نوبات الصرع وخرافات المجتمع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، قبل حوالي ستة شهور اكتشفت إصابتي بمرض الصرع (شحنات كهربائية في الدماغ تسبب حركة لا إرادية وشلل مؤقت في بعض الأحيان) لم يكن تشخيصي بهذا المرض هو المشكلة فقد بدأت أتعايش مع نظرات الناس الغريبة تجاهي وبت أتأقلم مع نوباتي العشوائية، عشت شهورا مريرة أتعاطى مسكنات تخفف أثر هذه الحركات اللاإرادية حتى بت لا أشعر بعض الأحيان ببعض أعضاء جسدي منذ ذلك اليوم وأهلي يعاملونني بشكل غريب.
الاهتمام المبالغ فيه كان مزعجا نوعا ما حتى أتى يوم أصبح فيه هذا الاهتمام هوسا كنت في إحدى نوباتي، وبدأت يدي تتحرك بعشوائية كانت والدتي معي وتنظر إلي بخوف شديد بدأت في البكاء طالبة منها أن تبتعد لأني لا أريد أن أؤذيها، لم تشأ الابتعاد، فصرخت إليها قائلة: أرجوك ابتعدي! لا تقتربي مني! خرجت منادية لوالدي، لا أعرف ماذا أخبرته لكنه أتى وأمسكني بقوة وبدأ يقرأ آيات من القرآن علي، بكيت ألما وقهرا، لكنه لم يتركني حتى انتهت النوبة واستهلك جسمي جميع طاقاته.
نعم، هنا بدأت حكاية اعتقادات أهلي أنه مس، جن، حسد.... أنا أؤمن بوجود الجن، لكني لا أؤمن بخرافات مثل أنه يلبس الإنسان أو أنه يعيش في جسده كما أن حالتي أثبتت طبيا، وكانت التقارير تشير إلى أنها حالة بدنية لا أكثر لكن ذلك لم يقنع أهلي وبدءوا يعرضونني على مشايخ وأشياء أخرى من ذلك القبيل عقلي لا يتقبل هذه الأفكار فكنت أرفضها كلها وكلما كنت مصرة على الابتعاد عنها زاد عناد أهلي في أخذي إليها فلم أجد إلا مهربا واحد.... التظاهر بالشفاء!
كلما أحسست ببداية النوبة أبتعد عن المكان ولجأت إلى غرفة خالية من الناس حولي لكن هذا لم يفلح في كل مرة ففي المدرسة على سبيل المثال هنالك أشخاص في كل مكان! فعندما تأتيني نوبة الصرع تتصل مسؤولة المدرسة إلى أهلي وتخبرهم بأن يأتوا لاصطحابي أخبرتها فيما بعد أنها نوبات مؤقتة، أحتاج إلى ساعة راحة وبعدها سأصبح بخير لا أريد أن أضيع دروسي وهكذا.
اختفت أعراضي بالنسبة لأهلي تماما كنت جيدة في التظاهر لدرجة أنهم قطعوا علاجاتي الطبية، وهنا بدأت معاناة جديدة، فلم أتحمل الألم بدون مسكنات، وقصة هذا الألم لا تزال تحكى إلى الآن، أنا مقبلة على سنة جامعية خارج البلاد عما قريب أشعر بأن تجاهلي لمرضي وعدم إعطاء جسدي العلاج الذي يحتاجه قد يضرني ماذا أفعل؟
لا تخبرني بأن أصارح أهلي فإني لن أعود لعذاب تلك الأوهام من جديد،
شاكرة لكم حسن استماعكم وكل التقدير للوقت الذي تقضونه لمساعدة الآخرين.
19/04/2013
رد المستشار
تطرح مستخدمة الموقع مشكلة اجتماعية طبية تعكس التخلف الحضاري المؤسف للمجتمع الذي تعيش فيه على صفحة الموقع وقبل عام بالتحديد طرحت إحدى الأخوات سؤالاً على صفحة الفيس البوك حول الصرع والجن أجبتها بصورة علمية حول الصرع وأسبابه وبأنه لا علاقة بين الصرع والجن شارك أحد الأخوة في النقاش وأظنه من رجال الدين وقال بأني لا أستطيع إثبات بأن الجن يسبب الصرع إجابة تثير العجب في القرن الواحد والعشرين.
لا علاقة بين الصرع والجن وأمراض الصرع بل وأي مرض عضوي من تحدث في هذا الأمر فغايته هو تضليل الناس وإلحاق الأذى بهم الصرع مرض عضوي وليس هناك نوعاً من أنواع الصرع لا يعرف الطب سببه.
هناك مقال عن الصرع وعلاقته بالدجل والجن على الموقع بتاريخ 3/3/2012 تتطرق إلى هذه المأساة الحضارية.
يقع على عاتق المؤسسات الطبية والاجتماعية تثقيف الجمهور حول مرض الصرع وعلاجه والتصدي إلى الجهلاء من رجال الدين والمشعوذين الذين يروجون الخرافات حول هذا المرض العضوي مهمة تنوير البشر تبدأ بالمدارس من خلال حملة تثقيفية تقوم بها الجمعيات المعنية بالصرع في الكثير من بلاد العالم كذلك على الطبيب المعالج تثقيف المريض وأهله المرة بعد الأخرى حول المرض وعلاجه، بل وعلى الطبيب أن يتحدث عن المرض وأسبابه في كل زيارة من زيارات المريض.
من جراء تعقيدات مرض الصرع وعلاجه تم استحداث اختصاص ممرضة الصرع Epilepsy Nurse والتي من مهامها مراقبة علاج المريض في المجتمع وزيارة أهله وتوعيتهم.
نوبة صرع واحدة كافية للقضاء على المريض ولذلك لا بد من علاج المرض هذه حقيقة يجب أن يستوعبها كل مريض ومن يعالجه.
لم تتطرق مستخدمة الموقع إلى تفاصيل أخرى عن الصرع وعلاجه سوى حدوث شلل مؤقت بعد نوبة صرع هذه الحقيقة تعكس ما يلي:
1- احتمال وجود بؤرة للمرض في الدماغ.
2- شدة المرض.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ لا تتوقفي عن العلاج بدون استشارة طبية وقد حان الوقت لمن يتولى علاجك الحديث مع أهلك والمدرسة حول ضرورة علاج الصرع والتصدي إلى جميع الخرافات.
٠ لم تتطرقي إلى العقاقير ونوع الصرع ولكن ما أقوله تستمرين على العلاج رغم أنف الجميع.
واقرأ أيضًا:
ابني ونوبات الصرع
الصرع والصحة النفسية
إنه داء الصرع؟! ربما