حالة توهان مستمرة
جزاكم الله كل خير كل فريق الموقع وجعله في ميزان حسناتكم وأنا استفدت من بعض مقالات أستاذ مصطفى السعدني ذي الثقافة العالية جدا وله خبرات كبيرة جدا بالحياة بالإضافة إلى أستاذ أحمد عبد الله الواقعي المائل إلى الفكر التقدمي والفنان بطبيعته الخاصة المتأثر بالمسيري، بالإضافة إلى أستاذ محمد المهدى اللي لديه قدرة عالية على التحليل الدقيق جدا إلى أي حدث بالإضافة إلى إسهامات باقي الدكاترة والكتاب أنا مشكلتي الأساسية هي التوهان بشكل محير فأنا أفتقد الثقة في نفسي ومن حولي فأنا أبكي مايحدث للمسلمين في غزة سوريا وأفكر أن أذهب أجاهد ولم أستطيع العيش والتأقلم في الحياة العملية ثم إني سابقا عانيت من الشك في الدين وفكرت في الإلحاد، بالإضافة إلى بعض مشاكل عددية في محيطي العائلي.
وكانت أكبر مشكلتي عن المجاعات والحروب ومن السبب الله أم الإنسان ورأيت شبهاتهم في القرآن والسنة ولكن كنت أبحث عن ردود من الجانب الآخر وأركز في دراسة الدين بشكل مستفيض على حساب حياتي الشخصية فأنا أقول لماذا أنا صح وهما غلط فهناك مسيحيون ويهود وملل وطوائف متفرقة تدعي كل منهما أنهم على صواب، هل لو ولدت مسيحيا سأكون مسيحيا أو غير ذلك، فمثلا وهناك تقريبا مستشار وأستاذ جامعي بالموقع شيعي المنهج فلابد أنه أتى من وسط شيعي أعتقد أنه اسمه قاسم كروسان.
ما أعرفه عن الشيعة كرهم للصحابة أبو بكر وعمر وزوجة الرسول عائشة وأقول في نفسي هل هم أصحاب عقول وقد كان أبو بكر صديق رضي الله عنه فقد نزل قرآن قال تعالى (أِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) صدق الله العظيم، فأقول كيف هؤلاء لديهم عقول بالطبع كل شخص يخطئ فآدم عليه السلام أول من أخطأ وقد يكون أبو بكر أخطأ أيضا فكيف وقد عاتب الله رسوله في عدة مواضع مع الفرق في جانب الخطأ فالبيئة وتفكير الجماعة يؤثر على تفكير واختبارت الفرد ويظل حبيسا لها، ولكن الحمد لله هداني بعد رحلة معاناة وأيقنت أنها قدر لي وبحكمة وتصرف منه وغيرها من البلدان كذلك لا أجد نفسي إلا في عالم مادي القوي يأكل الضعيف.
صاحب المال والسلطان تفرض له القرابيين أجد نفسي حالم للمجاهدين فتأثرت عاطفيا بمجاهد اسمه همام خليل البلوي طبيب قتل جنود أمريكان في قاعدة أمريكية واستشهد فهو من عائلة مستقرة ولديه أبناء وزوجة
آسف على الإطالة وأتمنى بشدة أن يجيب الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني فأنا فكرت أن أذهب إليه ولكن لم أستطع
وجزاكم الله كل خير وجعله في ميزان حسناتكم.
14/02/2013
رد المستشار
أخي العزيز؛
قرأت استشارتك بإمعان لأكثر من مرة، وأظنك شاب على درجة من الوعي والقراءة المستمرة، وأمنيتي من الله أن تقرأ وتستمع بعقل ثم بقلب لما سأقوله لك، أشعر وأحس بحيرتك التي أدارت عقول الكثيرين من أبناء أمتنا، ولست أنت أول من استشارني مثل هذه الاستشارة، ولكن في الواقع سألني مثلها غيرك كثير من الشباب الأذكياء، لامعي النهي والعقول... حقيقة معروفة ألا وهي أن صحيح وصريح الإيمان كثيرا ما يبدأ بالشك كما حدث معك، وكما حدث مع الراحل الجليل الدكتور مصطفى محمود رحمة الله.... ومثله كثير.
أخي الفاضل؛
من اضطرابات الشباب والمراهقة العنف والاندفاع، صحيح ليس لدى الجميع، ولكن لدى عدد كبير منهم، الموت في سبيل الله أو الجهاد هو ذروة سنام ديننا الحنيف... والشهيد له من الفضل ما ليس لباقي أعوام الأمة... وعن نفسي أتمنى لنفسي ولمن أحبهم درجة الشهادة في سبيل الله عز وجل، ولكن كيف ومتى وأين أنال هذه الدرجة العالية؟؟؟؟، فهذا مهم جدا.... يقول تعالى: "وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" سورة التوبة آية 41.
اليوم نرى التخبط في القرارات، وبعض من نظنهم مجاهدين بعد فترة من الوقت نجدهم من الخوارج الذين يكفرون المسلم لو ارتكب معصية أو صغيرة!!، وبعضهم مُخترقين من المخابرات الصهيونية أوالغربية، وأذكر مريضا أتاني بعد أحداث سبتمبر 2001، وكان يريد الجهاد ضد الأمريكان بالعراق أو أفغانستان كما تفكر أنت، وأذكر يومها أنني نصحته أن يهتم بتربية أبنائه والاهتمام بتطوير نفسه ومن حوله، وأن هذا جهادا له اعتباره إن استحضر النية الخالصة لإعلاء كلمة الله في الأرض، وأن الأيام ستكشف لنا جميعا أن هذه الأحداث تخطيط صهيوني خبيث؛ ومجرد ذريعة للهجوم على بلادنا وتفتيتها!!!، وقد كان.....
لقد أعجبتني مقولة شهيرة تقول: "يظن الإنسان في عمر العشرين أنه قادر على تغيير العالم، وفي عمر الثلاثين أنه قادر على تغيير أمته، وفي عمر الأربعين أنه قادر على تغيير بلده، وفي عمر الخمسين يظن أنه قادر على إصلاح وتغيير عائلته، وفي عمر الستين يحمد الله على صلاح حاله وصحته".... فنظرتنا للحياة وقدرتنا عليها تختلف من مرحلة لأخرى من مراحل حياتنا، ولكن المهم أن تبقى لدينا الرغبة في الخير والصلاح لنا وللآخرين، وألا نقصر حبنا واهتمامنا على أنفسنا فقط، بل نجعل للآخرين قدرا من حبنا واهتمامنا....
أخي العزيز؛
استحضر في نفسك الرغبة في الشهادة في الوقت والمكان المناسبين لتكون كلمة الله هي العليا، ولا تفرط في حياتك بسهولة وإلا أصبح ذلك انتحارا من باب الراحة من الدنيا المزعجة، وحقيقة الانتحار كما تعلم بؤسا وشقاء في الآخرة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق بلغة الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" رواه مسلم.... فجهز نفسك أخي العزيز بالعلم والعمل الصالح فالأيام القادمة حبلى بعظائم الأمور، والفتن كما ترى كثيرة يصبح فيها المرء مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا... يقول كونفوشيوس: "عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف نعرف ما هو الموت وما بعده؟؟!!"
أخي الحبيب؛
بالنسبة للثقة بالنفس عليك بقراءة فصول تأكيد الذات، وأظنها ستفيدك كثيرا في زيادة ثقتك بنفسك واستيعاب الكثير من خبرات الحياة التي ستفيدك وتدعمك... وستساعدك على الخروج من حالة التوهان المستمر بعد أن تتفهم الكثير من تجارب الناس في حياتنا الصعبة الخادعة.... وفي النهاية تذكر قول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، إنه إن مات انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا". رواه مسلم..... سعدت أخي العزيز باستشارتك، وأرجو أن أكون قد أفدتك بردي، وتابعنا بأخبارك...
ويتبع>>>: حالة توهان مستمرة م