لا أستطيع التكيف مخنوقة..!؟
مشكلتى إني هنا في البيت مش عارفة أتكيف مع ماما وبابا وماما بالذات فنحن دائما مختلفين في الرأي ودائما في شجار ومنازعات فأنا أشعر أنني عصبية شوية وماما برضه عصبية وكلانا له عذره فهي عندها الغدة الدرقية تسبب لها انفعالا وأنا كنت أتعاطى أدوية وأنا صغيرة بسبب إصابتي بمرض الصرع وهذه الأدوية سببت لي العصبية على الرغم من أنني أوقفتها منذ 8سنوات تقريبا.
المهم إني حاسة إن خُلقي بقى ضيق قوي ومش قابلة نصيحة حد ودايما مزعلة ماما بس والله مش بقصدي أنا بدون ما أشعر أحس بأنني لا أتحمل وأرفع صوتي وأنا في غضب يقترب من الجنون وهذا من أقل شيء وأحس بإني مش عاجبني حاجة ودايما مش راضية عن نفسي ومتمردة على كل حاجة وأحس إني أصبحت عنيدة جدا جدا جدا ومبحبش حد يتدخل في حياتي بأي صورة من الصور وخصوصا ماما لأني بحس منها إني أنا الطفلة الصغيرة إللى مش عارفة مصلحتها مع إنى بأحس إني والحمد لله راجحة العقل ومش محتاجة لكل ده.
فمثلا لما أتكلم مع إحدى صديقاتي في التليفون مبحبش حد يسمعني وأغلق علي الباب مع أننا نتكلم كلاما عاديا جدا ولكني أشعر بضيق فظيع عندما أتكلم مع أحد ويوجد أحد بجانبي مش عارفة ليه ولما حد يدخل عليا بوقف المكالمة حتى يخرج لأني بحس إنه بيتجسس عليا مما جعل والديّ يشكون في وبصراحة ده من حقهم لأني أرفض تماما إني أتكلم مع حد ويوجد شخص بجانبي لأن أمي بالأخص عندما أتكلم بجانبها أجدها تستمع إلى كل حديثي (تستمع وليست تسمع) وتحاول أن (تجرجرني في الكلام) علشان أحكي لها كل تفاصيل المكالمة وأنا بتنرفز قوي من كده أحب إن تكون لي خصوصياتي لكن أنا بحس إن ماما بتدخل في كل شيء يخصني أكثر من اللازم وهذا يشعرني بالضيق ويجعلني عصبية جدا وأحيانا كثيرة أصرخ في وجهها وأقول لها (ملكيش دعوة بيا)
فأنا حاسة إني أنا مخنوقة من كده ومن كُتر المشاكل التي تحدث بيننا يوميا فأنا أريد تفسيرا لكل هذا وكيف أستطيع حل كل هذه المشاكل فأنا أصبحت عاقة جدا لوالديّ ومش عارفة أصلح من نفسي مع إني حاولت كتير. أشيروا علي ماذا أفعل؟؟؟؟؟
8/5/2004
رد المستشار
هناك بعض الأعراض عضوية المنشأ تتشابه في أعراضها مع بعض الاضطرابات النفسية مثل زيادة إفراز هرمون الثيروكسين Thyroxin Hormone الذي تفرزه الغدة الدرقية Thyroid Glandأو مرض جريف كما يقول لنا علم النفس الفسيولوجي، فزيادة إفراز هذا الهرمون تسبب للمريض سرعة التهيج العصبي والانفعال الزائد وعدم الاستقرار الحركي والانفعالي ويكاد يكون المريض في حالة توتر دائم.
وهناك أيضا بعض الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي وتسبب أيضا بعض الاعتلالات النفسية تماما كما في حالة الأم والابنة في مشكلتنا هذه فالأم منفعلة بسبب إصابتها بمرض جريف وكذلك الابنة والتي نزيد عليها المرحلة العمرية التي تمر بها الابنة هذه المرحلة التي تكاد تكون فيها صورة الابنة دائمة الشجار مع والدتها هي الصورة الغالبة، ولكن أحب أن أوجه كلامي لك أيتها الفتاة وليس لأمك.
فأنت الملامة في كل ذلك فبدلا من أن تكوني الابنة المطيعة الهادئة كما أوصانا الله عز وجل وفرض علينا إكرام الوالد ينكنت عكس ذلك وبدلا من أن تخفضي من آلام أمك وتهوني عليها، وأعلم من كتابتك لمشكلتك أنك تعلمين أن مرض والدتك هو السبب في توترها وانفعالها وبدلا من التخفيف عنها وتحمل مرضها والصبر عليها زدت عليها الانفعال بتصرفاتك المراهقة، سوف تقولين أنك أيضا مريضة ونفسيتك متعبة وما هو ذنبك؟؟!
نقول نحن أنه ليس ذنبا عليك بقدر ما هو واجب وعبادة لله في شخص أمك واجب تقاعست أنت عن القيام به، فواجبك أن تتحمليها كما تحملت هي مشقة حملك ووضعك وتربيتك. ولا تلومي إلا نفسك أنتِ، فأنت من أوحيت إليها وجعلتها تتشكك فيك فلا تثق بك، وبتصرفاتك هذه فما معنى أن تأخذي التليفون وتتحدثي مع صديقاتك في غرفة مغلقة وتكرهي أن يسمعك أحد وأنت تتحدثين من يصدق بأفعالك هذه أنك تتكلمين معهن كلاما عاديا ومن أدرى والدتك بذلك ومن يدريها أنك تحدثين فتاة، فما تفعلينه لا يعطي ثقة أو يجعلها تصدق كلامك، وماذا سوف يحدث لو أنك تحدثت مع صديقاتك أمام والدتك؟!!!
الإجابة: لا شيء بل سوف تكف والدتك عن الاستماع لما تقولين ماذا سوف يحدث لو تحدثت مع والدتك في أمر ما يضايقك أو يلزمك فيه المشورة؟! أين التدخل في الخصوصيات هنا؟ أنت من صنعت هذه المشكلة بتصرفاتك هذه وبحجة عدم التدخل في خصوصياتك، وسؤال أخير يلح علي وأود أن أطرحه عليك وهو ماذا تعنين بخصوصياتك؟!!! وما هي الخصوصية من وجهة نظرك خصوصية الفرد هي احترام طريقة تفكيره وأفكاره التي يتبناها واحترام حريته في اتخاذ قراره بنفسه، وهذا لن يحدث إلا عندما يصل الفرد إلى مرحلة النضج الكافية التي تجعل منه شخصا مسئولا قادرا على فعل ذلك دون قيود هنا يكون له خصوصياته الفكرية والعقلية والشخصية.
إذن حاولي أن تغيري من تصرفاتك هذه التي تثير الشبهات بابتعادك عن مواطن الشبهات ولن تتعبي كثيرا في تغييرها لكي تنعمي بالهدوء ولن يكلفك ذلك شيئا وتأكدي أن أمك تهتم بك وكل ما تفعله هذا نابع من اهتمامها وحبها لك.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك، لعلني أختلف قليلاً مع الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل في وجهة نظرها وتحاملها عليك، ولا أدري هل هي قسوة الإناث على الإناث أم أن الأستاذة إيناس تقمصت شخصية الأم أو انحازت لها؟ من الواضح أن مشكلتك مع من في البيت جزء منها يتعلق بتدخلهم الزائد عن الحد في شئونك أو على الأقل محاولتهم التدخل، ولما كان من المؤكد أنك كبرت وأن من حقك أن تكون لك بعض الخصوصية على الأقل فإن موقفنا سيكونُ الانحياز إلى جانبك خاصةً وأننا لم نسمع إلا منك، وربما لو سمعنا رأي الأطراف الأخرى لقلنا نفس ما قالته الأستاذة إيناس. ونحن ولا نخفي منحازون للفتاة العربية التي نراها مظلومة في كثير من الأحيان، وماثلةٌ في مخيلتنا الكيفية التي تعامل الفتاة العربية في أكثر بيوتنا من المحيط إلى الخليج مثلما ترين على موقعنا مجانين تحت العناوين التالية:
نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة !
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
للصبر حدود : أفيقي يا أمنا العربية !
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
أفش شعري ! صامتة وراغبة في الصراخ !
بدلا من البرد والخجل : أفش شعري ونصرخ معا
سيكولوجية الفتاه العربية
وأما من ناحية والدتك أكرمها الله فإننا نقدر خوفها عليك ورغبتها الدائبة في الاطمئنان عليك خاصةً في زمن كالذي نعيش فيه، والذي اختلطت فيه المعايير وأصبح خوف الأهل الزائد على أبنائهم وبناتهم مشروعا وملحا، ولعل جزءًا كبيرا من المشكلة يا ابنتي يرجع إلى غياب الحوار والتفاهم بينك وبين والدتك، أكثر ما يرجع إلى تناولك أدوية التشنج أو إصابة والدتك عافاها الله بمرض الدرَّاق الجحوظي (زيادة إفراز الغدة الدرقية Graves Disease)، وما أقترحه عليك هو محاولة تقدير ظروف ماما واعتبار خوفها عليك أمرًا من حقها خاصة وأن الدافع له ليس إلا خوفها عليك، كما أنصحك بمحاولة بيان رجاحة عقلك وحسن تصرفك لماما فهذا أمر سيسعدها كثيرا ويجعلها تطمئن عليك وإليك وبالتالي تصبح أقدر على منحك بعض الحرية وبعض الخصوصية، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.