عواقب تحرش جنسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بداية أشكركم على إجابتكم القيمة لقد ساعدتني كثيرا على فهم ما يحدث لي أثناء تصفحي لموقعكم قرأت المقال كيف تقين نفسك من التحرش الجنسي2 وأثار انتباهي ما يلي:
(وهناك آثار تظهر على المدى الطويل وتتمثل فيما نسميه بكرب ما بعد الصدمة خاصة إذا كان التحرش كان قد تم في ظروف أحاطها قدر كبير من الخوف والتهديد للشرف أو للكرامة أو لحياة الضحية وسلامته، وهنا تتكون ذاكرة مرضية تستدعي الحديث في أحلام اليقظة أو في المنام وكأنه يتكرر مرات كثيرة كما يحدث اضطراب نفسي وفسيولوجي عند مواجهة أي شيء يذكر الضحية بالحدث، ويتم تفادي أي شيء له علاقة بالحدث، ويؤدي ذلك إلى حالة دائمة من الخوف والانكماش والتردد وسرعة التأثر، كما أن الضحية تفقد قدرتها على الاقتراب الآمن من رجل، وإذا تزوجت فإنها تخشى العلاقة الحميمة مع زوجها لأنها تثير لديها مشاعر متناقضة ومؤلمة)
وأظن أن هذا ما يحدث لي بالضبط وأريد أن أنسى ما حصل لي لقد مللت من الذكريات المؤلمة ونوبات الاكتئاب المتكررة يكفي أن أسمع أغنية ما أو أرى مشهدا أو أي شيء بسيط لأعيش كل هذه الذكريات والخوف من جديد أريد فعلا أن أعيش حياة طبيعية فأنا أكره فكرة الزواج أو التقرب من أحدهم.
من جهة أخرى قرأت عدة مقالات تحث على التسامح واستنتجت أنه ربما يجب علي أن أسامح نفسي أولا وأن أسامح من ظلموني لكنني أواجه صعوبة في النقطة الثانية وخصوصا بالنسبة لأستاذ لم يكتفي بتقربه غير السوي مني بل كان يحاول دائما النقص من قيمتي وتحطيم ثقتي بنفسي وما زلت لحد الآن أحس بالحقد تجاهه وأعرف أن هذا يدمرني ولا يفيدني بشيء لهذا أرجو أن تساعدوني بخطوات عملية لتجاوز مخاوفي والتعامل معها.
انتظر ردكم الوافي
وشكرا لكم على هذا الموقع الذي أفادني كثيرا في وقت لم أجد فيه من يساعدني على تخطي أزمتي.
14/11/2013
رد المستشار
ثقل ذكريات الاعتداء الجنسي The Gravity of Sexual Abuse Memories
شكراً على استعمالك الموقع وعلى ثقتك فيه.
مقدمة:
الخطوات العملية لتجاوز ذكريات الماضي تختلف من إنسان إلى آخر، وتعتمد بالدرجة الأولى على ظروف الفرد الحاضرة، على ضوء ذلك الأسئلة التي يجب على الفرد أن يسألها هي:
٠ ما الذي يمنعني من تجاوز ذكريات الماضي الآن؟
٠ هل هناك تحديات ما يصعب مواجهتها الآن وربما العودة إلى آلام الماضي وسيلة للهروب من مواجهة التحديات؟
هذه الأسئلة في غاية الأهمية وليس من شأنها إهمال آثار الصدمة النفسية الناتجة من التحرش الجنسي. تضيع المرأة وكذلك الرجل من ضحايا الاعتداءات الجنسية أحياناً في متاهات البحث عن أجوبة لأسئلة لا نهاية لها ويكون رد فعل المعالج النفسي أو كل إنسان يعطي آذانا صاغية لهؤلاء الضحايا رد فعل إيجابي مليئا بالحماس في بداية الأمر بعد ذلك يبدأ هذا الحماس بالتلاشي ويشعر الضحية بخيبة أمل وشعور بالنبذ Rejection من جراء هذه التجربة الشعور بالذنب بحد ذاته لا يختلف في إطاره عن الشعور بالنبذ من مجتمع لم يحرص على حماية من ينتسب إليه.البداية هي تقييم احتياجات الفرد من عدة أبعاد والانتباه في عين الوقت إلى ما أسميه ثقل أو جاذبية الاعتداء الجنسي على المدى البعيد المخطط أدناه يوضح النموذج الذي أنصح به، والذي يتعلق بتأثير ثقل هذه الذكريات على الأداء اليومي والاجتماعي والنفسي للمرأة.
إيقاع الفعاليات اليومية
يجب الانتباه أولاً إلى إيقاع الفعاليات اليومية من نوم وطعام ومطالعة وفعاليات رياضية الغاية من المحافظة على هذا الإيقاع هو رعاية المرأة لنفسها وجسدها. طالما تشعر ضحية الاعتداء الجنسي بالاشمئزاز من جسدها ولا تبدي عناية بمظهرها بل على العكس من ذلك تتعمد إهماله بصورة مرضية طالما أكرر النصيحة في الاستشارات الحرص على وضع جدول يومي لأيام الأسبوع وجدول آخر لنهاية الأسبوع مع الحرص على الالتزام بهذا الجدول متى ما شعرت المرأة بأن هناك تدهور بالالتزام بهذا الجدول تعيد تقييم ثقل الذكريات التي تمنعها من الالتزام بهذا الجدول وتعيد الكرة ثانية.الشبكة الاجتماعية
النصيحة دوماً هو مراجعة الشبكة الاجتماعية وتقييمها إن كانت هذه الشبكة الاجتماعية غير موجودة فيجب على الفرد بناء شبكة جديدة رغم أن معظم التواصل الاجتماعي هذه الأيام يتم عبر فضاء الإنترنت ولا حرج في ذلك، ولكن من المستحسن وجود شبكة اجتماعية حقيقية هذه الشبكة الاجتماعية تتطور بسرعة وتؤدي إلى ولادة مجموعة اجتماعية صغيرة ينتمي إليها الفرد في هذه المرحلة أيضاً تراقب الضحية ثقل ذكريات الاعتداء الجنسي التي من شأنها جذب الفرد للتواصل اجتماعياً مع ضحايا آخرين واكتساب دور الضحية عند ذاك عليها الابتعاد عن مثل هذه المجموعة أو تغيير تفاعل أعضائها بعيداً عن ذكريات الاعتداء بالطبع ليس هناك ما يمنع المرأة بالتصريح بتجربتها للمجموعة مهما كانت صفاتها ولكن عليها الحرص أن لا تسمح للآخرين بمعاملتها بصورة استثنائية.
مراقبة الدفاعات النفسية
يجب أن تحرص المرأة على مراقبة تفاعلها الشخصي مع الآخرين سواء في العمل أو العائلة أو الجامعة ليس هناك نهاية لتفاعل الإنسان مع الآخرين يومياً والناتج من ذلك هو:
٠ تجربة إيجابية.
٠ تجربة سلبية.
٠ تجربة محايدة.
ما يعنينا في هذا الأمر هو التجربة السلبية التي تولد مشاعر سلبية يراجع الإنسان هذه التجربة ويحاول أن يسأل نفسه ما يلي:
٠ ما الذي حدث وما كان رد فعلي الحقيقي؟
٠ ما هو رد الفعل الذي كان بودي أن أفعله؟
٠ ما هو رد فعلي المثالي الذي يتناسب مع مبادئي وشخصيتي؟
تضع المرأة بعد ذلك الأجوبة في إطار ما يلي:
٠ تفاعل عدائي.
٠ تفاعل صبياني أو غير ناضج.
٠ تفاعل موزون.
هنا أيضاً يجب الربط بين جميع التفاعلات وثقل ذكريات الماضي عليها بالطبع يحاول الإنسان دوماً الحرص على تفاعل موزون مع الآخرين.
يشمل حقل مراقبة الدفاعات النفسية السلوك السلبي الذي يلتجأ إليه بعض ضحايا الاعتداء الجنسي مثل محاولات شبه انتحارية وإلحاق الأذى بالنفس.
الحالة الطبية
ضحايا الاعتداء الجنسي ربما أكثر تعرضا من غيرهم للإصابة باضطرابات طبية نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية الحدية ويكثر أيضاً اللجوء إلى الانفصال عن الواقع بصورة مرضية يجب الحرص على عدم تفسير مثل هذه الاضطرابات بذكريات الماضي فقط وعلاجها حسب الإرشادات الطبية المتعارف عليها.
الخلاصة
أدرجت أعلاه الخطوط العريضة للتعامل مع ذكريات الماضي وتذكري دوماً بأن ثقل ذكريات الماضي أشبه بثقل جاذبية الأرض ولكن الفرق هنا هو الحرص على عدم الخضوع إلى هذا الثقل الذي يمنع المرأة من تطوير نفسها ومواجهة التحديات.