الاحتلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا شاب في مقتبل العمر أعاني من فترة من القيام بالعادة السرية ولفترة طويلة جدا قاربت العشر سنوات والعياذ بالله كنت قد بدأت هذه العادة تقريبا في الصف الرابع الابتدائي، حاولت جاهدا تكرارا ومرارا إيقاف هذه العادة لكنني لم أستطع أن أقلع عنها.
التزمت والحمد لله قبل سنتين تقريبا ومكثت شهرين بعد الالتزام ولم أفعل تلك العادة إلا أنني بعد الشهرين غلبني الشيطان، وكما تعلم بأنني أدرس في جامعة مختلطة والمهم أنني ما زلت على هذا الحال إلا قبل خمسة أشهر والحمد لله تمكنت من ضبط نفسي ولله الحمد لكن السؤال هنا يطرح نفسه أنا لماذا أوقفت العادة السرية؟ .
صراحة لأنني كنت أريد إقامة علاقة غير شرعية مع طالبة تدرس معي لكنني أعلم أن هذا الموضوع حرام لذلك اكتفيت بالتفكير في هذه الطالبة ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا وأنا لم أفعل العادة السرية.
وما أقلقني كثيرا هو أنني لم أحتلم أبدا في هذه الخمسة أشهر فهل ذلك دلالة على أي شيء لأنني متخوف بأن أكون أشكو من علة ما وأنا لا أدري مع أنني هذه الفترة أشعر برغبة شديدة في فعل العادة السرية.
فما تعليق سعادتكم أردت أن أذكركم بأنني في الفترة الأخيرة آخر شهرين فعلت الريجيم الكيميائي فهل لذلك علاقة بالموضوع؟
أيضا حالتي النفسية والحمد لله جيدة جدا..
أنا طالب أدرس في كلية عملية.
أرغب في أن تكون هذه الرسالة سرية.
27/04/2004
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، نعتذر بدايةً لأننا سننشر الرسالة كما وردتنا مع تجهيل بياناتك تماما، نظرا لأهمية مناقشة ما تطرحه من أفكار، وأهم ما يجب بداية هو أن نحييك على نجاحك في الإقلاع عن ممارسة عادة الاستمناء السيئة، فهذا نصر كبير في جهادك لنفسك.
وهناك نقطة أخرى في الموضوع الذي تطرحه لا ندري ماذا تقصد بها فأنت تقول: (ولله الحمد لكن السؤال هنا يطرح نفسه أنا لماذا أوقفت العادة السرية؟ صراحة لأنني كنت أريد إقامة علاقة غير شرعية مع طالبة تدرس معي لكنني أعلم أن هذا الموضوع حرام)، فماذا تقصد بالعلاقة غير الشرعية؟
إن ما ُيفهم في إطار ما سبق هو أنك كنت تريد إقامة علاقة جنسية وهذه بكل تأكيد علاقة محرمة شرعا!
لكن ما يظهر بعد ذلك أمرٌ مختلف بل أظنه محمودا في الدين الإسلامي فأنت اكتفيت بعد ذلك بالتفكير في تلك الفتاة، معنى ذلك هو أن ما كنت تنويه وتعتبره حراما كان أن تكلمها! وأنا هنا أتساءل هل فهمي صحيح أم لا؟
إن ما يستنتج من إفادتك يا عزيزي هو أنك أحببت تلك الفتاة، وليس في الحب ما يشين خاصة إذا كانت نتيجته مساعدتك في الإقلاع عن عادة سيئة مثل الاستمناء،
وقد بينا في إجابات كثيرة لنا أن الحب ليس حراما في ذاته بينما قد تكونُ السلوكيات المبنية عليه حراما أو حلالا حسب ما تختار، وبينا كذلك أنك لا تستطيع أن تحكم مشاعرك بينما أنت مطالب بأن تحكم تصرفاتك المبنية على تلك المشاعر لأن الله يحاسبنا على سلوكياتنا التي نستطيع اختيار فعلها أو عدم فعلها وليس على مشاعرنا وميولنا التي لا يد لنا فيها، وأحيلك هنا إلى مقال على موقعنا مجانين تحت العنوان التالي:
الحب في الجامعة بينَ الحلم و الواقع
فإذا نظرنا إلى الأثر الطيب الذي تركته مشاعرك تجاه تلك الفتاة على سلوكياتك سنجد أنك تمكنت أن تقلع عن عادة سيئة، وكذلك ضبطت نفسك فلم تندفع لمحاولة الانفراد بتلك الفتاة، ونظن أيضًا بدأت تحسن من أدائك في دراستك العلمية وكلها أشياء طيبة.
نصل بعد ذلك إلى قلقك بشأن الاحتلام لنقول لك ليس هناك ما يستدعي القلق لسبب بسيط هو أن السبب الذي يحدث من أجله الاحتلام ليس مؤكدا، فهي ليست مثلا طاقة زائدة عن الحد دائما مثلما يعتقد كثيرون، وأحيلك هنا إلى ردود سابقة على استشارات مجانين ناقشنا فيها هذا الموضوع وذلك تحت العناوين التالية:
الاستمناء أثناء النوم: الأوضاع قبل الأحكام
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
لماذا لا أحتلم ؟
تبقى لنا نقطة نستطيع من خلالها أن نستنتج سبب قلقك، وهي ممارستك للحمية المنحفة بإحدى الطرق الكيميائية أو أسميته أنت بالريجيم الكيميائي، لنقول لك قد يكونُ هناك أثر لذلك وقد يكون هو السبب في حدوث بعض الخلل في عمليات جسدك الحيوية.
ولكن هذا الأمر عابر بكل تأكيد، فلا تقلق وحاول أن تتناول طعامك بصورة متوازنة، وأما لماذا من خمسة أشهر مع أنك بدأت تلك الأكذوبة أقصد الحمية الكيميائية منذ شهرين فقط فهو لأنك كنت في حمية أخرى قبلها غالبا والله أعلم، لذلك أنصحك بالكف عن كل محاولات الحمية المنحفة لأنها تضر أكثر مما تنفع وأنصحك بقراءة المقالات التالية من على مجانين:
أكذوبةٌ اسمها أغذيةُ الحمية المنحفة
أكذوبةٌٌ اسمها (الريجيم) الحميةُ المنحفة
الجوع والشهية ومعاملُ الشبع
هل البدانة مرض ؟
تأرجح الوزن (تَـرجافُ الجسدِ)
وفي النهاية أحييك مرة أخرى على نجاحك في التخلص من عادة الاستمناء وأتمنى أن يقويك الله على المثابرة، وقريبا ستحتلم إن شاء الله،
وأهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.