حيران فأرشدوني
أما بعد, أنا شاب مغربي حاصل على شهادة جامعية عليا مند 5سنوات لست بالشخص السلبي ولله الحمد حاولت الاشتغال بأي شيء لكنني لم أجد عملا، فقررت أن أنشيء مشروعا خاصا عبارة عن روضة للأطفال وحضانة لكن المشكلة تكمن في أنني خائف من خوض غمار المغامرة.
بمعنى آخر فشل المشروع علما بأن النقود الممونة للمشروع ليست في ملكيتي، أرجو منكم إنارة طريقي هل أبدأ المشروع؟
وما هي الشروط الناجحة لنجاح المشروع؟
إشارة أخيرة أنني شخص كثير التردد، وشكرًا على الخدمات العظيمة التي تقدمونها في هذا الموقع الرائع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
17/3/2004
رد المستشار
لا ندرى على أي أساس اخترت مشروع فتح روضة للأطفال لتبدأ به حياتك العملية، حيث لم تذكر مثلا أنه مجال تخصصك الجامعي أو أن هناك إمكانيات متوفرة تجعل المشروع الأقرب للتحقيق والتنفيذ فهي مجرد فكرة هبطت على رأسك من غير أساس ولا ندرى أي مغامرة تخاف منها وأنت لا تملك نقود المشروع والمال اللازم له بأي شيء ستغامر إذن؟ وأين هو المشروع الذي سيبدأ حتى تخاف من فشله؟
إن الأماني وأحلام اليقظة لا تعتبر مشروعات ولا يخشى عليها من الفشل أو المغامرة لأنها ستظل أحلاما وأمانيٍ إذا لم يكن على أرض الواقع لها ما يؤكدها أو يسمح بتحويلها إلى حقيقة.
لقد حصلت على شهادتك الجامعية منذ خمس سنوات ولم تنجح في أن تحصل على أي عمل فهل الحل هو أن تغفل ذلك، وتنتقل إلى عمل مشروع ليست لديك أي مقومات له.
الحل هو أن تبدأ من أرض الواقع من إمكانياتك الفعلية بحيث لا يكون الأمر مجرد فكرة إذا لم يكن لديك أي إمكانيات مادية فإن سؤالك الأول هو كيف أوفر أقل مبلغ يسمح باستقلالي بعمل مشروع؟ والذي لن يكون بالضرورة هو روضة الأطفال فالسؤال الأول هو كيف أوفر المال؟ وبالتالي سيكون قبولي لأي عمل شريف للحصول على المال هو البداية لأن البعض ينتظر ما يناسب شهادته الجامعية.
ضع هذه الشهادة الآن جانبا وانزل إلى الحياة العملية لتتعلم منها وتحصل على إجادة القدرة على الإنجاز وبعدها ادرس إمكانياتك وواقع المجتمع من حولك لترى أي مشروع تبدأ وما هي إمكانات نجاحه في الواقع وعندها لن تكون مغامرا وأنت تبدأ به بل ستكون قد أخذت بالأسباب وبالتالي ستكون متوكلا على الله وعندها سيحتاج الأمر لصبر حتى تحصل على الثمار المرجوة.
وهذا يحتاج إلى زمن وهو مورد من الموارد التي يجب أن تضعها في اعتبارك وأن تفكر في مستقبلك فلن تحل مشاكلك بين يوم وليلة. التفكير الهادىء والبداية المتواضعة والتخطيط السليم المعتمد على معطيات الواقع والمثابرة والصبر ستصل بك إلى طريق النجاح في عالم الواقع وليس بالمغامرة في عالم الأحلام والأمنيات.
واقرأ أيضًا:
التردد متى يكونُ مرضيا ؟؟
الجبن والتردد .. أعد اكتشاف نفسك
التردد معناه عدم التأكد
التردد إلى متى
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.