جحيم الوسواس
معرفة عن الوسواس
* وصلت إلى حالة متقدمة من الشفاء من الوسواس القهري (أفكار) الحمد لله ولكن أصبح يحدث لي شيئا عجيبا أصبح يأتي لي على فترات أبعد ولكن بقوة شديدة وأفكار وطرق وحيل لم أكن أتوقعها كما أنني لا أشعر أن الوسواس (الفكرة) تتولد من داخلي كما كنت أفعل، أشعر بأن شيئا بداخلي يرسل لي هذه الأفكار ليجعلني أكتئب وأفقد الأمل فيما أحب كلها هدفها ذلك لدرجة أنني أصبحت أكره الوسواس وأريد التخلص منه كرها منه لا حبا (خضوع له) كما السابق.....
هل الوسواس له علاقة مثلا بصدمات عشناها، لماذا أحيانا أعتقد غفلة أن الوسواس هو نتاج أفكاري وأشعر أن علي إقناع نفسي بالفكرة، لا أريد أن أخاف مرة أخرى منه أريد علاجا حقيقيا عندما كان التجاهل صعبا علي التجأت إلى طمأنة نفسي بالحقيقة ولكن أحيانا يأتي لي الوسواس من حيث لا أدري ويختار الأوقات جيدا ويحسن الحيلة بشكل لا يصدق، لا أقول هذا لأنني ضعيفة ولكن أريد أن أعرف هل هناك صدمات متعلقة بالوسواس ينتج عنها لأستطيع أن أعالجها بجانب الوسواس وهل لو عالجتها سيقل الوسواس، أمور شخصية مثلا وصفات يجب التخلص منها، أشياء حياتية أو فكرية أو نفسية تساعدني.
** وللعلم ذهبت إلى الطبيب وأتعاطى دواء للاكتئاب (الوسواس) وبعض الجلسات، وعلاج ذاتي تحسنت عليه كثيرا رغم ذلك الذي يوقف عملية التطور أشعر أن هناك شيئا بداخلي يجب علي اقتلاعه (شيء فكرة أو صدمة أو ذكريات أو ما شابه)
*** أريد طرق للعلاج لفهم نفسي وفهم ما الذي سبب الأزمة (أزمة توقف علاج الوسواس)
طرق للعلاج الذاتي بالكتابة مثلا أو شيء يخرج ما يسبب هذا الوسواس (المرض النفسي) وعلى الأقل لا يخرجني من هذه المرحلة (كما أعتقد بأن هناك شيئا)
وهل هناك شيء يقلل من الأفكار التي تأتيني ذاتها تزعجني إذا لم تجعلني أوسوس تجعلني أستاء لما تحتويه على الأقل وتذكرني
**** إذا لم أتقن فن التجاهل هل يمكن لي استخدام شيئا بديلا عملا مثلا أفعل فكري مثلا أي نفسي يجعلني أخرج من دائرته باستغلال طاقتي العقلية في شيء مفيد
حلمي أن أكون صحيحة نفسيا أشعر بالاطمئنان والراحة وعدم الضياع..... الأحاسيس الضائعة التي طالما تأتيني بشدة.....
مارست شيئا من الدعاء والبكاء والشكوى لله من الصدمات ومما يخيفني والتحدث عن أحلامي والخوف من عدم تحقيقها وأجد تحسنا هل أستمر على ذلك؟؟
الملخص: أريد كل الحلول الممكنة للتخلص من أمور نفسية تعيق تقدم علاج الوسواس
شيئا يخرج ويستغل طاقة الوسوسة في شيء آخر يضاد عملية (الوسوسة وينهيها)
المعرفة أكثر عن الوسواس ربما أحب أن أحيط بشيء من العلم عن المرض يجعلني أكثر سيطرة عليه
12/06/2013
رد المستشار
الأخت الكريمة نور؛
أهلاً بك مرة أخرى على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية "مجانين"، ويسعدنا متابعة مشكلتك دوماً حتى ييسر الله لك المضي قدماً في طريق السكينة وراحة البال، وهو ما نسعى جميعاً إليه.
دارت شكواك الحالية حول مجموعة من الأسئلة، ثم تتشاركين معنا في خبر ذهابك إلى الطبيب، وحضورك لبعض الجلسات. ودعيني أخبرك خبرة من واقع الممارسة العيادية وهي أن هناك تفاصيل وإجابات حول اضطراب الوسواس القهري تدخل في باب "علم لا ينفع، وجهل لا يضر"، ومعرفة الفنيات المعرفية والسلوكية المستخدمة في علاج الوسواس قد يكون معطلا أحياناً لأن المبتلى بالوسواس يتعجل الخطوات، ويقول الآن تدربت على فنية وقف الأفكار ولم تعطني نتيجة. الآن تدربت ولم أنجح وهكذا، المعرفة النظرية وحدها لا تنفع، والمعالج النفسي ليس مطبقاً لأدوات صماء بل المعالج هو الأداة الرئيسية وما المقاييس والفنيات إلا وسائل مساعدة.
أسس العلاج النفسي الناجح هو معالج نفسي محترف ومدرب، ومريض يعرف أنه مريض ويسعى إلى الشفاء، وتتابع واستمرار العلاج حتى يؤدي إلى نتائج مرضية إلى الجميع. لا يكفي أن نعرف أحكام التلاوة للقرآن الكريم حتى نقرأ القرآن بطريقة صحيحة، لابد من مُعلم أتدرب على يديه، ولابد من ممارسة مستمرة حتى نصل إلى الإجادة..... وهكذا.
الشاهد من الكلام يا نور، أنك معاناتك استمرت اثني عشر عاماً ثم ذهبت إلى الطبيب النفسي وحضرت بعض الجلسات ثم تحكمين على الأمر برمته بقولك "وصلت إلى حالة متقدمة من الشفاء ولكن...."، ولكن معناها أنك في أول الطريق، والجميل أنك تصلين إلى أول الطريق وإن جاء أول الطريق متأخراً عدة سنوات، ولكن أن تصلي متأخرة خير من ألا تصلي.
يا نور، الوساوس هي جزء منك، وليست غريبة أبداً، ولكنها جزء مريض يحتاج إلى العلاج، وتحتاجين إلى الوقت الكافي لتستطيعي أن تميزي الجزء المريض من الأفكار والأفعال وبين الجزء الطبيعي غير المرضي وهو أمر بالغ الأهمية في العلاج، وهو من الخطوات الأولى لا غنى عنها في الاستمرار في العلاج.
ثم أن هناك بعض المدارس العلاجية كانت تعزو تأخر العلاج النفسي للوسواس إلى مقاومة المريض نفسه للعلاج لأنه المرض جزء من الشخص لا يستطيع أن يتخلى –لاشعورياً- عن هذا الجزء مما تشتد المقاومة للمعالج والعلاج النفسي، وهو ما قللت من دوره الدراسات الحديثة التي تعتمد على العلاج السلوكي المعرفي.
يا نور:
- استمري في متابعة طبيبك النفسي.
- استمري في متابعة حضور الجلسات، صحيح أنك لم تخبرينا شيئاً عن الجلسات وهل هي جلسات للعلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري أم غيرها، وهل هي مع معالج مدرب محترف في هذا العلاج أم لا؟، ولكني أفترض أنك تقصدين جلسات العلاج النفسي للوسواس القهري فلا يكتفى بجلسات بل لابد من المتابعة المستمرة حتى يمن الله عليك بقدر كبير من التبصر بمرضك، والقوة على التحكم في هذا الجزء من الأفكار الغير مسيطر عليه "الأفكار الوسواسية".
- ليكن ما تسميه العلاج الذاتي في أن تكتبي بشكل مستمر الموقف الذي تحدث فيه الأفكار والأفعال الوسواسية، وبالتحديد المواقف السابقة أو المثيرات التي أدت إلى ظهور هذه الأفكار، موقف، صورة، سماع شيء ما، ذكرى..... الخ . ثم محتوى الأفكار ومدة ظهورها وشدتها ثم أثر ذلك عليك، سواء بفعل قهري أم شيء آخر. دوني كل شيء بترتيب واعرضيه على معالجك النفسي.
- ليس العلاج الذاتي معناه أن تقرأي عن فنيات العلاج فتجربينها ثم تحكمين على نفسك بأنك لم تجيديها، بل أنت في مرحلة علاج مع معالج نفسي هو من يدربك، ويرشدك، ويأخذ بيديك إلى العلاج النفسي، لا تستعجلي الحكم على الأشياء، ولا تحبطي بل استمري ولكن في الطريق الصحيح.
- الصحة النفسية في القدرة على الحب والعمل. تأكدي أنك في المسار الصحيح من الصحة النفسية، حاولي إنجاح زواجك المرتقب، استمري في عمل يترك أثره الناجح على الآخرين، اشغلي أوقاتك بالطاعات ومع قرب شهر رمضان المعظم، شهر التغيير عليك أن تضعي خطة تستفيدي فيها بأكبر قدر من الحسنات والتقرب إلى الله وجددي نيتك بأنك مأجورة على ما تعاني منه، وعلى جهدك في دفع هذا الابتلاء بطلاب العلاج.
وفقك الله ويسر أمرك..