لم أعد أعرف نفسي
السلام عليكم؛ مشكلتي بدأت قبل 3 أشهر من الآن كنت في حالة استرخاء تام وبدأت أتأمل يدي وغفوت وبعدها قمت من مكاني وكأن شيئا يدخل رأسي وارتعاد أحسست أنه الموت أو الجنون أظن أنها نوبة هلع وبعدها لم أعد أعرف نفسي.
مشاعري بعيدة عني أرى في المرآة وكأنه شخص آخر أرى الناس وكأني أراهم لأول مرة كالدمى قمت بعمل كل التحاليل اللازمة لأني أعرف أن اضطراب الأنا يمكن أن يكون بسبب صرع الفص الصدغي أو كسل الغدة الدرقية ولكن كل شيء سليم والحمد لله مع أني مدرك أن التغيير الطارئ علي داخلي وليس مفروضا من قوى خارجية أي سلامة الاستبصار.
مع العلم أني لا أتناول أي مخدر وأنا رياضي جيد ولكن مع المرض أهملت الرياضة والجامعة؛ واكتئاب أنا أخاف الجنون أو ما شابه وبدأت أسأل أسئلة عن ما هذا الكون وهل أنا موجود وما الحياة ومن أنا بعد اسمي وشكلي مع العلم أني كنت جد مرح ومحب للدراسة، وقد أثر هذا المرض على مستواي الدراسي دكتور هل يمكن أن يزول هذا الشعور بدون أدوية ؟؟ وما المدة اللازمة للعودة لحالة التوازن؟؟
وبماذا تنصحني،
وشكراً جزيلاً.
27/11/2013
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالصحة والنجاح.
ليس هناك جدال بأن الحالة التي تصفها هي حالة انفصال Dissociation هذه العملية النفسية شائعة ويمر بها الغالبية العظمى من الناس في مرحلة ما يقطع الإنسان اتصاله بمحيطه أولاً وبعدها يشعر بأن ما حوله غير حقيقي وهو نفسه غير موجود أصلاً لدرجة ما بعدها تبدأ ذاكرته تخونه تدريجياً ويبدأ بالشعور بأنه إنسان تغير في شخصيته وسلوكه.
رغم هذا الوصف المختصر والرهيب لهذه الحالة لكن الإنسان لا يفقد إدراكه وإرادته حالات الانفصال قصيرة المدى وقلما يشكو منها الإنسان خوفاً من شكوك الناس بأنه أصيب باضطراب عقلي.
استمرار العملية الانفصالية لعدة أسابيع تنبه الطبيب النفسي لحقيقة واحدة وهي: أن الفرد ينفصل عن أزمة أو معضلة نفسية هذه الأزمة بحد ذاتها هي المشكلة أصلاً وتؤدي إلى تغير الحالة الوجدانية والعاطفية للفرد. الانفصال بحد ذاته لا يستحق العلاج ولكن ما يجب علاجه هو الاضطراب النفسي المتخفي خلف ستارة الانفصال.
الفحوص الطبية المذكورة أعلاه شائعة لكل من يشكي من عملية انفصالية ولكنها في عين الوقت سلبية دوماً، وإن كانت هناك اضطرابات عضوية فهي لا تفسر الانفصال أيضاً.
هناك أكثر من استشارة ومقالة عن الانفصال في الموقع....
فاقرأ مثلا:
الانفصال Dissociation : المقدمة
اختلال الإنية : اضطراب انفصالي: تبدد الشخصية وتبدد الواقع
هل أنا موجود ؟ : نعم مع اختلال الإنية
الانفصال أو الانشقاق اختلال الإنية وتبدد الواقع
ظواهر الانفصال وسوسة فاختلال الإنية
اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري مشاركة
التوصيات:
1- لابد من وجود عوامل اجتماعية ونفسية خلف العملية الانفصالية التي تمر بها.
2- لابد من مراجعة طبية نفسية لعلاج القلق والاكتئاب أو أي اضطراب نفسي قد تعاني منه.
3- جميع من يمرون بعملية انفصالية يكثرون من التركيز عليها وتحاشي الخوض في مشاكل نفسية أخرى تجنب ذلك.
4- يزول الانفصال متى ما تمت السيطرة على الحالة الوجدانية والعاطفية.
وفقك الله.
التعليق: فهمت من الرد أن الدكتور يشير إلى أن الانفصال بسبب أزمة نفسية فيحدث الانفصال للبعد عن هذه الأزمة.
و أن علاج الانفصال يكون بعلاج السبب "أو الأزمة".
فكيف يعرف المنفصل الأزمة التي تسبب الانفصال ؟؟ و كيف يتم التذكر؟ حتى ينتهي الانفصال ويعود إلى نفسه مرة أخرى