الماضي
السلام عليكم؛ أنا سيدة متزوجة منذ عام، علاقتي الزوجية ممتازة فنحن نحب بعضنا جدا ونحترم بعضنا ولو طلب عيوني أعطيته إياها زوجي إنسان لا أفرط فيه والموت أهون عندي من خسارته. بكل صراحة قبل زواجي كان لي ماض قذر بكل معنى الكلمة لن أخوض في تفاصيله ولكن لشدة المعاصي والأخطاء التي حصلت قررت الهروب من واقعي والتخلص من هذه العلاقات السيئة رغم أنني اعتمرت وعملت صدقات كثيرة بهدف التوبة، ورغم يقيني أن الله يغفر الذنوب كأنها لم تكن إلا أن ندمي لم يتوقف عن العلاقة الأولى التي أحسست أنها كانت فاتحة الأخطاء وأنها من هتكت بكارة روحي وأخلاقي.
تزوجت أول مرة لأفاجأ إن زواجي فاشلا بكل المقاييس وتم الطلاق بعد حوالي ثمانية شهور وفي داخلي أحسست أن هذا الزواج والطلاق وما حملاه من قهر وكدر لي هما كفارتي عن ماضي فحمدت الله على ما شاء وارتحت داخليا، ثم رزقني الله بزوجي الرائع هذا، أحبه وأحب بيتي وأحب أهله ولا شيء يكدر صفونا.
دائما أنظر لبيتي وأحمد الله على سعادتي ولكن في داخلي كان لدي إحساس أن هذه السعادة غير كاملة أو هو رهاب السعادة لا أعلم، إلى أن حدث ما توقعته ونزلت المصيبة فوق رأسي، لقد اكتشفت بالصدفة أن الشاب صاحب العلاقة الأولى التي لا زلت كلما أتذكرها أغتم وأتكدر هو أخ لسلفتي (أخ زوجة أخ زوجي)، وقد تأكدت من هويته.
لا أعلم ماذا أفعل؟! قتلتني الوساوس والأفكار والاحتمالات هل يعرف؟ هل ما زال يتذكرني أصلا؟
هل ممكن أن يقول لأخته؟ وهل وهل وهل.......؟!! لا أدري ماذا أفعل؟
أقرأ دعاء الستر وأدعو الله أن لا يفضحني فأرتاح ثم أعود للقلق، المشكلة أنني لا أعرف إن كان يعرف ذلك النذل أنني سلفة لأخته وإن عرف فهل سيفعل شيئا؟ خصوصا أننا افترقنا بعد مشاحنة طويلة وشتائم.
لا أريد أن أعيش بقية عمري بالقلق ولا أتصور أن يعرف زوجي فيجرح قلبه وتسود صورتي بعيون عائلته الذين يحبونني ويحترموني ويرون في مثالا للزوجة الرائعة التي يعشقها زوجها.
أشيروا علي
ماذا أفعل ؟؟
19/09/2013
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والهناء.
عندما يفكر الإنسان بأزمة من المحتمل مواجهتها مستقبلاً فليس هناك أفضل من أن يتذكر مقولة يتداولها الكثير وهي أن عبور الجسر لا يبدأ إلا عند الوصول إليه أي إلى هذا الجسر ولا أظن أنك ستصلين إليه، الناس مشغولة بأكثر من أزمة يومياً وآخر ما يفكر به معظمهم التنقيب والحديث عن ماضي وسلوك الآخرين ربما لا يتذكرك هذا الشخص، وإن تذكرك لا يعرف التفاصيل وإن قال شيئا لزوجته فهي لا تبالي بذلك وآخر ما يمكن أن تفعليه هو الحديث مع زوجك أو أهله حول هذا الأمر، وأن تحدثوا معه فلن يسمح لهم، وإن سمح لهم لن يصدقهم وهكذا.
ليس هناك إنسان بدون ماضي لا يحب أن يتحدث فيه وباب التوبة مفتوح على مصراعيه أبد الدهر.
إن كان زوجك يحبك فلن يتخلى عنك ولكن لا أدري ما الذي يعرفه عن الماضي. الماضي هو في الماضي فقط أنت الآن في حاضر سعيد مع زوج يحبك وتحبيه.
دعي هذا القلق جانباً وفكري في حاضرك فقط.
توكلي على الله.
واقرئي أيضًا على مجانين:
نفسي عائلي: الماضي الجنسي Premarital Sex
نفسي عائلي: الماضي العاطفي Premarital Love
التعليق: لا تنزعجي فما مضى فقد انتهى، وقد تبت إلى الله تعالى، فلا تخبري زوجك ولا أي أحد، وكوني واثقة من ستر الله تعالى ورحمته بعباده التائبين.
حاولي ألا تزورين بيت هذا الرجل بصفة اجتماعية كمناسبة مثلا ستجتمع فيها العائلات، وإن حدث واجتمعتم في مكان عائلي فلا تبالي به وكوني واثقة في ربك وفي نفسك ولا ترتبكي حتى لا تتعرضي لابتزازه إن كان من شياطين الإنس.