استفسار بخصوص الأدوية
السادة المستشارين، السلام عليكم؛ أعرفكم بنفسي، أنا الخطيئة التي لن تُصوّب إلا بقتلـي، أنا الذنب الذي لا يُغتفر، وأنا اللّعنة التي حلّت بهذا الكــــــــون.
هل بإمكاني إيجاد مضادات للاكتئاب والوساوس القهرية لا تسبب السمنة ولا تزيد الوزن؟؟؟ أم أنتحر وأخلص فهو الحل الأنجح والأنجع فعلى مدى 13 عاماً من تناول الأدوية ازداد وزني كثيراً وخسرت رشاقتي, مما اضطرني إلى ترك الأدوية رغبة مني في خفض وزني.
تعبت كثيراً وتدهورت أحوالي النفسية ولم أقوى على احتمال آلامي النفسية وحساسيتي المفرطة فاضطررت للعودة إليها وبعد أن أشعر بالتحسن أتركها مرة أخرى ثم أضطر للعودة إليها مجدداً وهكذا, بل إني أصبحت أخشى كل العقاقير من أن تزيد وزني وأوسوس بشأن ذلك كثيراً وحتى البنادول بت أخشى أن يزيد وزني لكثرة تناولي إياه بسبب الصداع الدائم.
مررت بمعلومة منذ زمن في إحدى صفحات الويب عن دراسة أو اكتشاف ألماني أو فرنسي لا أذكر بالضبط مفادها أن هنالك عقاراً يساعد على نسيان الذكريات الحزينة ولكن إحدى آثاره الجانبية نسيان الذكريات السعيدة.
لا أعتقد أن لدي ذكريات سعيده تستحق أن تذكر فكفة الذكريات الحزينة والموجعة لدي تطغى على السعيدة ما مدى صحة ذلك؟؟
بل إن كان هنالك عقاراً يفقد الذاكرة أو يدخل في غيبوبة فاتوني به.
أعتذر بشدة عن إثقالي عليكم،
وجزاكم الله خيرا والسلام.
28/03/2013
رد المستشار
استشارة عقار نفسية Psychopharmacology Consultation
نظرة عامة Overview : الاستفسار هو عن الأعراض الجانبية لعقاقير الصحة النفسية وبالتحديد زيادة الوزن.
التوصيات Recommendations :
٠ أولاً ليس هناك عقاراً يمحو الذكريات.٠ ثانياً لابد من الانتباه إلى أن علاج الاضطرابات النفسية يتطلب الانتباه إلى الظروف الاجتماعية والنفسية والسلوكية للفرد إذا لم ينتبه المريض ومن يعالجه إلى هذه العوامل ومعالجتها سينتهي الأمر بدخول الإنسان في حلقة مفرغة لاستعمال العقار بعد الآخر والابتلاء بالأعراض الجانبية للعقاقير يجب أن يكون هدف المريض ومن يعالجه الوصول إلى مرحلة الشفاء Recovery .
٠ ليست جميع العقاقير تؤدي إلى زيادة في الوزن على المدى البعيد متى ما تم اختيار العقار المناسب لمعالجة الاضطراب النفسي فالنتيجة هي تحسن الفرد وعنايته بنفسه والانتباه إلى لياقته البدنية وبالتالي لا تحدث زيادة في الوزن.
٠ يتطلب تناول العقاقير في الصحة النفسية مراقبة منتظمة للوزن، ضغط الدم، وقياس نسبة السكر والدهون في الدم.
٠ الاستشارة لا تتطرق إلى العقاقير وطبيعة الاضطراب النفسي للأخت مما يصعب الإجابة عليها بتفصيل أكثر.
التعليق: ما سأقوله لك ليس كلام الكتب ولا كلام العلم ولكنه خبرة شخصية, فأنا أعلم كم هي مؤلمة لحظات الاكتئاب، ولكنني سأحدثك عن خبرتي مع الألم النفسي والتي إستمرت لسنوات شاقة صعبة, فقد تختلف الظروف التي تفجر هذه الآلآم إلا أن الألم هو الألم, ونحن نرفضه ولا نريده.
هل تعلمين أن جميع أدوية الاكتئاب لم يكن لها أي مفعول معي؟ فكنت أزدادا اكتئابا وأقول أن الله غاضب على فعطل الأسباب ومنها الدواء.
أقول لك ذلك لأنه يوجد من يعاني ولا تستجيب آلامه النفسية للدواء إلا أنك بفضل الله تحسنت آلامك به.
أعود لتجربتي التي مررت بها وهي أنني اكتشفت أنني لو جربت أدوية الدنيا جميعها بدون كيفية فهمي لنفسي ومعرفة كيفية التعامل مع الأفكار التي تتسلسل إلى عقلي وتزيدني قلقا أو حزنا فلن يكون لهذه الأدوية أي تأثير.
وسأفاجئك بأن من يقتلك في الحقيقة هو أفكارك السلبية وتصديقك لها والاسترسال معها وليس ما حدث لك من خبرات مؤلمة أو ما سيحدث "على الرغم من عدم تقليلي لما تعرضت له من خبرات مؤلمة".
ففهم طبيعة هذه الأفكار ومعرفة كيفية التعامل معها و التدريب على ذلك يقلل من الألم بعد فترة، ولا يزيد الوزن مثل الأدوية.