تشخيص متلازمة أسبرجر في الكبار (توحد عالي الأداء)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، لديك شك بنسبة كبيرة من احتمال إصابتي بمتلازمة اسبرجر (توحد عالي الآداء) قد يكون هذا النوع من التوحد غير معروف بين الأطباء في العالم العربي، وخاصة فيما يتعلق بتشخيص المتلازمة في الكبار لكني سأكتب استفساري على أية حال وأتمنى أن أجد من يمتلك خبرة بخصوص تشخيص المتلازمة في الكبار أكتب هذه الاستشارة لأعرف هل اعتقادي قد يكون صحيحا وتنصحوني بعمل تشخيص رسمي في عيادة نفسية أم لا.
الصفات الشخصية الحالية:
1- أفضل العزلة غالب الوقت، منذ دخولي الجامعة (من سنتين ونصف) لم أفكر حتى بتكوين صداقات ولا أريد أصلا بل أتعمد ترك مسافات بيني وبين زميلاتي حتى أمنعهم من الاقتراب أكثر مني.
2- غالبا لا أستحي من الآخرين، بمعنى عزلتي ليست نتيجة رهاب اجتماعي، واثقة جدا من نفسي وأطرح وجهات نظري بثقة.
3- أعاني من صعوبة شديدة في مجاملة الآخرين وفي رد مجاملاتهم، مثلا عندما يمدحني أحدهم لا أعلم ما هو الرد الملائم في هذه الحالة، سواء لفظيا أو غير لفظيا (بلغة الجسد).
4- أعاني من مشكلة في المجاملات الغير لفظية مثل الابتسامات، بمعنى أني لا أعرف متى أبتسم لأجامل الآخرين وغالبا ابتساماتي تكون متكلفة ولا تخرج بصورة عفوية، وقد جاءني تعليق من إحدى زميلاتي على هذه النقطة باختصار المجاملات اللفظية والغير اللفظية تتطلب مني جهد كبير لأنها لا تخرج بصورة عفوية، ويتطلب مني تفكير عن ماذا أقول لأجامل وأرد المجاملة، وفي الغالب لا أستطيع الرد بشكل ملائم.
5- غالبا أتحدث عن نفسي كثيرا ومتمركزة على ذاتي كثيرا، أو أتحدث عن مواضيع تهمني، غالبا ما يكون الحديث من طرف واحد، قد أتحدث بكلمات رسمية أو كلمات غير مستعملة بين الناس.
6- عفوية جدا وتلقائية في كل أمور حياتي وفي حديثي وصريحة جدا وغالبا لا أكذب، لكن في حال سألني أحد سؤال يحرجني جدا الإجابة عليه أو سؤال قد ينتج عن الإجابة عليه مشكلة كبيرة قد أضطر للكذب لكني لا أستطيع إتقان الكذب، لأن الكذب يسبب لي توتر شديد مما ينعكس على نبرة صوتي ولغة جسدي، كما أني لا أستغل الآخرين وليس لدي أي مصالح مع الآخرين ولا أغش الآخرين.
7- أحترم النظام كثيرا وقد أعاني من نوبة غضب شديدة في حال اخترق أحد النظام، أحتقر كثيرا ومن أعماق قلبي من يستهين بالنظام.
8- لدي مشاكل في التحكم بالغضب، وغالبا ما أكتم غضبي حتى أصل لمرحلة لا أستطيع الاحتمال أكثر وتنتج نوبة غضب شديدة تنتهي براحة نفسية لعدة شهور.
9- لدي حركات خاصة متكررة، أكررها بصورة يومية منذ طفولتي، حاليا حركتي الخاصة هي (لوي الشعر) تزيد بشكل ملحوظ في حالة القلق والتوتر.
10- أهتم جدا بالتفاصيل الدقيقة وغالبا ما أقاطع الدكتورة في الشرح لأسألها عن أدق التفاصيل.
11- قد أفسر الكلام بصورة حرفية، وقد لا أفهم النكت من أول مرة، وقد لا أفهم المعاني الخفية إلا متأخرا.
12- منذ طفولتي وأنا عنيدة جدا (بنظر الآخرين)، مع العلم أني لا أتعمد العناد ولكني أرى أني دائما على حق، مما يجعلني أتمسك بوجهات نظري.
13- أفكر بعمق شديد جدا (تفكير تحليلي) لي أهداف في الحياة، غالب الأشياء التي أفعلها تكون لهدف، وبالمناسبة قد يكون أحد أسباب عزلتي هو أني لا أرى أي هدف في الحديث مع الآخرين، فلا أنا أهتم بما يهتم به الآخرون ولا هم يهتمون بما أهتم به، الحديث مع الآخرين ممل هذا بالإضافة إلى أنه يتطلب مني جهد ذهني كما ذكرت سابقا.
14- غالبا ما يكون لي اهتمامات تستحوذ علي، تتغير من فترة لفترة، (تستمر من شهور إلى عدة سنوات) مثلا قد أتعمق كثيرا بعلم الفلك، ويصبح شغلي الشاغل علم الفلك، قد لا تجدني أقرأ عنه طوال اليوم، لكن ثق تمام الثقة أني أفكر فيه داخل عقلي، غالبا ما يكون هناك شيء أفكر به كثيرا في عقلي، لكن هذه الاهتمامات لا تؤثر على حياتي الدراسية، أي أستطيع التوقف عنها للمذاكرة مثلا، أو لإنجاز مهمة مطلوبة مني، كما أن هذه الاهتمامات هدفها ليس التخفيف من القلق كما يحدث في الوسواس القهري، بل أستمتع بهذه الأنشطة كثيرا ولا أرغب بالتوقف عنها أبدا.
15- يصفني الآخرون بالذكاء والجدية، العفوية، قوة العزيمة والإصرار الشديد، العناد، الثقة بالنفس (أعتقد أني كنت أفتقر للثقة بالنفس في مرحلة البلوغ)، الأنانية (رغم أني في أعماق قلبي لست أنانية)، الغموض، عدم الاهتمام بالآخرين، تبلد الإحساس (رغم أني قد أشعر بعواطف شديدة بل قد أبكي عندما أرى أحد يبكي لكني لا أعلم ماذا أفعل وماذا أقول للمواساة، وفي الحقيقة لم أكن أعرف كيف أضع نفسي مكان الآخرين إلا من 4 أو 3 سنوات تقريبا أي بعمر ال16).
16 - أول صداقة حقيقية لي كانت وأنا بعمر ال 13 تقريبا، قبل هذا العمر كنت دائما وحيدة خاصة أوقات الفسحة، قد أتحدث داخل الفصل كثيرا لكني لا أعرف كيف أكون صداقات وقلما أنخرط مع زميلاتي أوقات الفسحة (خارج الفصل عموما)، قد تجدني أذهب للجلوس مع أختي وصديقاتها، لكني لم أستطع أن أكون صداقات بنفسي.
17- سريعة في المشي وغالبا ما تأتيني تعليقات من المقربين حولي بأن طريقتي في المشي غريبة وليست عادية لا في السرعة ولا في الشكل، (وغالبا سريعة في التحدث حتى)، وعموما أنا لا أهتم كثيرا بنظرة الآخرين لي
18- أعتقد أن المعلومات اللفظية تتطلب وقتا حتى أستوعبها بشكل كامل.
19- الحياة بالنسبة لي أبيض أو أسود، متمسكة بالروتين، متمسكة بأهدافي، إن عقدت العزيمة على فعل شيء ما فسأناضل إلى النهاية حتى أحقق ما أريد على حساب صحتي، بل مستعدة تماما أن أموت مقابل تحقيق أهدافي، أقول هذا الكلام بجدية تامة.
هذه نبذة مختصرة عن أهم النقاط التي أعتقد أنها تشترك مع مرضى الاسبرجر، مع العلم أن أفراد العائلة عموما قد تجد فيهم (بعض) هذه الصفات، لكن بدرجة أقل، وبدون مشاكل في التفاعل الاجتماعي كالتي أعاني منها، باستثناء واحدة من أخواتي قد يكون لديها مشاكل مشابهة في التفاعل الاجتماعي، كما أؤكد أني لست مصابة بالوسواس القهري، قد يكون ما ذكرته مشابه للشخصية الوسواسية، لكن الفرق أني أعاني من صعوبات في العلاقات الاجتماعية بعكس مرضى الوسواس القهري، بالإضافة إلى أني لا أعاني من أفكار (مزعجة) متكررة أو طقوس حركية تثير القلق كما في حال مرضى الوسواس القهري، وحتى هدفي من رغبتي الذهاب لعيادة نفسية ليس للعلاج، بل لأتعرف أكثر على نفسي، فدائما ما أشعر بالاختلاف الشديد عن الآخرين ولا أعلم ما سبب هذا الاختلاف!
مع العلم أني لم أكن أعاني من مشاكل في النطق في الطفولة، ومشكلتي في الطفولة كانت ترتكز على الجانب السلوكي وكما تصفني أمي (عنيدة جدا وغير مراعية لمشاعر الآخرين)، أما بالنسبة للعادات الحركية المتكررة لا أذكر متى بدأت بالضبط لكني متأكدة من وجودها في سن ال7 أو 8 سنوات وكانت بترديد جمل بصوت منخفض بترتيب معين طوال اليوم، وحركات خاصة بالعين أما قبل ال 7 سنوات فلا أعلم أعتذر جدا على الإطالة وأتمنى أن أجد متخصص يستطيع توجيهي بخصوص حالتي،
هل تنصحوني بالذهاب لطلب تشخيص خاص بالأسبرجر؟ أم طلب تشخيص مرض آخر؟
أم لا تنصحونني بالذهاب مطلقا وأن تصرفاتي طبيعية (رغم أني أستبعد ذلك)، وشكرا مقدما..
06/12/2013
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
استعمال مصطلح الأسبرجر في الوسط الطبي النفسي والاجتماعي أصبح شائعا ويجب توخي الحذر في الحصول على هذا اللقب الذي ساهم الإعلام في جميع أنحاء العالم في تمييع اضطراب أمره في غاية الشدة. ساعدت الإترنت كذلك في منح شهادة الأسبرجر لكل من لديه صفات شخصية لا يرضى بها من حوله من الناس لسبب أو آخر.
هذه الأيام لا يستعمل مصطلح الأسبرجر في التشخيص وتم استحداث مجموعة طبية نفسية لما يسمى باضطرابات تطورية عصبية. استفسارك يتعلق بما يسمى باضطراب الطيف التوحدي Autistic Spectrum Disorder .
لا يجوز تشخيص هذا الاضطراب عبر الإنترنت ويتطلب ما يلي:
1- إذا كانت هناك صفات توحدية فيجب مراجعة أخصائي في الاضطرابات التطورية العصبية لتشخيص الاضطراب.
2- على الأخصائي استجواب من تولى رعاية المريض في الطفولة.
3- الأهم من ذلك كله لابد من الحديث في جلسة كاملة عن سبب الاستشارة والعواقب الناتجة أحياناً من الحصول على لقب مصاب باضطراب توحدي. الحصول على هذا اللقب بحد ذاته قد يمنع الفرد من التطور الشخصي ويسبب تهميشه اجتماعياً ومهنياً وحتى تعليمياً.
يمكن تحليل استشارتك حسب الترتيب كما يلي:
1 و 3 : صفة شخصية تميل إلى العزلة.
2: صفة شخصية تعكس ثقة عالية بالنفس.
4: المصاب بالتوحد لا يجهد نفسه بالتفكير في هذا الأمر.
5: المصاب بالتوحد لا يميل إلى ذلك.
6 و 7: صفات شخصية تعكس درجة أخلاقية عالية ورفيعة.
8: يميل الكثير إلى التصلب في مواقفهم ولا يعني ذلك صفة شخصية توحدية بالضرورة.
9: ليُّ الشعر سلوك حركي شائع وليس مرضياً وخاصة إذا انتبه إليه الفرد.
10 أو 11: هناك تفاوت في البشر في هذا الأمر وقد يكون طبيعياً للغاية.
12: هذا ما يسمى بنمط المزاج أو طبع الطفل. هناك من طبعه مرح أو عنيد أو بطيء في الميل إلى المرح.
13: هذه الفقرة تنفي إصابتك بطيف التوحد حيث اهتمامات المصاب بالأسبرجر مستمرة ولا تتغير وتهيمن على حياته. عند هذه النقطة يمكن نفي إصابتك بالأسبرجر بكل ثقة وإن قال لك أحد غير ذلك فهو مخطئ.
أما الصفات المتبقية فهو وصف لجوانب من السلوك الشخصي غير المرضي.
التوصيات:
1- لا حاجة لك بمراجعة طبية للحصول على هذا التشخيص.
2- شخصيتك ستتغير بدون شك مع الأيام والتجارب.
3- نصيحتي لك بعدم وضع تصرفاتك الشخصية في إطار مرضي.
وفقك الله.
واقرأ على مجانين:
اضطراب الأسبرجر : أبعاد اجتماعية وصحية وحضارية
تشخيص مقترح للتوحد، يثير غضب مرضى أسبرجر