حائر بين عوز أهلي وواجب دراستي
الأخوة الأعزاء في موقع مجانين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛
حين أبعث إليكم هذه الرسالة فإنها ليست شكوى أبثها إليكم (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) ولكنها من باب طلب النصح والإرشاد على كل سأدخل في مشكلة دون مقدمات
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري أدرس الهندسة في بلد عربي شقيق (منحة دراسية) ولكن المشكلة تكمن في ظروف أهلي في بلدي فوالدي متوفى وليس من عائل لأسرتي المكونة من أخي وأمي وأخي لا يزال في السابعة عشر من عمره ترك الدراسة هذا العام وهو في الأول الثانوي.
من أجل أن يوفر حاجات البيت ولكنه وبعد شهرين من العمل رُفد من قبل صاحب العمل وهو الآن في وضع لا يحسد عليه لا دراسة ولا عمل يلوك الحسرة ويحتسي الحرمان وقد آلمني ذلك كثيرا إذ أنني لا أستطيع أن أقدم لهم شيئا فما تعطينا الدولة هنا لا يكاد يسد حاجاتنا كطلاب.
وقد أثر هذا كثيرا على حالتي النفسية ودراستي فماذا عساني أن أفعل؟
أنا الآن في السنة الثالثة من الدراسة والمشوار أمامي لا يزال طويلا فكيف يصبرون إلى ذلك الحين.
وما أريد أن أستشيركم فيه هو أنني فكرت أن أبحث عن عمل هنا ولكن العمل سيؤثر سلبا على دراستي فهل أقدم على تحقيق هذه الفكرة أم ماذا أصبحت حائرا أمام عوز أسرتي الصغيرة وواجب دراستي فالرجاء أن ترشدوني إلى الحل الأنسب فسياط الضمير أمام أسرتي تلسع فؤادي ودراستي تستوجب جهدي ووقتي فماذا أعمل؟
مرة أخرى ليست من باب الشكوى وأرجو أن لا تفهموها كذلك، وأرجو عدم نشرها في موقعكم ما أمكن وأن ترسلوا إلى بريدي، ولكم جزيل الشكر.
الحائر محمد
09/04/2004
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، الحقيقة أن العمل يؤثر على الدراسة لو لم يغير الإنسان نظام حياته ويبذل المزيد من المجهود من أجل ألا تتأثر دراسته... إن الحياة مليئة لا تقل بالعشرات بل بالآلاف الذين هم ظروفهم مثل ظروفك... والذين جمعوا بين الدراسة والعمل وتحولت حياتهم إلى قصة كفاح عظيمة... لأنه لا يصح أن تحمل كل المسئولية لهذا الأخ الأصغر الذي ترك دراسته من أجل أن يقوم بأعباء الأم -وحده وكأنه هو المسئول فقط عنها.
لا يصلح أن يجلس أحدهم مسترخيا هناك في بلد بعيد -ويقول المنحة تكاد تكفي متطلباتي والعمل سيؤثر علي دراستي... ويترك هذا الأخ الذي ضحى بكل شيء وهذه الأم المسكينة فريسة للحاجة والجوع أعد تنظيم وقتك.. قلل ساعات نومك... قلل من طعامك وانزل إلى العمل حتى يعود أخوك إلي دراسته وتشبع حاجة أمك ليس في الأمر حيرة إذا تخلى الإنسان عن أنانيته ونظر إلى الآخرين مثلما ينظر إلى نفسه...
حتى تنجح في حياتك لابد أن تضحي من الآن لأنك لو تصورت أنك ستبذل أي مجهود من أجل أسرتك بعد تخرجك وأن الذي يمنعك الآن هو انشغالك في دراستك فأنت واهم وتضحك على نفسك فمن لم يضحي أولا لن يضحي آخرا.... وطن نفسك من الآن على التضحية والعمل وتكون عليهم أقدر في المستقبل،
لو تمكنت منك أنانيتك-الآن فلن تتخلص منها أبدا مهما تخيلت أو ناقضت نفسك أمام نفسك. لا مجال للحيرة فأسرتك- جزء منك ونجاحك مرهون بهم وبالقيام بواجبك نحوهم،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.