تناقض؟ أم حالة طبيعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم على هذا الموقع الرائع وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأرجو أن يرد علي د.وائل
لا أعرف من كيف أبدأ ولكن سأحاول إيجاز مشكلتي:
نشأت في أسرة متدينة (ومتشددة) إلى حد ما، فأنا فتاة غير متزوجة، تخرجت من إحدى الكليات مشكلتي بالتحديد في صعوبة تقبل فكرة الجنس في الحياة، فأنا تربيت أنه شيء عيب و(قلة أدب) ولكني مؤخرا بدأت أقرأ في الموضوع وصدمت من الكثير من المعلومات منها عل الأخص:
1- أنه لا يوجد حياء بين الزوجين وينبغي على الزوجة أن تظهر رغباتها وتتناقش مع زوجها في هذا وأن الرجال لا يحبون المرأة التي تظل (مكسوفة)
2- مسألة تناول الأعضاء التناسلية بالفم وأن هذا حلال ولا يجب على الزوجة رفض طلب زوجها في ذلك.
3- أنه يجب على الزوجة إظهار استمتاعها بتلك العلاقة، أنا لا أستطيع أن أتخيل نفسي أقوم بهذا بالرغم من وجود الرغبة الجنسية، ولكن أن يتم إشباعها بهذه (البجاحة) على حسب وصفي هذا ما أرفضه كنت أظن أن نهاية المطاف هو أن تكون المرأة خجولة أثناء العلاقة وتتحمل هذا الخجل والسلام، علما بأن خجل الأنثى بالنسبة لي هو تاج رأسها، وحتى لو تخيلت أني في يوم من الأيام بعد الزواج تغلبت على هذا الخجل مع مرور الوقت فأنا لا أحب أن أكون هكذا (بجحة)
- مع العلم أني ابتليت فترة بمشاهدة الأفلام الإباحية ولكن تبت إلى الله (فأنا فتاة متدينة) فكيف إني شاهدت تلك الأفلام ولا أستطيع تقبل فكرة الجنس، أين خجلي إذن حين شاهدتها؟
- بالإضافة إلى أني أحب أن أظهر جمالي لأصحابي البنات أو ألبس أشياء تبين مثلا جزءًا من جسمي مع الحركة فقط وأتصنع أن هذا يسبب لي الخجل، ولكن بالفعل أنا خجولة في كثير من الأشياء فأستغرب هذا التناقض بداخلي وأريد أن يرد د. وائل على الأسئلة التالية:
1- كيف يمكن تغيير نظرة الفتاة إلى الجنس بعد أن تغلغلت بالمفهوم الخاطئ؟
2- هل أنا إنسانة متناقضة في داخلي أم أن تلك الأشياء التي ذكرتها طبيعية؟
3- عندما كنت أشاهد الأفلام الإباحية كنت أصل للذروة في وقت قصير جدا لا يتعدى 30 ثانية وبدون ممارسة العادة السرية (أي بالمشاهدة فقط) فهل هذا طبيعي ولو كان غير ذلك فما هو الحل؟
السلام عليكم؛
أنا صاحبة مشكلة (تناقض أم حالة طبيعية)، وودت أن أصيف بعض النقاط التي قد تكون لها علاقة للمشكلة من قريب أو بعيد
1- تعرضت للتحرش من قبل في المواصلات والشارع
2- علاقتي بأسرتي طيبة
3- ليس لدي أخوات إناث.(أنا البنت الوحيدة)، ولم يتسنَّ لى مناقشة تلك المواضيع مع أحد من قبل
4- وبالتالي لا أستطيع معرفة مدى صحة المعلومات من خطئها
5- لا يوجد لدي أي أمراض والحمد لله ولا آخذ أدوية
6- المستوى المادي متوسط
5/12/2013
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على طلبك مني الحديث في موضوع طالما يدور بيني وبين موسوسات لديهن ما يحترن في توصيفه ويخجلن... هل هو قرف من الجنس أم خجل؟ كثيرا ما دار الحديث كذلك مع أصحاب السمات القسرية التي تكثر في المؤدبات من البنات... كما تحتاج أغلب حالات التشنج المهبلي إلى عمل معرفي في صميم هذا الموضوع.
ليس تناقضا غريبا علي -ولا على غيري من الأطباء النفسانيين- يا "ريم" بل إن من المألوف أن نجد قدرا من الانفلات يقابل فرط الانضباط فهذا دليل على أننا بشر.... مثلا طالما ناقشت جداول محاسبة النفس على التفريط في أداء أو إحسان أداء العبادات مع من أعالجهم من إدمان العادة السرية والمواقع الإباحية... ولعل الفقيه النابه يفهم أن سبب ذلك ليس إحسان العبادات وإنما الرغبة المفرطة في تقويم النفس البشرية وإلزامها بما لا تطيق من القيود والشروط سعيا للوصول إلى المثال الأكمل فتكون النتيجة الانفلات والوقوع في الأخطاء... ثم الندم عليها...إلخ.... مصداقا لقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقي" صدق صلى الله عليه وسلم، أخرجه البيهقي؛
ذلك أن الإنسان الذي لا يراعي إنسانيته فيما يلزم نفسه به دون التدرج المطلوب لابد يفشل، وكما قال الإمام الغزالي في شرح الحديث السابق ليصف حديث العهد بالالتزام الديني "يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج، فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطريق الأقصى في التبدل، فإن الطبع نفور، ولا يمكن نقله عن أخلاقه الرديئة إلا شيئا فشيئا حتى تنفصم الأخلاق المذمومة الراسخة فيه، ومن لم يراع التدريج وتوغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره".
هناك معلومة أراها خاطئة تتعلق بقولك: (مسألة تناول الأعضاء التناسلية بالفم وأن هذا حلال ولا يجب على الزوجة رفض طلب زوجها في ذلك)، ودون أي تجريح في الفتوى أو الفتاوى التي تستند إليها تلك المعلومة، أقول لك أن هذا وإن كان حلالا فهو ليس واجبا بل بالتراضي أي أن التراضي فيما أرى شرط للوجوب وأحسب أن التدرج والتفاهم طريق لازم للتراضي، ولي شخصيا رأي قديم في هذا الموضوع أنتقد فيه الفقهاء المعاصرين وأبين لهم ما أراه تقصيرا وتناقضا في أقوالهم فاقرئي: لعق الأصابع بعد الأكل/لعق الأعضاء مع الجنس
ثم كما طلبت: يرد د. وائل على الأسئلة التالية:
1- كيف يمكن تغيير نظرة الفتاة إلى الجنس بعد أن تغلغلت بالمفهوم الخاطئ؟..... بداية يحدث ذلك التغيير في أكثر الحالات بصورة طبيعية تلقائية بعد الزواج إذا أحسن الزوج التعامل مع زوجته مقدرا لمفاهيمها ومشاعرها، ولا تصل المشكلة إلى الطبيب إلا في غير ذلك من الحالات عندما يحدث امتناع عن العلاقة أو فشل فيها ويكتشف أن السبب هو مخاوف الفتاة أو وجود خطأ في موقفها من العلاقة الجنسية، ويتم التغيير خلال العمل المعرفي الذي يهدف أولا للوصول إلى الآلية المعرفية لتشكل المفاهيم الخاطئة والقناعات الراسخة المتعلقة بالعلاقة الجنسية ثم الافتراضات المعيقة التي نتجت عن تلك القناعات ثم يصل المعالج مع المريضة إلى صياغة متفق عليها وبعد ذلك تبدأ مراقبة الأفكار التلقائية السلبية التي ترتبط بالعلاقة والعمل عليها وكثيرا ما تكون هذه المرحلة من العلاج كافية في المتزوجات في حالة وجود زوج متفهم بما يجعل التجارب السلوكية ممكنة، اللهم إلا في بعض حالات التشنج المهبلي التي ربما تستدعي عملا معرفيا سلوكيا أعمق.
2- هل أنا إنسانة متناقضة في داخلي أم أن تلك الأشياء التي ذكرتها طبيعية؟..... أفضت في توضيح هذه النقطة في أول ردي عليك لكني هنا أضيف أن تلك الأشياء ليست فقط طبيعية بل هي الدليل الساطع على أنك إنسانة طبيعية!
3- عندما كنت أشاهد الأفلام الإباحية كنت أصل للذروة في وقت قصير جدا لا يتعدى 30 ثانية وبدون ممارسة العادة السرية (أي بالمشاهدة فقط) فهل هذا طبيعي ولو كان غير ذلك فما هو الحل؟.... هذه خبرة طبيعية تماما ولا توجد أي مشكلة إلا كون مشاهدة الأفلام الإباحية ضارة جدا لما تسببه من تشوهات معرفية للمتلقي ويمكنك الاستزادة من المعرفة هنا بقراءة مقالنا: الاعتمادية على المواد الجنسية الإباحية..... وما دمت توقفت عن مشاهدة تلك الأفلام فلا توجد مشكلة.
وأخيرا شكرا لك يا "ريم" على ثقتك، وأطئنك بأن ليست تعيش في مصر ولا في العالم العربي من لم تتعرض للتحرش في مواصلات عامة، ولا حل لذلك مرحليا إلا أن تتعلم الأنثى حماية نفسها، وأهلا وسهلا بك دوما على مجانين.
التعليق: ابنتنا العزيزة
أحمد الله انه مازال في بلدنا حياء بنت مثل حيائك وإن كان هناك نقطة سوداء وهي مشاهدة الإفلام الإباحية أرجو أن يتوب الله عليك وعلى جميع من ابتلي بهذا
يا بنيتي حالتك هي الحالة الطبيعية المفروض أن الفتاة المؤدبة ليس لها تجارب في هذا الموضوع ولكنك قبل زفافك يمكنك القراءة في الموافع الدينية لتتعرفي على العلاقة بين الزوجين والتي تتعامل مع هذه الموضوعات بأسلوب راقي يماثل ما جاء في كتابنا الكريم ليصف هذه العلاقة الراقية بكلمات جميلة مثل
" مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا"
" نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم "
وأسأل الله أن يرزقك زوجا مؤدبا مثلك
وبعد عدة سنوات من الزواج إن شاء الله اقرئي ما كتبته في رسالتك وستجدين نفسك تضحكين بهستيرية
لأن الجماع فطرة فطر الله عليها البشر من أجل التناسل
لذا أرجو أن تبتعدي عن المواقع الإباحية وتشغلي نفسك بحفظ القرآن حتى يأتي زوجك في الموعد الذي حدده الله وقتها ستعرفين معنى القبلة الحلال وطعمها ستعرفين معنى أول لقاء في الحلال وتستمتعين به
أما الجنس الفموي فكما قال د. وائل هو موضوع بالتراضي بين الزوجين بشرط النظافة التامة وعدم بلع المني