريبا، لتأتي الصدفة، ذهبنا إلى إحدى قريباتنا لنبارك لها بمناسبة ازدياد مولودة عندها، لنلتقي مع هشام وجها لوجه، فاضطر أبي إلى توقيف السيارة لإلقاء السلام عليه، وبالفعل هذا ما حدث وهنا كذلك لم ينظر لي نهائيا ولكن قبل انصرافه نظر إلي بشق عينيه فقط، وبعدها بحوالي أسبوع ذهبنا لنتجول بالسيارة فالتقينا مع أحد أقربائنا فتوقفنا لنتحدث معه بينما كانت أمي وأبي منشغلان بالتحدث إلى قريبنا ذلك كنت أنظر أنا إلى المارين من أمامنا فرأيت هشام وكانت المفاجأة الحقيقية لم يأتي ليسلم علينا، ومر وكأنه لم يرنا (لست متأكدة بأنه رآنا)
وبعد نهاية الحديث مع قريبنا ذلك أكملنا طريقنا فرأيت هشام ينتظر الحافلة ولكنه بقي ينظر إلينا، وبعد هذه الحادثة بحوالي أسبوع كذلك كنت ووالدي في مشوار فرأيت هشام مع أصدقائه وبقي يحدق إلينا، ومن ثم لم أره مدة زمنية معتبرة ولكن يوم الثالث من العيد الماضي أي عيد الفطر قررت أمي أن نذهب إلى بيت خالي أبو هشام ونحن خارجين هاتفنا عمي وقال لنا بأنه قادم ونحن ننتظر قدوم عمي دق جرس الباب فتح أبي الباب فوجده هشام، ذهبت أمي أمامه لكنني لم أذهب بعد دقائق جاء عمي وابنه، ذهبت وأمي إلى المطبخ لنحضر القهوة فتفاجأنا بدخول هشام علينا تاركا عمي، ابنه وأبي في صحن البيت،
ظنت أمي بأنه مغادر فأخبرها بأنه ليس مغادر، حدق إلي ثم قال لي "عيد مبارك" فبادلته العبارة ظل هو واقف أمام الباب وظللت أنا أجهز في القهوة وأمي كذلك، بعد إنهائي للقهوة أرادت أمي أن تقدم لهشام القهوة فقال لها بأنه لا يشربها مع العلم أنه من عشاق القهوة، وكانت في نبرة كلامه توتر، فطلبت مني أمي أن أقدم لعمي وابنه وأبي القهوة فذهبت وبعد إنهائي لعملية التقديم ذهبت وجلست في غرفتي، وبعد مدة سمعت خروج هشام، وفي ذلك المساء ذهبنا إلى بيت خالي أبو هشام في البداية لم نجد هشام مع العلم أنه يدري بذهابنا إليهم ولكن قبل صلاة المغرب بدقائق وجدنا أنه أتى توضأ وفي خروجه لاحظ قدوم أبي الذي طلب منه أن ينادينا لنغادر فأتى هشام وقال لأمي وأثناء مغادرتنا لم ينظر لي ولكن كانت نظراته مشوشة فلا أدري كيف أصفها فقد كان يحدق في أماكن مختلفة في الوقت نفسه وكان يمنع نفسه من النظر إلي فكلما جاءت عيناه باتجاهي غيرها، ومن يومها لم أره، مع العلم أن هشام لا يذهب إلى أقاربنا ولكن يأتي إلينا ولكنه أصبح لا يأتي إلينا الآن.
أرجوكم فسروا لي كل تصرف وكل حركة من حركاته، أحبه ولا أدري ما أفعله فكل ما أجيده هو الهروب عندما ألتقي به وجها لوجه وأنتم تلاحظون ذلك في جميع مواقفي، كما أن الغيرة عليه تقتلني، أرجوكم هل هو يحبني؟ لماذا يفعل معي هكذا؟ لماذا أصبح لا يأتينا؟ لماذا أصبح يتجاهلني؟ أهكذا يفعل من يحب؟
أتأسف كثيرا على الإطالة، ولكنني أردت أن أحكي لكم بالتفصيل حتى ترشدونني إلى ما يفيدني ويساعدني، أرجوكم ساعدوني وأرشدوني إلى الكيفية المثلى للتعامل، ماذا أفعل فأنا حائرة عندما أفكر به ينتابني فرح كبير ولكن فجأة تتساقط حبات مطر من عيني ليبقى الصمت والبكاء هما الحل الوحيد في نظري فأنا مشتاقة له كثيرا ولا أدري ما أفعله.
شكرا جزيلا لكم، أعانكم الله ويسر لكم ما فيه الخير،
شكرا، شكرا، شكرا .
11/12/2012
رد المستشار
الابنة العزيزة "حائرة الجزائر" ؛أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك الغالية، وعلى صدقك ودقة ملاحظتك وقدرتك على وصف سلوك فتاك -هداه الله -، حتى أنني أحطت بخبرتي علما به أكثر مما علمت أنت ربما -والله أعلمُ وأعلى- .
................................. كثيرة هي التفاصيل التي سردتها يا ابنتي، لكنها جاءت رائعة الصدق في وصف الحال وما يمكن أن يكونَ بين اثنين في بيئة تضع حواجز قاتمة مبالغٍ فيها بين الجنسين، فرغم لقائكما المتكرر وكونكما أقرباء إلا أن الصمت والهرب هما الخياران!
سمح ذلك لكلٍّ منكما أن يعيش حكايةً مع نفسه -لا أدري إن كان أي منكما أخبر بها أحدا أم لا- لكنها في الأصل انشغالٌ عاطفي من جهتك أنت بذكرٍ أحببته ولم يشغلك غيره، وبينما كنت تحملين اهتماما مفرطا به كحبيبٍ -لأنه تعمد أن ينظر لك، وأظهر ذلك للجميع، وواصل ذلك التعمد في مناسبات متتالية ومتباعدة على مضي سنوات- كان هو يتعامل معك كواحدة من الإناث اللائي يشغلنه ولست بالطبع متأكدا لكن هذا هو أغلب ظني.
أحيانا يا ابنتي يصل الحب بالمحب إلى حدود الوسوسة وأظن أن لعدم وجود أي شكل من أشكال الأنشطة الاجتماعية في حياتك دورا في ذلك، إضافة إلى نزوعك للاستغراق في التفاصيل وهو ما قد يكون ذي علاقة بالوسوسة، وعلى أي حال اقرئي :
وسواس الحب بحذافير
البراءة والحميمية: الحب الحقيقي
وجهة نظر حول الحب (مشاركة)
وأما طلبك بأن نفسر لك كل تصرفاته فلا أظن أننا نستطيع ذلك وإن استطعنا التخمين فلا أظن تخميننا سيسعدك مع الأسف لأن ما وصلنا عنه لا يجعلنا نتوقع عاطفة يحملها هو تجاهك، وإنما مجرد إعجاب ببنت جميلة ربما أو اهتمام مراهق بأنثى أي أنثى. ويمكنك أن تعرفي الفرق بين العشق والحب والإعجاب، فأقصى ما نتوقعه من تفسير لتصرفاته هو إعجاب بك بينما أنت غارقة في العشق والهوى بينك وبين نفسك!
أنصحك يا ابنتي أن تشتركي في الأنشطة الطلابية في جامعتك وأن تلتفتي لدروسك وتكفي ما استطعت عن التمادي فيما يعذبك ويرهقك التمادي فيه بلا طائل. وسامحيني يا ابنتي قدر ما يصدمك ردي هذا عليك، فأنا رغم ما قد أكون آلمتك به إنما اتقيت الله فيك؛ فهل من متابعة؟؟؟
ويتبع >>>>> : وسواس الحب في بلاد الجزائر م