وساوس قاسية:
السلام عليكم أيها الموقع الحبيب، أنا حاسة إنى مريضة وتعبانة أوي من جوه لو حد يساعدني ويطبطب علي بالكلام.... الكلام اللين اللي ماشفتهوش من أهلي من صغري...اتربيت بكل أشكال العنف المعنوي والجسدي....وفي الوقت اللي بنحتاج الحنان والأمان، بنتساب في المجتمع نواجه الدنيا الصعبة بشخصية ولا عاشت طفولتها ولا مراهقتها ولا كونت شخصيتها فطلعت محتاجة للحب عندها نقص نفسها اللي يشجعها ويقولها كلمة حلوة محتاجة حد يطمنها على طول فقدت لإحساس الأمان الذاتي، حاسة إنها مش واثقة في نفسها ودايما بيجيلها وساوس..
وهي دي المشكلة يا حضرات الوساوس اللي خلت حياتي جحيم من وقت ما كان عندي 12 سنة لحد الآن وأنا عمري 24 سنة، وساوس في الأفكار، بيجيلي وساوس في أفعال بس بتأخذ مرحلتها ووقت وبتعدي وبيجي غيرها وحاليا راحت خالص بس اللي استمر هو وساوس الأفكار وهي أشد ألما علي، ابتدت بوساوس أن الناس بتقدر تعرف أنا بفكر في إيه مع أني عارفة إن ده غير منطقي (ودي كانت وساوس الصغر) وبعد كده وساوس رأي الناس في السلبي وساوس أني هحرق نفسي وانتهاءا بوساوس العقيدة (انتهت والحمد لله)..
والآن وساوس في حد بيحبني أوي ومنتظرين يخلص دراسته عشان يخطبني وده بقى اللي مخلي حياتي جحيم لأني بحب الشخص ده جدا ومراعية ربنا فيه وربنا عالم إني اخترته عشان يقربني من ربنا واخترته بعقلي فعلا مش بقلبي ولا فيه بيننا كلام حرام ولا كلام حب وأفعال حرام، المهم الأفكار دي عبارة عن أن بيجيلي أفكار إن الشخص ده مش بيحبني مع إني عارفة أنه بيحبني وفيه أدلة على كده بس مش عارفة أصرف عن فكري الفكرة دي ومجرد أني بتخيلها بنهار لأني مقدرش أتخيل أنه ممكن مش يكون من نصيبي، لأني بحبه جدا جدا كمان..
نفسي مش يجيلي أفكار زي دي أنا عارفة إنها وساوس مش هتضرني شيء ولا هتبعد ولا هتغير حقائق بس أنا تعبانة، ومقدرش أستحملها عشان أنا حياتي متعلقة بالشخص ده جدا ومرتبطة بيه جدا وبالنسبة لي حاجة مهمة جدا ومقدرش أعيش من غيره ومستعدة أعمل أي شيء في الدنيا عشانه، وكله قرب من ربنا أنا بحبه عشان ربنا، نفسي الوساوس دي تختفي ده غير الوساوس في الحلال والحرام والصح والغلط بس أقل وجع من وساوس الشريك، وساوس خفيفة في رأي الناس في..
أنا بطبيعتي حريصة جدا على الدين وبحب الرحمة وبحب الدعوة جدا وبحب ربنا جدا وبحب الطيبة والأخلاق فساعات بدي لآراء غيري اهتمامات ببقى خايفة أكون بفكر غلط أو مثلا في حاجة غلط، نفسي أفهم إن مفيش حد كامل وكلنا بنغلط بس أنا كأني عاملة حكم وقاضي على دماغي وأفكاري تحديدا، بخاف آخد قرار غلط بخاف الناس تشوفني بغلط، عشان أهلي عملولي رهبة من الناس ومن رأيهم في ورأي المجتمع وإني مفروض مغلطش إلخ ومفروض إني أحترم غيري أكتر من احترامي لنفسي..
بدأت الطريق وحاولت أغير نفسي فعلا اعتمدت على نفسي بالرغم من أني عندي نقص شديد في الحب والحنان والأمان خدت دورات تنمية بشرية وصحة نفسية وفعلا بدأت أثق بنفسي أكتر الوساوس بدأت تخف في أوقات عدم الضغط النفسي بدأت أحب الناس أبقى جريئة وبقى لي هواياتي ونشاطاتي ونجاحاتي، بيقولوا علي ذكية جدا وناس كتير بتحب تاخد رأيي لأن آرائي كتير عاقلة، ولما عرفت إني مريضة رحت لدكتور نفسي كتبلي على انفرانيل 75 قرص ليلا بس مخاتش علاج سلوكي بالشكل المطلوب حاولت أعتمد على نفسي دخلت موقعكم مواقع تانية وفعلا العلاج جاب نتيجة..
المشكلة عندي دلوقتي إني بيجيلي زي نوبات فترات كده بحس إني ضايعة جدا بعد أعيط عياط هستيري لغاية ما بحس زي هذيان في الأعصاب وكأني بفقد إحساس أعصابي ساعات بيجيلي غثيان بس ببقى تعبانة أوي وخايفة أوي وحاسة إني وحيدة ومش برتاح إلا بالدعاء أو أني أعمل هواية بحبها وأشغل نفسي بيها بنسى شوية والنوبات دي بتكون بعد فترة وساوس بتكون زي نوبات لأن الوساوس خفت ومعدتش بتجيلي كتير زي الأول بس لما بتيجي مرة بتيجي شديدة أوي وتشككني في نفسي وكل تصرفاتي وتعقدني في طريقة تفكيري وآرائي وفهمي للأمور وإني بآخد الأمور ببساطة ومفروض إني أبقى جد حبتين مش عارفة يمكن عشان أنا مش بحب التعقيد رغم أني غالبا بالشكل ده معقدة أساسا..
المهم أنا نفسي في حد يطبطب علي ويقولي متخافيش بس، لدرجة إني ساعات بحلم وأنا نايمة إني بكلم الشخص اللي بحبه وبحكيله عن تعبي، مش عارفة إزاي أقرب الناس لي بيقسوا علي وهما عارفين إني تعبانة نفسيا وبتعالج ومشكلتي في كده ويقولولي إن اللي مش مؤمن هو اللي بيتعب نفسيا وطريقة التفكير الجاهلة دي دي غير المعاملة السيئة وعدم الإحساس بي ولما أعيط عشان أخفف حتى عن نفسي يزعقولي ولما أعامل الناس بحسن ظن وأخلاق لأني الحمد لله طيبة جدا يقولوا علي عبيطة وأنا بطبيعتي تلقائية ألا قيهم يأمروني بالتكلف وإني أحذر من الناس بشكل زيادة وحاجات من ذلك القبيل، كان نفسي أصلحهم بس معرفتش حاولت وكانوا يقولوا علي كلام نقد أمام الناس ويقولوا علي كلام مش صح في كلام وحش قدام قرايبي..
أنا مش بقول أنا مش بحب النقد مع إن النقد بيعذبني لأنه بيجيبلي وساوس بس بستحمله عشان أنا نفسي أبقى أحسن، لكن التعنيف بكرهه والأسلوب عدم الرحمة مش بحبه ده حتى الدين رحمة للعالمين أنا بقى نفسي الرحمة تسود العالم نفسي الناس تبقى رحيمة ومش عايزة حاجة من حد..
بتعب لم بشوف غيري بيقسى علي أو على غيري، أنا نتاج قسوة، شخصية موسوسة لا تستأمن نفسها على نفسها لا تثق بآرائها كل ما أتمناه هو رضا الله عني أسعى بكافة السبل لذلك ومش عايزة غير الراحة النفسية. أعتذر للإطالة بس كنت محتاجة أتكلم مع متخصص وأطلع اللي جوايا..
28/03/2013
رد المستشار
الأخت الكريمة، أهلاً بك على موقع مجانين..
أنت موسوسة والوساوس استمرت معك منذ سن الثانية عشرة إلى الآن في سن الرابعة والعشرين وهي تتغير وتتبدل إلى أن ارتبطت وساوسك بصلب شكواك وهي البحث عن الحنان والأمان، ولما وجدت ما ترين أنه الحب والحنان والأمان متمثلاً في شريك حياة منتظر، سيطرت هذه الفكرة الحالية حول "الشريك" الزوج المنتظر "ده مش بيحبني"، فزاد ألمك..
إذن كلا الموضوعان مرتبطان، شخصيتك التي تفسريها أنها نتاج قسوة، وإنك مذ وعيتِ تبحثين عن الحنان والأمان، والكلام اللين الذي حرمت منه....الخ. ووساوسك المستمرة طيلة اثني عشرة عاماً.
الجيد من الأمر أنك حاولت البحث عن العلاج الطبي من خلال زيارتك للطبيب النفساني، وكذلك العلاج الذاتي من خلال القراءة، ودورات التنمية البشرية، والصحة النفسية، وممارسة الأنشطة والهوايات، وهو أمر لا شك قد أفادك كثيراً، أرجو أن تستمري عليه..
لم تكن فقط الوساوس هي الشكوى وفقط بل إحساسك بالضياع، وشعورك بالهجر القديم لعله يرمي بظلال الكآبة بشكل مستمر، علاوة على ما يتركه الوسواس القهري من قلق واكتئاب..
أختي الكريمة؛
ما تبحثين عنه من حنان وأمان لاشك أن غالب من على الأرض يبحث عنه، ما تبحثين عنه حرمنا جميعاً منه عندما تركنا الفردوس الأول -رحم الأم- ونزلنا إلى واقع الأرض صارخين مستغيثين، ثم عوض الله عنا ما كنا ننعم فيه خلال الرحم الأمومي إلى نهرين من اللبن السائغ شرابه خلال فترة الرضاعة، ثم عامين وحرمنا منه، وهكذا أختي الكريمة حرمان متعدد -فالإنسان يصنع عبر هذا الحرمان- إلى أن نعود مرة أخرى إلى أمنا الأرض فنستقر في رحمها منتقلين إلى عالم آخر في رحلة إلى الجنة مستقراً إن شاء الله..
أخشى أن تظلي أسيرة البحث عن الذي لا يوجد، وأن يرتبط كل تفكيرك، وترتكز كل اختياراتك عبر البحث عن "الطبطبة"، والحنان والأمان، ومن منا لا يريد ما تريدين..
الشاهد من هذا الكلام أنك تحتاجين إلى تقييم تجربتك في الحياة بحلوها ومُرها ثم بعد ذلك ننتقل إلى الحاضر ثم نبني أهدافاً عظيمة ناحية المستقبل المليء بالتفاؤل والعمل الصالح ورضى الله عز وجل، هذا التقييم قد تجدينه لدى قريب حكيم، أو لدى معالج نفسي خبير، أنت تحتاجينه قبل أو مع علاجك النفسي من الوساوس القهرية..
ذكرت أنك لم تكملي جلسات العلاج النفسي إلى جانب العلاج الدوائي، وأنت بالفعل تحتاجين إلى هذا الأمر..
كنت على أمل أن أكتب لك بعض النصائح العملية ولكني أثق في عقلك ورجاحته أنك خلال القراءة والعلاج الذاتي أصبح لديك مخزون كبير، وأظن -وليس كل الظن إثم- أن ما يعوق تقدم العلاج الذاتي هو ما تربيت عليه من قسوة وحرمان أعاقك عن التقدم والنمو النفسي الطبيعي، تحتاجين معه إلى الرجوع إلى مناطق بعيدة في زمن الطفولة تسترجعين كل الذكريات وهي حاضرة في ذهنك ثم تعيدين تفسيرها مرة أخرى في ضوء مرشد حكيم ثم تنطلق بعدها رحلة العلاج النفسي للوساوس القهرية..
آخر ما أختم به أن الزواج نصيب وقدر من الله عز وجل، فتقربي إليه بالدعاء، إلحاحاً أشد من إلحاح وساوسك وإن شاء الله يفرج عنك ما أنت فيه، ويرزقك أنهاراً من الحب والحنان..
أسأل الله أن يرزقك حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربك إلى حبه..
آمين، وتابعينا على مجانين...
واقرئي أيضًا:
نطاق الوسواس OCDSD اضطراب وسواس قهري