أريد منكم التوجيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أشكركم على هذا الموقع الرائع والسبيل إلى راحة النفس. والله العظيم أعتبركم بأنكم أهلي وأنكم بمثابة أبي وأمي.
بداية أعرف نفسي أولا أنا طالبة ماجستير في الدراسات الإسلامية. وأهلي يعيشون في دولة عربية. وأنا هنا مع إخواني الكبار في بلدي. معروفة بأنني ذات أخلاق ودين والحمد لله.
على كل حكايتي بأنني كنت مخطوبة وخلالها مررت بقصة عاطفية قوية. وانتهت تلك القصة بالانفصال لأسباب كثيرة، وشعرت بعدها بحالة من الاكتئاب والحزن الشديد.
وسأقسم مشكلتي إلى نصفين:
النصف الأول من التفكير:
1. نظرة التشاؤم من المستقبل.
2. شعوري دائما بالبكاء.
3. الإقبال على قراءة القصص وكتابة الخواطر المحزنة.
4. تذكر الماضي المرير وأمور سيئة رغم أنني أريد طردها ومحوها من ذاكرتي ولكنني لم أقدر على ذلك.
5. أشعر دائما بالغربة لأنني بعيدة عن أهلي.
6. وأمقت نفسي عندما أرى صورا لضحايا الحرب ولا أعمل شيئا.
حاولت أن أنغمس مع صديقاتي حتى أنسى كل تلك الأمور وتراودني عندما أكون وحيدة أو قبل النوم.. وأحاربها عن طريق قراءة المذكورات وبعد الانتهاء من القراءة ترجع تلك الأفكار.
النصف الآخر من التفكير:
1. من ناحية نفسي أريد إنهاء رسالتي الماجستير، وإيجاد عمل مستقر، وامتلاك سيارة وبيت.
2. من ناحية أهلي. فإلى متى سيصرفون علي. وأعتمد على نفسي. وأريد أن أصرف عليهم حتى يشعروا بأنهم قد أوجدوا بنتا تساندهم في كبرهم.
3. ناحية المجتمع أريد بناء دار يُضم فيها الأيتام والفقراء وذوي الحاجة...
حتى يكون هذا العمل متواصلا يصل إلي وأنا في داخل قبري.
لا أدري ماذا أقول لكم لأن رأسي يفكر كثيرا في تلك الأمور التي ذكرتها مما أدى إلى عدم استطاعتي في إتقان شيء معين حتى على كتابة رسالة الماجستير.
على كل أريد منكم التوجيه والنصح..... وهاأنذا أصبحت ورقة في مهب الريح...لا أدري ماذا أفعل أو في ماذا أفكر بالضبط....................
2/5/2004
رد المستشار
الأخت الفاضلة.......عواطف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنت تعانين في الوقت الحالي من أعراض اكتئابية ربما يكون ضمن أسبابها ما يلي:
1- فشل الخطبة وانهيار التجربة العاطفية القوية.
2- معيشتك بعيدا عن أهلك وافتقادك لهم.
3- إحساسك بالتعاطف مع ضحايا الحروب وفي نفس الوقت تشعرين بالعجز عن فعل شيء لهم.
4- عجزك عن إكمال رسالة الماجستير.
وهذه الأعراض الاكتئابية تجعلك متشائمة وحزينة ولديك ميل للبكاء وعاجزة عن إتمام الرسالة, ومع هذا ما زلت تقاومين هذا الوضع وترفضين الاستسلام له وقد اتضح هذا في الجزء الثاني من رسالتك الذي ذكرت فيه الجانب الإيجابي من حياتك النفسية وهو:
1- رغبتك في إنهاء رسالة الماجستير.
2- رغبتك في امتلاك بيت وسيارة والعيش في استقرار.
3- رغبتك في الكسب والاعتماد على نفسك بدلا من الاعتماد على الأسرة.
4- رغبتك في مساعدة المجتمع من خلال إقامة دار للأيتام كل هذه الرغبات تدل على أنك لم تسقطي في قاع الاكتئاب لأنك ما زلت تحلمين وتتمنين فعل أشياء إيجابية كثيرة في حياتك, وإذا استطعت تغليب هذه الجوانب الإيجابية في نفسك على الجوانب السلبية سالفة الذكر فإنه بإمكانك تجاوز هذه الأزمة والتي نسميها في علم النفس "أزمة نمو", وهي تعنى أننا تواجهنا في مرحلة من مراحل عمرنا النشطة (خاصة مرحلة الشباب) صدمات أو مشاكل تجعل ثقتنا تهتز في أنفسنا وفي المستقبل وفي الناس والحياة، ونشعر أننا على وشك الانهيار وأن الأشياء حولنا تفقد معناها. وقد تمتد هذه الأزمة لأيام أو شهور حتى نقرر إن كنا سنستسلم لعوامل الإحباط التي واجهتنا أم سنعلو فوقها ونتجاوزها ونزداد بها قوة وخبرة في الحياة.
ومن خلال الجزء الثاني من رسالتك أشعر أنك بدأت في الخيار الثاني ولو على مستوى الأحلام والأمنيات وهذا ليس بالقليل لأنه على الأقل يمثل مشروعا للمستقبل وخيارا للحياة ينقصه ترتيب أولويات وتخطيط سليم وإرادة تنفيذ.
ابدئي الآن بترتيب أولوياتك فكفي عن البكاء على الماضي ولا تجلسي واضعة يدك على خدك تبكين الحبيب الذي ذهب, وابدئي من الآن العمل في رسالة الماجستير شيئا فشيئا واحترمي أي إنجاز تقومين به وافرحي به فالإنجاز يولد إنجازا آخر والحركة تنادي أختها.
وإذا استطعت الجمع بين العمل ودراسة الماجستير فلا تترددي في ذلك خاصة إذا كان هناك عمل متاح, فإن لم يكن متاحا فلا تحرمي نفسك من عمل خيري ولو بسيط لكي تشعري بأن لك رسالة مهمة في الحياة وتقل مشاعر الذنب والتقصير لديك خاصة أنك ترغبين في مساعدة الأيتام وما أكثرهم في كل مكان.
أكثري من الدعاء بأن يساعدك الله على تحقيق كل ما تحلمين به مما ذكرته في رسالتك وكوني على ثقة بأن الله سيستجيب لدعائك إن آجلا أو عاجلا, فالدعاء بهذا المعنى يقوي النفس ويبعد روح التشاؤم ويخلق في النفس تخطيطات للمستقبل ومشروعات للفعل يباركها الله ويدفعها. وإذا وجدت نفسك غير قادرة على فعل ما اقترحته عليك فربما تحتاجين إلى جرعات بسيطة من مضادات الاكتئاب يصفها لك أقرب طبيب نفسي.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك موقعنا مجانين، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي الأكبر الدكتور محمدالمهدي، غير إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية وستجدين فيها ما يفيدك جدا إن شاء الله:
عسر المزاج، والاكتئاب
اللامبالاة، هل هيَ اكتئاب ؟
الاكتئاب الجسيم ، وماذا بعد ؟؟
الاكتئاب والإجراءات الخاصة
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.