السلام عليكم
لقد حدثت تطورات مهمة وأحب أن تحللها، وهي كما كتبتها........
اليوم هو يوم عرفة... ولكن حصلت أشياء فظيعة في البيت أستمع إليّ حتى تعرف ماذا جرى..وهكذا كانت البداية:
كانت الساعة حوالي 11عندما اتصلت بعمتي وقلت لها أني أرغب في زيارتها (لأنني كنت أشعر بالضيق) وكانت أمي على وشك الخروج في نفس الوقت. طلبت منها انتظاري لكي توصلني إلى بيت عمتي..شعرت أنها متضايقة لأنني أخرّتها عن الخروج.. قالت لي سوف أوصلك إلي طرف الشارع ومن هناك البيت قريب.. وفعلاً نزلت وبعد وقت قصير وصلت إلى بيت عمتي، كانت غاضبة لأن أمي لم توصلني إلى منزل عمتي مباشرة ولكنني سكتُ.
دكتور أنا أكتب لك الآن وفي داخلي 3هواجس
1- أن لا أكذب حتى ولو كانت الكذبة صغيرة ولهذا قلت حوالي 11وليس 11لأنني لا أذكر الوقت تحديداً.
2- ألاّ أغتاب أحداً أو أذكره بسوء، لا أدري، هناك صراع داخل نفسي بينني وبيني، لأني أريد أن أتكلم وأشرح لك ولكن لا أريد أن ارتكب خطأً في الوقت نفسه.
من الصعب فهمي المهم.. دعنا نواصل الآن.. طال مُكثي عند عمتي.. وكانت أمي قد عادت إلى البيت ولم تجدني.. اتصلت بي الساعة 4في منزل عمتي وكانت غاضبة.. لأنني أغلقت غرفتي وأخذت المفتاح معي لكي لا يعبث أحد بغرفتي في غيابي.. لم تسألني متى سأعود ولكنها أغلقت السماعة في وجهي.. بعدها ظللت واجمة لا أتكلم.. ولاحظت عمتي ذلك,,سألتني ما بك؟.. قلت لها إنني لا أرغب في أن أقضي العيد مع أهلي (أقصد في منزلي) كنت أعرف المشاكل التي تنتظرني,, وفي قرارة نفسي أنا أعرف أن أمي لا تحب أن أقضيوقتاً طويلاً عند عمتي.. على الرغم من أنه لا مشاكل واضحة بينهما. وسوف تكون غاضبة.. ولكنها لن تقول أنها غاضب’ لأنني كنت عند عمتي ولكن أي شي آخر أفعله مهما كان بسيطاً سيكون كافياً لخلق المشاكل من لا شي وهي قادرة على ذلك.. هل فهمت قصدي.. أتمنى ذلك
لنعد الآن ومضت الساعات الرابعة ال5 ال6 ال7 ال8... ولم يأت أحد لاصطحابي إلى البيت.. طلبت مني عمتي أن أقضي تلك الليلة معها وسوف تعيدني في الصباح الباكر فوافقت..رن جرس الهاتف كان أبي قال أنه أتي لا صطحابي وفعلاً عدت تلك اللية إلى المنزل وأنا كارهة.. أنا أعرف أبي فهو لا يمانع أن أقضي الليل مع عمتي ولكن أمي....
دخلتُ وكانت أمي تنتظرني... لم أتوقع أبداً أن يجري الذي جرى يا دكتور... كانت أمي متوترة وعصبية خلال النهار هذا ما عرفته فيما بعد... قالت لي أني غير مسؤولة لأنني قضيت النهار عند عمتي ولم أساعدها هي.. يعلم الله يا دكتور أنني لم أكن أدري أنهم يحتاجون إليّ في ذلك اليوم لأننا في اليوم التالي ضحينا الأُضحية وقلت في نفسيّ العمل سوف يكون في الغد (أول أيام العيد) لأننا نضحي فيه والعمل كثير وليس يوم عرفة الذي يحتاجونني فيه.. المهم أنا اعتذرت لها لكي لا أُثير غضبها لأنني كنت أظن أن هذا ليس سبب غضبها من الأساس وجرى الحديث بيني وبينها في الطابق السفلي، وأنا أعتذرت وظننت أن الموضوع انتهى عند ذلك الحد وبعدها غادرت... وأنا قمت بعد ذلك إلى غرفتي ولكنها لحقت بي.. كان الغضب يملؤها.. ضربتني وعلى فكرة ليست هذه أول مرة تضربني فيها بعد زيارة طويلة لبيت عمتي.. يبدو أن أبي كان يستمع لما يجري وجاء نظرتُ إليه تلك النظرة المشؤومة وكأنني أطلب منه النصرة على أمي
ووبخ أمي لأنها ضربتني بعد أن اعتذرتُ واعترفتُ بخطأي هل تعرف يا دكتور.. لولا أن الله قد أمر بطاعة الأبوين والأم خصوصاً لكان لي تصرف آخر تماماً مع أمي فأنا قادرة على أن أقسيّ قلبي إلى درجة قد لا تتصورها ولكنني أضغط نفسي وأصبر لربي.. لنعد تضايقت أمي من تدخُل أبي وحصلت مشادة بينهما رفع أبي يده عليها لكنه لم يضربها ازداد غضب أمي وبدأت بالصراخ وبالمناسبة يا دكتور أمي من النوع القلق.. والذي يتوتر أكثر من اللازم.. وهمّتها عالية للغاية إنها تستيقظ في كل يوم الساعة ال5فجراً.. وتتعب نفسها أكثر من اللازم مع أنها والحمد لله مرتاحة مادياً وباستطاعتها أن تريح نفسها ولكن أبي أكرم منها بكثير، أنا أظن أنني ورثتُ عنها عادة القلق الشديد. لا تتصور يا دكتور كمية القلق الذي أشعر به قبل كل امتحان مع أنني والحمد لله من المتفوقين دراسياً و كنت أدعو ربي أن لا يورثني طبع أمي
لنعد الآن بعدها وقفت أنا بينهما واحتضنتُ أبي لكي أفصل بينهما.. كان أبي الذي يهمني. أبي يا دكتور مريض بالضغط وهو كبير السن ولابد أنك تعرف أن الانفعالات ليست في صالح مرضى الضغط أبداً.. صحبته إلى غرفته لحقت بنا أمي وكانت هائجة..... لا أعرف كيف أقولها لك ولكنني أريد منك أن تحلل لي حالة أمي يا دكتور فهي تنفعل بطريقة غريبة.. وتضرب الأرض.. وتتقلب على الأرض وتصرخ للحظة شعرنا بالشفقة عليها. تخيل هل من المعقول أن ينفعل شخص كل هذا الانفعال لسبب تافه؟؟
هددت بترك البيت وقالت أنها ذاهبة للإقامة في أي فندق لأن أبي أغضبها قالت أنها قبلت اعتذاري ولكنها غاضبة من أبي لأنه يحرّضني عليها بما يفعل.. كانت الساعة وقتها قد تجاوزت ال10ليلاً أنّبتها أختي الكبرى وقالت لها هذا الكلام لا يجوز.. وأن هذه فضايح ونحنا معنا ضيوف في البيت.. للحظة ظننت أن أمي سوف تترك المنزل فعلاً.. حتى أن الخادمة سمعت صوت الصراخ وسألتني في اليوم التالي عما جرى!!!
شعرت أنني سبب المشكلة كلها لأسباب عديدة يا دكتور فأنا التي تأخرت في منزل عمتي وأنا التي طلبت نصرة أبي بنظراتي وأنا وأنا...... أنا شريرة فعلاً بعد أن هدأت أمي قليلاً جلسنا أنا وأختي نتكلم وتكلمنا في أمور كثيرة.. كانت فرصة طيبة لتحسن العلاقة بيني وبين أختي.. لقد أحببنا أبي منذ أن كنّا صغاراّ مع أن أمي ليست امرأة سيئة ولكن أبي أكرم خلقاً منها وهذا أمر نحن نعرفه
وفي اليوم التالي أنه صبح العيد ويفترض بي أن أكون سعيدة.. كان أول ما فعلته منذ أن فتّحتُ عيناي هو البكاء فقد مر شريط الأحداث في الليلة الماضية في رأسي.. شعرت بالحزن والكآبة حتى العيد الماضي كنت أبكي في أول يوم فيه لأن أمي زعّلتني في مسألة أخرى.. كانت الخادمة عند باب غرفتي ولربما توقعت أن ترى فتاة تلبس ملابس العيد وهي تبتسم وتتزين ولكنني أظنها فوجئت بغير ذلك... المسكينة... عدتُ بعدها لفراشي واندسست تحته لعلي أنام مجدداً وأنسى ولكن بعدها شيئاً فشيء تغير الحال.. جاءت أمي وقالت لي أنها تصالحت مع أبي وأنه لا مشاكل بينهما وأنه لا داعي لحزني وأنه عليّ أن أكون طبيعية إذا جاءت عمتي لزيارتنا وأن لا أكون حزينة لكي لا تظن عمتي أنني عُوقبت
هذا ما كتبته إليك الآن يا دكتور وأتمنى منك المساعدة فعلاً.. فلا تخيب ظني لو سمحت، أتمنى أن يكون التواصل بيننا عبر الايميل لو أمكن فأنا لا أحب إن يطّلع غيرك على المشكلة إذا أمكن تحياتي لك
ابنتك
بنفسج
1/4/2004
رد المستشار
إلى "بنفسج"؛
التطورات التي تذكرينها بإسهاب في رسالتك تدل على توتر اجتماعي ونفسي شديد يتضمن الهواجس الثلاثة المتعلقة بالكذب، الاغتياب، الخوف من ارتكاب الخطأ.
ثم غرقت في تفاصيل شديدة الإسهاب وكأنك من وحي هذا البوح المتعمق تسعين إلى راحة الفضفضة. إن توتر الأم وغضبها لما صدر عنك من إهمال لها له دلالة يقابله غضب الأب عليها ومحاولته ضربها (إذن فالمسألة شجار، غضب متبادل، إسقاط لشحنات التوتر...)
احتضنت (أبيك) (هو الذي يهمك)تطلبين تحليل لحالة أمك، التفسير البسيط هو أنها لا تلقي الاهتمام ولا الرعاية الكافية من أبيك، وتغرق نفسها في العمل حتى الإجهاد هرباً من الواقع، وتخليصاً للطاقة المبددة في الشجار، إنها تنفعل لتوافه الأمور مستخدمة (التهويل وتعظيم صغائر الأمور) في إطار دائرة المفاهيم النفسية الخاطئة الناتجة عن الشعور بالإكتئاب وأبوك يحرضك عليها بما يفعل (حتى ولو كان ذلك من وجهة نظرها فقط وإن كنت أشك في ذلك).
إنني أرى أمك ضحية ربما لنشأتها ثم لظروفها في تلك الأسرة التي تفتقر إلى التواصل.
يا بنفسج تحتاجين إلى أن يكون عطرك فواحاً في الأسرة وألاّ تأخذين أي جانب حتى ولو شكلياً.