حاسس بالضياع
الموضوع طويل بس هختصره. أنا شاب عادي كنت طموح ومتحرك فترة مراهقتي واشتغلت شغلانات كتيرة وكنت غير ملتزم لحد ما نصحوني قرايبي بالجواز عشان ألاقي واحدة تأخذ بالها مني وخلافه لأن أمي توفاها الله وأنا صغير -بالمناسبة أمي عانت من مرض عقلي يقال أنه بسبب ضرب أبي لها في الحمام أو مس جني وكانت من وقت لآخر تأتيها حالات تقوم فيها بأفعال غريبة وكانت تأخذ جلسات كهربائية-.
تقدمت لخطبة فتاة متوسطة الحال مثلي تعرفت عليها على النت، جميلة، وفي فترة الخطوبة كنت أنفر منها من حين لآخر وكنت أشعر أنها هيستيرية بعض الشيء ولكني كنت أرجع هذا الأمر لضغط والدتها التي كانت (الفتاة) تبغضها بعض الشيء، والتزمت حسب التعبير المصري وتعجلنا في كتب الكتاب حتى نستطيع الحديث والخروج بحرية، ثم تزوجنا بالرغم من بعض المنغصات والمشاكل، وكنت أقول في نفسي أني يكفيني أنها تحبني حبا جما وهذا ما ييغاه أي شخص من زوجته، في أول شهر حدثت مشاكل كبيرة وفوجئت بردود أفعال من زوجتي غريبة صدمتني، مثل أنها تنفعل إن لم ألبي لها أبسط الأشياء في وقتها، حتى يوما كانت مشادة بيننا وشتمتني، صدمت حينها وبدأنا في الانفصال العاطفي وشعرت كأنني كرهتها ولم أعد أريدها مهما حدث، وكانت من وقت لآخر تذهب لبيت أهلها غاضبة.
تطورت المشاكل حتى اتفقنا على الطلاق وكانوا يريدوني أن أرجعها ولكني كرهتها، ولما كنت بالعمل جاءوا وكسروا الباب لسرقة العفش حتى يقاضونني بعدها بتبديد القائمة ولكن الجيران أبلغوني وتصالحنا في القسم على أن أتسلم القائمة، كانت حامل حينها لأن الحمل تم من أول يوم، وظللنا منفصلين حتى وضعت، ومع الضغط من الأهل رجعنا بعد الولادة بثلاثة أشهر، كنت حينها بدأت أكتئب وأصبحت لا أعمل جيدا وأعتمد في مصاريفي على مال أملكه.
بعد رجوعنا كانت قد تغيرت وأصبحت فتاة جيدة وترغب في إنجاح العلاقة أصبحت تتحملني ولكني أشعر ناحيتها بكره شديد حتى أنني أحلم بها أحلام سيئة ولم أحلم بها حلم واحد جيد، ولكنها في الواقع أصبحت أفضل مني، ظللت ممتنع عن الإنجاب منها أربع سنوات وفي السنة الخامسة رضخت لرغبتها الملحة منذ سنين بالإنجاب ورزقنا بالطفل الثاني، كنت في هذه الفترة أعمل فترة وأترك فترة. أحب أولادي جدا ولا أتخيل البعد عنهم.
كانت من وقت لآخر تتحدث عن أختها الصغرى وعن محاسنها وأخلاقها طباعها والتي تتفوق على زوجتي من ناحية الشخصية والطباع وإن كانت زوجتي أفضل منها في الأخلاق، وبدأت أنجذب لأختها أشعر أنها توأم روحي، وبدأت تأتيني في أحلامي أحلام في غاية الرومانسية، بالطبع لم أتعرض لها بأي شكل وأبغض مشاعري تلك ولكني لا أستطيع تغييرها، عندما أراها أشعر وكأنني مغيب عن الواقع، مع العلم أني كانت لي علاقات متعددة فترة مراهقتي والتي امتدت حتى الواحد والعشرين من عمري قبل الالتزام.
الآن أنا أعاني من البطالة والتي سببها الكسل، وأعاني من تراجع مستوى التزامي، ترددت على طبيبين نفسيين وأخذت بعض الأدوية ولكني لم أشعر بتحسن أشعر أن الأدوية فقط تجعلني أنا أو تجعلني مبلد الحس، ولا أعلم كيف أتصرف في حياتي التي تنهار بسبب كسلي وإحباطي.
تفاصيل أخرى لم أكتبها لعدم الإطالة ولكنها تتلخص في أننا انفصلنا كذا مرة وأخبرت زوجتي منذ سنة بعد حبي لها وهي تعلم ذلك ولكنها تزعم أنها تحبني بقوة وإن كنت لا أشعر بذلك، أشعر أنني أخطأت حين اخترتها لعدم التوافق الفكري والنفسي واعتمدت فقط على الجمال وأنها ستكون طيعة وأن هذا كل ما أحتاجه، لا أحب الحديث معها وأضيق بها وبتصرفاتها ذرعا، أشعر أنني أخطأت أني أكملت هذه الحياة الزوجية الفقيرة مما أدى بي إلى الإعجاب بفتاة مستحيل أن أنالها يوما، بل إني أصبحت أتمنى أن أنالها ولو في الآخرة.
أرجو عدم نشر قصتي لحساسية الموقف
ولكم جزيل الشكر
1/11/2013
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والهناء.
مشكلتك الأولى والأخيرة هي صفاتك الشخصية ولا علاقة لها بالحب وحب أخت زوجتك الصغيرة وغياب تؤام روحك. تشير في بداية الرسالة إلى أنك كنت غير ملتزم ولا تزال كذلك. لا تزال هذه العقد النفسية متأزمة فيك وبعبارة أخرى يطلق الطبيب النفسي مصطلح فرد متضارب أو متعارض Conflicted في داخله صراع لا ينتبه إليه وبالتالي لا يعرف الطريق للتخلص منه.
مصدر هذا الصراع الداخلي هو تاريخك الشخصي. عانت والدتك رحمها الله من اضطراب عقلي ولم تسنح لك الفرصة بالتعلق بها بأمان. توجهت نحو عدم الالتزام في سنوات المراهقة واختيار الزوجة رغم عدم قناعتك بها، ومن ثم اكتشفت بأن الزوجة غير الأم. هذا ما كنت تبحث عنه وبدلاً من ذلك اتهمت زوجتك بأنها هستيرية وتفضل عليها أختها الصغيرة رغم أنها دونها في الأخلاق. أما المعضلة الكبرى فأنك تدعي حبك لآنسة تدرك جيداً أنها لن تقبل بك.
لكي أكون أكثر صراحة معك فالحقيقة أن تعبير هستيرية ينطبق عليك أنت. ربما كانت زوجتك هستيرية في الماضي ولكنها تخلصت من عقدتها النفسية ولا تزال أنت في صراع نفسي تبحث عن الأم الحنون، ولا تشير إلى مصير أطفالك ورعايتك لهم واكتفيت بالقول بأنك تحبهم بشدة. هذه مقالة الشخصية الهستيرية وما عليك أن تفعله هو أن تحب أمهم.
التوصيات:
٠ عذراً إن كان حديثي معك في غاية الصراحة والقسوة ولكن لابد من ذلك وهذا ما كنت سأقوله لك لو تحدث معك في جلسة علاجية.
٠ تقرب إلى زوجتك وتحدث معها. استمع لها واطلب منها أن تستمع إليك.
٠ انتبه إلى عملك وحان الوقت لعبور نهر المراهقة. أنت الآن أب وزوج دخل العقد الرابع من العمر.
٠ لا تتعاطى أي عقار وربما حان الوقت لجلسات علاجية.
٠ لا تتزوج امرأة أخرى لأنك لن تجد الأم فيها. ستكرر نفس المأساة مع أي امرأة أخرى.
٠ عليك أن تشكر زوجتك وتثني عليها.
وفقك الله ورعاك واعمل بما نصحتك به.